في ريف مقاطعة الرقة، حيث تمتزج الطبيعة بالتراث، تواصل نساء المنطقة الحفاظ على إرثٍ عريقٍ يتمثل في تحضير الجبن التقليدي، الذي لا يزال يُحضَّر بأساليب يدوية متوارثة، بدءاً من حليب الأغنام وصولاً إلى تشكيل الجبن وتخزينه.
مع ساعات الصباح الأولى، تبدأ النساء القاطنات في الأرياف وخاصة في ريف مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، بجمع الحليب الطازج من الأغنام، في مشهد يعكس تواصلاً حيّاً بين المرأة والطبيعة. يُجمع الحليب بعناية في أوانٍ نظيفة ويُنقل مباشرة إلى أماكن التحضير، حفاظاً على جودته ونكهته.
طريقة تحضير الجبنة
ويُسخَّن الحليب على نار هادئة ويُحرك باستمرار لضمان تعقيمه ومنع احتراقه. هذه الخطوة أساسية في الحفاظ على جودة الجبن، إذ تُهيّئ الحليب لعملية الترويب وتحميه من التلف. وتُضاف خميرة اللبن إلى الحليب المغلي، ثم يُغطّى ويوضع في بيئة دافئة لبضع ساعات حتى يتخثّر ويتحوّل إلى ما يُشبه اللبن الرائب.
وبعد تخثُّر الحليب، تُقطع الخثرة وتُوضع في أكياس قماشية لتُصفّى من الشرش (وهو السائل المفصول من اللبن الرائب)، وتُعلّق الأكياس لتصريف السوائل تدريجياً، ما يسمح بتشكيل قوالب الجبن بطريقة تقليدية.
يُضاف الملح بحسب الرغبة، وتُترك بعض أنواع الجبن لتتخمّر عدة أيام، ما يمنحها نكهة غنية ومميزة. وتُضيف بعض النساء أعشاباً محلية تُضفي طابعاً خاصاً يعكس هوية المنطقة.
منتج محلي بمذاق أصيل
وتُباع الجبنة في الأسواق المحلية أو تُقدَّم على موائد الأسر، وتُعد مصدر دخل مهم للكثير من النساء، إلى جانب كونها تعبيراً عن المهارة والإبداع والارتباط العميق بالتقاليد.
وكالة هاوار للأنباء