الطبقة/ عبد المجيد بدر – تعمل وحدة المياه في مدينة الطبقة على تنفيذ مشاريع خدمية متسارعة بهدف تحسين واقع الضخ المائي في المدينة وريفها، بالتزامن مع انخفاض متواصل في منسوب بحيرة سد الفرات، ما يُهدد بتراجع الإمدادات المائية مع اقتراب فصل الصيف.
يعتمد سكان مدينة الطبقة وريفها على مياه سد الفرات كمصدرٍ رئيسي للشرب، فيما يشكل تراجع منسوب النهر منذ بداية شهر نيسان الجاري خطراً من حصول أزمة مياه خانقة في فصل الصيف بالإضافة إلى تأثيرها على الزراعة في المنطقة، التي تعتمد بشكلٍ أساسي على الري من النهر.
مشاريع طارئة لتعزيز الضخ
وبهذا الصدد؛ أوضح لصحيفتنا “روناهي” الرئيس المشترك لوحدة مياه مدينة الطبقة مثنى الدندن: “إن العمل يتركز حالياً على تركيب مضختين عموديتين باستطاعة 150 كيلو فولط أمبير (KVA)، الأولى في الخزان الجنوبي بجانب مدرسة عمر المختار جنوبي مدينة الطبقة، لدعم أحياء (الإسكندرية، والزويقات والمفرق، والثانية في محطة ضخ عايد، إلى جانب مد خط ضخ رئيسي باتجاه حيي عايد والمفرق لتحسين تدفق المياه”. وتابع: “وفي الريف الغربي، تجري أعمال استبدال لمضختين في محطة ضخ البو عاصي، بمضخات عمودية باستطاعة 250 كيلو فولط أمبير (KVA) لكل واحدة، مع دراسة مد خط بطول ثلاث كيلومترات لتحسين عمليات الضخ، إضافةً إلى صيانة محطة ومضخات مشروع الدبسي”.
وأشار الدندن إلى: “إن انخفاض منسوب بحيرة الفرات تسبب بصعوبات في سحب المياه، ما دفع الوحدة إلى اتخاذ إجراءات إسعافية، بينها إطالة الأنابيب المعروفة بـ”الشراقات”، وحفر خنادق لتوصيل المياه إلى أنابيب السحب التي لم تعد قادرة على أداء وظيفتها في بعض المحطات، منها عايد والكرين والبو عاصي والدبسي”.
انخفاض حاد في منسوب بحيرة الفرات
ويأتي ذلك في ظل تحذيرات سابقة من إدارة السدود العامة في شمال وشرق سوريا، إذ قال الإداري “عماد عبيد”، في وقتٍ سابق من نيسان الحالي: “إن منسوب مياه بحيرة سد الفرات ينخفض بمعدل ست سنتيمترات يومياً”، مشيراً إلى فقدان نحو 3.5 مليار متر مكعب من المياه من أصل السعة التخزينية الكاملة للبحيرة البالغة 14 مليار متر مكعب.
وأضاف عبيد أن منسوب البحيرة تراجع أكثر من خمسة أمتار خلال شهر واحد، نتيجة انخفاض الوارد المائي من الأراضي التركية، إلى جانب توقف سد تشرين عن العمل، وهو ما يهدد بتداعيات إنسانية على مناطق الطبقة والرقة ودير الزور وحتى الأراضي العراقية.
مخاوف من أزمة مياه خانقة في الصيف
من جانبه، نوه فني الميكانيك في وحدة المياه في مدينة الطبقة “محمد العايد” إلى: “إن أنابيب السحب توقفت عن العمل في بعض المحطات بسبب تراجع منسوب المياه”، مشيراً إلى أن “الحل المتاح حالياً يتمثل بحفر خنادق لتقريب المياه من الأنابيب، وزيادة عمقها لضمان استمرارية الضخ”.
وأعرب العايد عن مخاوف من تفاقم الوضع خلال الأشهر المقبلة، مضيفاً إن: “مستوى التراجع في نيسان تجاوز المعدلات المعتادة في الصيف، ما يثير القلق بشأن قدرة الوحدة على تلبية الطلب المتزايد مع ارتفاع درجات الحرارة”.