فوزي سليمان
حدث كان ضربٌ من ضروب الخيال والمستحيل أن يحدث، رغم كونه مطلب شعبي وتاريخي يطالب الجميع به لكنه كان أسير سياسات وتدخّلات خارجية حالت دون ذلك، إلا إنه كان لمقاومة شعبنا التاريخية كلمة الفصل في العديد من القضايا العالقة وعلى رأسها الدعوة القديمة المتجددة التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في العقد الأخير من الألفية الثانية، حيث دعا وكضرورةٍ حياتية وتاريخية إلى عقد مؤتمر وطني يجمع الكرد تحت سقفه على رص الصفوف وتبنّي خطاب وسياسة موحدة، مؤتمر يكون المرشد التنظيمي والنضالي للجميع ولكن …! كان للتدخّلات الخارجية دوراً كبيراً وفاعلاً في عرقلة ذلك ثلاثة عقود ونيف، وبحجم هذه العراقيل نفسها؛ كان إصرار وعناد شعبنا من خلال مقاوماته وتضحياته أكبر من مخططات الأعداء ونواياهم.
بناءً على ما تقدّم؛ فإن الكونفرانس الذي عُقِد في مدينة قامشلو يعدُّ اللبنة الأولى والأساس نحو سوريا ديمقراطية لا مركزية وبالشكل نفسه خطوة نحو شرق أوسط ديمقراطي تكون فيه التشاركية المجتمعية أساساً في الحياة المبنية على العدالة والمساواة والحرية، وحلاً يُحتذى به لجميع المعضلات التي تعاني منها شعوب المنطقة والعالم، فالعصر الذي نحن فيه لا يقبل غير هذه الحقيقة والتي هي مطلب شعبي عام، وعلى أساسه قامت ثورة ربيع الشعوب ضد الأنظمة التوليتارية والأوليغارشية المستبدة والتي مازالت بعيدة كل البعد عن هذه الحقيقة، وكل من لا يرى هذه الحقيقة أو يتغاضى عنها، كما تفعل العديد من أنظمة الحكم، سيكون مآلها إلى مجاهل التاريخ، فإرادة الشعوب دائماً وأبداً هي الظافرة.