الدرباسية/ نيرودا كرد – أكد أهالي شهداء مجزرة قرجوخ، على أن هذه المجزرة جاءت بنتائج عكسية لما كان يخطط له الاحتلال التركي، وأشاروا إلى أن المجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي تزيدهم إصراراً وعزيمة على المقاومة ومواصلة النضال ضد هذا العدو.
بتاريخ 25 نيسان عام 2017، قصفت 26 طائرة تابعة لدولة الاحتلال التركي سلسلة جبال قرجوخ الواقعة في ريف مدينة ديرك التابعة لمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث استشهد على إثر ذلك 20 مقاتلاً ومقاتلة من وحدات حماية الشعب والمرأة.
مجزرة قرجوخ
ولم تكن مجزرة قرجوخ هي الأولى التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي بحق شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، كما أنها لن تكون الأخيرة لهذا العدو، ولكن ما يجب على الاحتلال التركي أن يدرك إدراكاً تاماً، أن أي مجزرة يرتكبها بحق شعوب المنطقة، لن تشكل إلا حافزاً جديداً لمقاومة ونضال الشعوب في وجه المحتل.
وبعد ثماني سنوات على هذه المجزرة، لا تزال دولة الاحتلال التركي تسعى بكل ما لها من طاقات لكسر إرادة شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، إلا أن جواب هذه الشعوب يبقى ثابتاً دائماً، وهو أنه لا رجعة عن خط النضال والمقاومة ما لم يزول الاحتلال عن أرضهم، وأنهم مستمرون في التأكيد دائماً على أن التفافهم حول قواتهم العسكرية هو صمام الأمان في وجه الاحتلال.
مجزرة غاشمة جديدة
وبمناسبة الذكرى الثامنة لمجزرة قرجوخ، التقت صحيفتنا “روناهي” عوائل الشهداء الذين ارتقوا إبان هذا العدوان، حيث تحدثت والدة الشهيدة شيلان “آسيا”: “في تلك الليلة، سمعنا أصوات القصف من جهة جبل قرجوخ، حينها علمنا أن الاحتلال التركي قد ارتكب مجزرة جديدة، حيث هرعنا إلى المكان لنرى ما حدث، وعلى الرغم من الإحساس بالغصة التي انتابني آنذاك كأم، سارعنا لنقل المصابين والجرحى إلى مشافي المنطقة”.
وأضافت: “وفي اللحظة ذاتها، انتابني شعور بأن ابنتي شيلان قد استشهدت، ولكن عندما رأيت ذلك العدد الكبير من الشهداء، أحسست أني لم أعد أم شيلان فحسب، بل أم كل هؤلاء الشهداء، وقمنا بأداء مراسيم الشهداء بشكل يليق بشهدائنا”.
والدة الشهيدة شيلان “آسيا”، أنهت حديثها: “تلك المجزرة لم تزدنا إلا إصراراً وعزيمة على مواصلة النضال ضد الاحتلال التركي المفروض علينا، وقد أثبتت الأعداد الالأتتتيببعداد الكبيرة للشابات والشباب الذين التحقوا بالقوات العسكرية بعد تلك المجزرة، وكأنهم بذلك الالتحاق يقولون بأنهم لن يتوانوا عن الدفاع عن أرضهم والانتقام لشهدائهم”.
مجزرة تختصر وحشية الاحتلال
من جانبه، تحدث شقيق الشهيد “ريوان”، الإداري في مجلس عوائل الشهداء بمدينة ديرك “فرمز“: “إن المجزرة التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي قبل ثماني سنوات تلخص الهمجية والوحشية التي تتصف بها”.
وتابع: “إن المجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي ضد شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، تأتي في سياقين محددين، السياق الأول، محاولة دولة الاحتلال التركي لكسر إرادة شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، من خلال بث الذعر في النفوس، وصولاً إلى القضاء على المكتسبات التي حققتها هذه الشعوب بفضل دماء وتضحيات بناتها وأبنائها، أما السياق الثاني لهذه المجازر، فهو سعي دولة الاحتلال التركي للانتقام من شعوب هذه المنطقة بعد الهزائم الكبرى التي ألحقتها هذه الشعوب بمرتزقة داعش”.
فرمز اختتم حديثه: “إن المقاومة التي تبديها شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، باتت اليوم أيقونة للنضال على المستوى العالمي، حيث أن ثورة روج آفا في إقليم شمال وشرق سوريا، باتت اليوم مثالاً يحتذى به في إطار الحق المشروع للشعوب في الدفاع عن نفسها ضد من يقوم باحتلالها. لذلك؛ فإن المجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي بحقنا؛ يكون فيها الخاسر الأكبر سيكون هو الاحتلال نفسه، لأن إرادة الشعوب لا يمكن أن تُقهر”.
جراح متجددة لن تندمل
ومن جانبها، قالت عضوة الإعلام الحر، “آهين“: “على الرغم من أن جراحنا التي خلفتها هذه المجزرة لم تندمل بعد، إلا أنه في كل عام مع مرور ذكراها السنوية، فإن جراحنا هذه تتعمق أكثر فأكثر، لذلك، لا بد أن نستذكر شهداء هذه المجزرة في كل عام، سواء كانوا من القوات العسكرية، أم من رفاقنا الصحفيين الذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم الوطني والأخلاقي”.
وزادت: “لقد عايشت الشهيدين “حقي، وأحمد”، والشهيد “غريب”، الذي صادفت ذكرى استشهاده السنوية قبل خمسة أيام من ارتكاب مجزرة قرجوخ، مدة عام تقريباً، وقد عرفتهم عن قرب، فعلى سبيل المثال، كان الشهيد غريب قليل الكلام، ولكن كل من عايشه يعرف ما في داخله من شخصية قوية مليئة بالمعلومات والأحداث، وكذلك الشهيد أحمد، الذي على الرغم من أنه كان لا يزال طالبا، إلا أنه جاء ليساعد رفاقه في تغطية الأحداث”. واختتمت عضوة الإعلام الحر “آهين”: “لم تكن المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يقدم فيها أعضاء الإعلام الحر، إلى جانب القوات العسكرية، الغالي والنفيس في سبيل تقصي الحقائق ونقل الواقع كما هو، حيث إننا الإعلاميين في إقليم شمال وشرق سوريا، نأخذ على عاتقنا دائما مهمة فضح كل الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي، وقد قدمنا على هذا الطريق الكثير من الشهداء، كما أن كل الذين بقوا هم أيضاً مشاريع شهادة في سبيل نقل الواقع والحقيقية”.