No Result
View All Result
المشاهدات 11
قامشلو/ دعاء يوسف –
شهد مهرجان أدب وفن المرأة في نسخته العاشرة، الذي أقيم في حديقة آزادي بقامشلو، تحولات ملحوظة، أثارت جدلاً واسعًا بين الزائرات والمشاركات، حيث بدا في بعض جوانبه، وكأنه خرج عن أهدافه الثقافية والفنية الأصلية، وتحول تدريجيًا إلى بازار تجاري هيمنت عليه الأسعار المرتفعة.
تحت شعار “الفن الحر بصوت ولون المرأة”، احتضنت مدينة قامشلو مهرجان أدب وفن المرأة العاشر الذي استمر ثلاثة أيام متتالية، من يوم الخميس 17 نيسان إلى 19 نيسان الجاري، وقد زُين قسم من الحديقة بأكثر من خمسين خيمة للأعمال اليدوية التي ضمت تحت ظلها منتجات وحرفاً نسائية.
بين الإبداع والتجارة… الفجوة تتّسع
وقد انطلق المهرجان الذي نظمته هيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة منذ أكثر من عقد، بهدف تسليط الضوء على إنتاجات النساء الأدبية والفنية، وتوفير مساحة لعرض مواهبهن، فيما لاحظ الحضور في هذا العام، أن الطابع التجاري طغى على الجو العام، مع انتشار الخيم المخصصة للبيع وارتفاع الأسعار مقارنة بالقدرة الشرائية.
وفي السياق، تحدثت إحدى الزائرات “تالين حسين” لصحيفتنا “روناهي”: “جئت للمهرجان لأتعرف على نتاجات النساء
الفنية، لكنني وجدت نفسي في سوق، فعلى الرغم من الإبداع الذي شهدته الأعمال اليدوية إلا أن معظم المنتجات معروضة بأسعار لا تناسب الظروف الاقتصادية للناس هنا، وكأن الهدف لم يعد ثقافيًا بل ربحيًا بحتًا”.
وبينت: “إن المعروضات في المهرجان لها جمال خاص لأنها حرف يدوية، ولكن الأسعار تقف حاجزاً بيننا وبينها”.
المشاركات.. بين الحاجة والرغبة
ودافعت بعض المشاركات عن حقهن في بيع منتجاتهن بالمهرجان، معتبرات أن ما يعرضنه جزء من إنتاجهن الشخصي ويستحق التقدير المادي، لكنهن اعترفن بأن ارتفاع التكاليف التي يحتجنها لعمل القطع الحرفية قد أجبرهن أحيانًا على رفع الأسعار.
حيث قالت إحدى الحرفيات المشاركات “جيهان عبد الغفور“: “نحن نعمل لأشهر كي نشارك في هذا المهرجان، وندفع تكاليف تجهيز القطع المعروضة بأسعار مرتفعة، وهناك مواد غير متوفرة في المدينة؛ ما يجبرنا على شحنها من
الداخل السوري، لذلك نحاول تغطية النفقات وأتعاب اليد دون ربح مادي مرتفع، لكننا أيضًا لا نريد أن نفقد روح المهرجان الأساسية”.
ولكن الأسعار في المهرجان تجاوزت الأسواق بأضعاف، إذ وجدت أساور الصوف في الأسواق بسعر لا يتجاوز الـ 12 ألف ليرة وصل سعرها في بعض أروقة المهرجان إلى 25 ألف ليرة سوريا، والشوحيات في السوق لا تزيد أسعارها عن 75 ألف ليرة، فيما قدر سعرها في المهرجان بـ200 ألف ليرة، كما أن أسعار بعض القطع تراوحت بين العشرة آلاف إلى 700 ألف ليرة سورية.
ثقافة غائبة وتنظيم يفتقر التوازن
وفي هذا العام بدا تراجع الطابع الأدبي والفني في المهرجان واضحاً، إذ خُففت الفقرات الأدبية، وغابت العديد من العروض التي زينت المهرجان في الأعوام الماضية كالعروض المسرحية، كما غابت منصات عرض الكتب والإصدارات الجديدة التي كانت من أبرز ملامح الدورة السابقة، وغابت القصائد السريانية هذا العام بعد أن شاركت لأول مرة في العام الماضي، حيث اقتصر الجانب الأدبي على إلقاء قصيدتين باللغة الكردية، والعربية فقط، وقد قابل ضعف الجانب الأدبي والثقافي في برنامج هذا العام تركيزاً واضحاً على الأكشاك والبازارات، إذ خُصصت ساعتان فقط للجانب الأدبي، فيما افتتح اليوم كاملاً للأعمال اليدوية والحرفيات. ولا يمكن القول، إن تحوّل المهرجان إلى بازار خطأ في ذاته، لكن غياب التوازن بين الهدف الثقافي والبعد التجاري هو ما أضعف الرسالة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الحرفيات.
وبالرغم من استمرار برنامج المهرجان هذا العام ثلاثة أيام على عكس الأعوام الماضية التي كانت تقتصر على يومين فقط، لم يكن البرنامج غنياً بالفعاليات الأدبية والثقافية، فقط شاركت شاعرتان فقط، كما غابت القصة أيضاً عن برنامج المهرجان بالرغم من أنها أحد الأجناس الأدبية في المسابقات، ولكن المهرجان حافظ على فقراته الغنائية وقد شاركت أربع فقرات غنائية من فنانات وفرق غنائية.
بين السوق والفن… تبقى رسالة المرأة في الانتظار
ويتوجب على المهرجان إعادة تعزيز الجانب الأدبي والفني الحقيقي، وضمان مشاركة فنانات وكاتبات من مختلف المناطق، ففي هذا العام كانت المشاركة في البرنامج تقتصر على أبناء مقاطعة الجزيرة، وامرأة مختصة للأعمال اليدوية من الرقة، والفنانة ياسمين عسكر من الطبقة فقط، ومن الضروري تحديد سقف للأسعار بما يضمن عدالة اقتصادية لإعادة الروح الأساسية للمهرجان كمنصة للإبداع النسائي، لا مجرد سوق.
ففي الوقت الذي تحتاج فيه النساء في إقليم شمال وشرق سوريا لمساحات تُبرز إبداعهن وتدعم حضورهن الثقافي، يبدو أن إعادة التوازن بين الفن والتجارة في هذا المهرجان باتت ضرورة، حتى لا تفقد هذه التظاهرة السنوية معناها وتتحول من منبر للنساء إلى موسم للبيع بأسعار لا تُحتمل.
No Result
View All Result