طالب أهالي بلدة “الشحيل” في مقاطعة دير الزور، المنظمات الدولية والإنسانية وهيئة الصحة والمجلس التنفيذي، لإنقاذ مشفى الشحيل من الإغلاق، وتوفير الدعم اللازم لضمان استمرار خدماته الحيوية.
في ظل ظروفٍ اقتصاديةٍ صعبةٍ وتحدياتٍ صحيةٍ مُتزايدةٍ، تُواجه منطقة الشحيل في ريف دير الزور، كارثةً صحيةً مُحتملةً، وقرار بتوقيف خدمات مشفى الشحيل العام، المقرر نهاية شهر نيسان الجاري، حيث أثار هذا القرار المفاجئ، موجةً من القلق والغضب بين سكان المنطقة الذين يعتمدون بشكلٍ أساسيٍ على خدمات هذه المشفى المجانية، والتي تُعتبر شريان الحياة للكثيرين، خاصةً الفئة الفقيرة.
مشفى الفقراء.. ملاذٌ صحيٌ يُهدده الإغلاق
ويُعرف مشفى الشحيل بين أهالي المنطقة باسم “مشفى الفقراء”، وهو لقبٌ مُستحقٌ نظراً للدور الإنساني الجليل الذي يلعبه في توفير الرعاية الصحية المجانية لعشرات الآلاف من السكان، وخاصةً أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج الباهظة في المشافي الخاصة.
ويقدم المشفى خدماتٍ طبيةً مُتنوعةً وشاملةً، بدءاً من العيادات الخارجية وصولاً إلى العمليات الجراحية المُعقدة، مما يُخفف العبء عن كاهل المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
صرخة استغاثة من أهالي المنطقة
وفي السياق، أعرب “جاسم المحمد” أحد سكان بلدة الشحيل، لصحيفتنا روناهي، عن خيبة أمله وقلقه الشديد إزاء هذا القرار، مُؤكداً، أن إغلاق المشفى سيُفاقم من معاناتهم الصحية، وسيُضطر الأهالي إلى البحث عن بدائل مكلفةٍ قد لا تكون في متناول الجميع، فالمشافي الخاصة، بتكاليفها الباهظة، تُمثل عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطنين من ذوي الدخل المحدود، والذين يعتمدون بشكلٍ كاملٍ على مشفى الشحيل لتلبية احتياجاتهم الصحية.
وناشد المحمد، الجهات المعنية والمنظمات الدولية والمُجتمع المدني، بالتدخل العاجل لإنقاذ المشفى من الإغلاق، وتوفير الدعم المادي واللوجستي اللازم لضمان استمرارية عمله.
في حين، طالب “عبد الكريم الحمد” بالتحرك العاجل من المنظمات الدولية والإنسانية وهيئة الصحة والجهات المعنية، لإنقاذ مشفى الشحيل من شبح الإغلاق، وتوفير الدعم اللازم لضمان استمرار خدماته الحيوية، فإغلاق هذه المشفى لا يعني فقط توقف خدماتٍ طبيةٍ مجانيةٍ، بل يعني أيضاً حرمان آلاف المواطنين من حقهم في الرعاية الصحية، وعرض حياتهم للخطر في ظل ظروفٍ استثنائيةٍ تتطلب تكاتف الجهود لتوفير الدعم اللازم للفئات الفقيرة مادياً.
أرقامٌ وإحصائياتٌ تُجسد حجم الكارثة المُحتملة
ومن جانبه تحدث المدير الطبي في مشفى الشحيل “محمد الخير“: “تشير الإحصائيات إلى حجم الكارثة المُحتملة جراء توقف خدمات المشفى، حيث يقدم خدماته لما يُقارب 500 ألف نسمة في المنطقة الوسطى من ريف دير الزور الشمالي الشرقي، ويعدُّ مركزاً صحياً حيوياً يربط الريف الشمالي بالجنوبي والشرقي، بالإضافة إلى منطقة الشامية”.
واختتم المدير الطبي في مشفى الشحيل “محمد الخير” حديثه: “ففي عام 2024، استقبل المشفى أكثر من 135 ألف مُستفيد، ويجري قرابة 450 عمليةً جراحيةً في الأسبوع الواحد، بالإضافة إلى تقديم آلاف الاستشارات الطبية والخدمات العلاجية في مختلف التخصصات، بما في ذلك الباطنية، والأطفال، والنسائية والتوليد، والجراحة العامة، كل هذه الخدمات تُقدم بشكلٍ مجانٍ؛ ما يُخفف العبء المادي والمعنوي عن كاهل المواطنين”.