قامشلو/ ملاك علي- في ظلِّ الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها أهالي الساحل السوري، وتزايد حجم الاحتياجات الأساسية نتيجة استمرار التوترات الأمنية وتدهور الوضع المعيشي، وللمرة الثانية، انطلقت قوافل المساعدات الإنسانية إلى الساحل السوري، في خطوةٍ تهدف إلى التخفيف من معاناة السكان.
إلى جانب الجهود الإنسانية المستمرة لأهالي إقليم شمال وشرق سوريا، والإدارة الذاتية تسعى منظمة الهلال الأحمر الكردي إلى تقديم دعم متكامل يساعد على تخفيف معاناة أهالي الساحل السوري، مؤكدةً بذلك على أهمية الاستجابة الإنسانية لتلبية الاحتياجات المتغيرة للمستفيدين.
وتأتي هذه القافلة استمراراً للجهود التي تبذل في سبيل دعم السكان المتضررين، بعد أن بات الساحل السوري منطقةً تشهد أوضاعاً إنسانية متدهورة نتيجة الانتهاكات التي تحصل هناك، وتوقف معظم الخدمات الأساسية، بما فيها الرواتب التي كانت تُشكّل المصدر الوحيد لمعظم الأُسر.
وتتألف القافلة الثانية التي انطلقت من إقليم شمال وشرق سوريا من 15 شاحنة تحمل 13,500 سلة غذائية، بينها 2,000 سلة تحتوي على مواد تنظيف، تم تخصيصها خصيصاً لتلبية الحاجات العاجلة للأسر الأكثر تضرراً.
إغاثة أهالي الساحل السوري
وفي السياق، أكدت إدارية مكتب المرأة في الهلال الأحمر الكردي، “شيرين سليمان خليل” لصحيفتنا “روناهي”، إن هذه القافلة تأتي استجابةً للنداءات المتكررة من أهالي الساحل، وتعبيراً عن التزام المنظمة بدورها الإنساني تجاه جميع السوريين دون استثناء.
وقالت: “رغم جميع الصعوبات، نحن ملتزمون بالوصول إلى كل من يحتاجنا، الناس هناك يعيشون بلا دخل، بلا أمان، وبلا القدرة على تأمين أبسط متطلبات الحياة اليومية، وواجبنا أن نكون سنداً لهم”.
وأضافت: “إن الأوضاع في الساحل لا تزال مفعمة بالمخاطر، مما يمنع الكثيرين الخروج من منازلهم أو ممارسة أعمالهم اليومية، مشيرةً إلى أن المساعدات التي تقدمها المنظمة تُعدّ شريان حياة للعديد من العائلات التي فقدت كل شيء”.
وكان فريق الهلال الأحمر الكردي قد توجّه يوم الجمعة 11/4/2025 إلى مدينة الطبقة، حيث عُقِد اجتماع تنسيقي لوضع اللمسات الأخيرة على مسار القافلة وخطة التوزيع، قبل انطلاقها صباح يوم السبت في تمام الساعة السادسة عبر معبر الطبقة باتجاه الساحل السوري.
وتُعدُّ هذه القافلة الثانية من نوعها التي تتوجه إلى الساحل في غضون فترة قصيرة، ما يعكس حجم الاحتياج المُلِحّ والمتواصل للمساعدات الإنسانية في المنطقة، في ظل غياب الدعم الرسمي وضعف الإمكانيات المحلية.
ويجدد الهلال الأحمر الكردي من خلال هذه المبادرات دعوته للمنظمات الدولية والإقليمية لتكثيف الجهود الإغاثية، ومساندة المدنيين الذين يدفعون ثمن الأزمات دون ذنب، وسط تحديات يومية تهدد أمنهم الغذائي والصحي والنفسي.