جل آغا/ أمل محمد – عبرت نساء من مدينة كركي لكي، عن رفضهن لغياب المرأة في تشكيل الحكومة الجديدة في سوريا، مؤكدات أنها خطوة لتعزيز الأنماط الذكورية، وأنه لا يمكن تحقيق سوريا ديمقراطية وعادلة دون الدور الفاعل للمرأة فيها.
عين رئيس سلطة دمشق أحمد الشرع يوم 29 آذار من عام 2025 حكومة جديدة لإدارة المرحلة التي تلت سقوط النظام السابق، وقد حظيت “هيئة تحرير الشام” بأكبر حصة تمثيلية في هذه الحكومة، وقد قُوبلت التشكيلة الوزارية الجديدة بانتقادات واسعة في الأوساط السورية بسبب افتقارها التنوع وضعف التمثيل النسائي، فقد حصلت امرأة واحدة، وهي “هند قبوات” على حقيبة وزارية لتولي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبلغت نسبة تمثيل النساء 4،35% مقابل 95،65% للذكور، ما يعكس تراجعاً واضحاً في حضور النساء السوريات في الحكومة، سواءً على مستوى المؤسسات واللجان الرسمية أو في المستوى الوزاري.
ويتجلى ضعف التمثيل النسائي في المؤسسات الحكومية سؤالاً جوهرياً حول دور المرأة في صنع القرار والمشاركة في إدارة المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد.
تمثيل غير عادل
وعن هذا رصدت صحيفتنا “روناهي”، آراء نساء من مدينة كركي لكي، حيث أبدت “ريفا حسن” عن رفضها غياب التوازن في التمثيل النسائي في تشكيل الحكومة الجديدة: “غياب العنصر النسائي كان واضحاً وهو مؤشر على غياب التوازن، هذا الأمر سيؤثر بشكل ملحوظ على إدارة البلاد، المرأة اليوم لا تقل شأناً عن الرجل، كان من المفترض أن يكون التمثيل النسائي في الحكومة الجديدة متساوياً، وهذا يتعارض مع الخطط والأساسيات التي تم وضعها للعودة بسوريا إلى طرق الحضارة”.
واختتمت “ريفا حسن” حديثها، بالتأكيد على ضرورة تمثيل المرأة كعنصر أساسي وفاعل: “لا يمكن إقصاء أي شعب أو فئة، وبالذات العنصر النسائي، هذا التمثيل لا يبشر بخير، النساء لهنَّ دور فعال وبصمة مميزة في التنمية والإدارة وصناعة القرار”.
تجربة الإدارة الذاتية نموذج للديمقراطية
من جانب آخر، أشارت روجين حسن إلى: “وجود امرأة واحدة أمام 23 وزيراً يترك وراءه إشارة استفهام كبيرة، هنا تأكيد على التقليل لشأن المرأة، الثورة التي خرج بها الشعب السوري قبل 14 عاماً كانت من أجل التغيير والعدالة والمساواة، ولكن التعيينات في الحكومة الجديدة نسفت تلك المطالب”، هذا التمثيل يحد من إمكانات المرأة، لأن تغّيب المرأة عن المشهد السياسي يشكل انتكاسة خطيرة، ويجب الحذر من ذلك وعدم تكرار أخطاء الماضي”.
وتابعت: “المرأة تمتلك قدرات ومهارات فائقة في الإدارة حالها حال الرجل، التمثيل الضعيف للعنصر النسائي هو تقليل مباشر من دور المرأة، نعم لا نعترف بهذه الحكومة ونطالب بأن يكون لنا تمثيل أوسع لتتناسب مع تطلعاتنا، تعاني النساء في سوريا بالعموم من بيئة سياسية واجتماعية غير داعمة، وكأن المجالات السياسية حكر على الرجل”.
وأشادت “روجين حسن” في ختام حديثها، بتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا في تولي النساء الدور في مختلف المجالات: “في مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية والعقد الاجتماعي لمسنا حضوراً لافتاً للمرأة، فنسبة تمثيل المرأة هي 50%، تجد المرأة تتشارك مع الرجل في القيادة وصنع القرار وتولي المهام والمناصب، وعلى خلاف ما توقعته بعض العقول والأذهان الذكورية فقد نجح هذا التمثيل ووصلت الإدارة الذاتية لمراحل متقدمة وناجحة حينما تشارك الجنسين في الإدارة بشكل عادل”.