قامشلو/ سلافا عثمان – أطلقت بلدية الشعب في قامشلو مشروعاً جديداً لتنظيم مواقف السيارات في الشوارع العامة، وذلك بالتنسيق مع شركة “باركو”، في خطوةٍ تهدف إلى الحد من الوقوف العشوائي وتخفيف الازدحام المروري، وبينما رحّب البعض بالمشروع، وعبّر آخرون عن رفضهم لطريقة التنفيذ، معتبرين إنها قد تُفاقم الأزمة.
تسعى بلدية الشعب في قامشلو إلى معالجة مشكلة الازدحام المروري، والوقوف العشوائي، عبر تنفيذ مشروع جديد لتنظيم مواقف السيارات في الشوارع العامة، ويهدف هذا المشروع إلى تحديد أماكن وقوف السيارات بشكلٍ منظم، مما يُسهِم في تسهيل حركة المرور وتقليل الفوضى التي كانت تحدث نتيجة للاصطفاف غير المنظم، ومع بداية تطبيق المشروع تنوعت الآراء حوله، حيث رحّب البعض بالفكرة باعتبارها خطوةً نحو تحسين الوضع، بينما عبّر آخرون عن اعتراضاتهم بسبب طريقة التنفيذ وطبيعة الشوارع التي تم اختيارها لتنفيذ المشروع، مما يفتح المجال لنقاش واسع حول فعالية الخطة في الواقع.
تنظيم بحاجة إلى المراجعة
أعرب أصحاب المحال التجارية في السوق المركزي عن رفضهم لطريقة تنظيم مواقف السيارات المعتمدة حالياً، والتي تعتمد على الاصطفاف العرضي، معتبرين إنها غير مناسبة لطبيعة الطريق الضيّق، وستؤدي إلى إغلاقه بشكلٍ متكرر عند دخول أو خروج المركبات، مما يُنذِر بأزمة مرورية متواصلة.
وفي هذا الصدد بيّن صاحب محل ألبسة في السوق المركزي هاشم محمد: “تنظيم المواقف بشكلٍ عرضي في هذا الموقع تحديداً غير عملي، لأن الطريق ضيق، وأي مركبة تحاول الخروج ستؤدي إلى تعطيل حركة السير بالكامل، هذا أمر واضح لأي شخص يراقب الواقع”.
وأضاف: “الاصطفاف الطولي هو الأنسب في هذه الحالة، لأنه يسمح باستمرار حركة المرور دون عرقلة، ويُخفف من الازدحام، هذا ما تم اعتماده في عددٍ من المدن، مثل دمشق، وكانت النتائج إيجابية ولم تُسجل أية مشاكل تُذكر”.
وأوضح هاشم أن الاعتراض ليس على فكرة المشروع أو تنظيم المواقف، بل على طريقة التنفيذ التي لا تراعي طبيعة الموقع: “نحن لا نعترض على التنظيم أو حتى التأجير، لكن التنفيذ يجب أن يكون مدروساً بشكلٍ جيد، ويأخذ بعين الاعتبار واقع السوق وحركة السيارات فيه”.
واختتم صاحب محل الألبسة في السوق المركزي “هاشم محمد” حديثه بدعوةٍ للجهات المعنية لمراجعة الخطة وإعادة دراسة تصميم الأرصفة وطريقة الاصطفاف: “إن الحل لا يكمن في إنشاء المواقف فقط، بل في كيفية ترتيبها بما يمنع الأزمات ويخدم الحركة التجارية والمرورية في المنطقة”.
خطوة إيجابية لتسهيل حركة السير
وفي المقابل يرى المسؤول عن خط الكورنيش “أحمد نايف”، إن المشروع الجديد الذي تم تطبيقه ضمن السوق يُعدُّ خطوة إيجابية، وأنه لم يُسبب أي أزمات مرورية كما كان يتوقع البعض، هذا المشروع في مجمله سيُساهم في تقليل الازدحام، مما سيجعل حركة السير أسهل وأكثر انسيابية في المنطقة: “نحن نرى أن هذا التغيير هو في صالح الجميع، إذ أن الهدف الأساسي من المشروع هو تنظيم حركة المرور، والتقليل من الأزمات التي نواجهها يومياً ضمن السوق”.
وأشار إلى أن تحسين الوضع الحالي يتطلب تنظيم مواقف السرافيس بشكلٍ أكبر، حيث اقترح أن يتم تخصيص أماكن معينة لوقوف السرافيس بشكلٍ نظامي: “نحن نقترح أن يتم توفير مواقف خاصة للسرافيس، حيث يتم صف السيارات بشكلٍ منظم بدلاً من تركها تقف بشكلٍ عشوائي، هذا التعديل سيُسهِم في تقليل الفوضى التي نشهدها حالياً، ويسهّل حركة المرور بشكلٍ أكبر”.
وفي ختام حديثه أكد المسؤول عن خط كورنيش “أحمد نايف”، بأن تنظيم مواقف السيارات سيُسهم بشكلٍ كبير في تسهيل عملية التنقل، حيث ستنخفض حالات الازدحام التي تنشأ بسبب وقوف السيارات بشكلٍ عشوائي في الأماكن غير المخصصة لها: “عندما يكون هناك نظام دقيق لموقف السرافيس والسيارات بشكلٍ عام، سنتمكن من تحسين العمل اليومي وتقليل الوقت الذي يضيع في حركة المرور”.
مشروع يشمل 131 موقفاً
منذ قرابة أسبوع بالتنسيق مع شركة “باركو”، بدأت بلدية الشعب في قامشلو بتنفيذ مشروع جديد يهدف إلى تنظيم مواقف السيارات ضمن الشوارع العامة، وذلك بدءاً من دوار الشهداء، وشارع البلدية، شارع الحمام، وصولاً لخلف السوق المركزي وذلك بهدف الحد من الوقوف العشوائي وتحسين انسيابية الحركة داخل المدينة. وعن تفاصيل المشروع أكثر، أوضح الرئيس المشترك لبلدية الشعب في قامشلو “اسطيفو مسعود” لصحيفتنا: “باشرنا العمل منذ قرابة أسبوع، والمشروع يشمل 131 موقفاً، شارع رئيسي ضمن سوق المركزي وهناك مواقف مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، سيارات الإسعاف، لقوى الأمن الداخلي، وهذه المواقف ستكون مجانية”.
الهدف الأساسي من إطلاق المشروع
وبيّن إن الهدف الأساسي من إطلاق المشروع، هو منع الفوضى الناتجة عن الوقوف المزدوج والعشوائي، والذي كان سبباً مباشراً في إغلاق بعض الشوارع وحدوث أزمات مرورية متكررة: “عندما يتم تحديد أماكن الوقوف بوضوح، سيضطر السائقون للالتزام بها، السيارة ستقف في موقفٍ واحد فقط، وليس صفين في الموقع نفسه كما كان يحدث سابقاً، ولباقي المركبات ستكون مأجورة بمبلغ 2000 ليرة سوريّة لكل ساعة، في حين أن أصحاب المحال التجارية سيحصلون على أسعارٍ شهرية خاصةً، نظراً لطبيعة دوامهم الطويل من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً”.
ورغم وجود تأييد للمشروع، اعترف مسعود بوجود اعتراضات من بعض الأهالي أيضاً: “من الطبيعي أن تواجه أي خطة جديدة بعض الرفض أو التحفّظ، لأنك لا تستطيع إقناع الجميع، سمعنا آراء مختلفة من أصحاب المحلات، البعض رحّب بالفكرة، وآخرون كانوا غير موافقين وهذا متوقّع”.
وأضاف: “الأهم بالنسبة لنا هو راحة المواطنين، وتحقيق مظهر حضاري للمدينة، المواقف ستكون مائلة لتسهيل خروج السيارات، وسنعمل خلال الشهرين القادمين على تنفيذ جزء من المشروع، لنُقيّم مدى تقبّل الناس له على أرض الواقع”.
واختتم الرئيس المشترك لبلدية الشعب في قامشلو “اسطيفو مسعود”، حديثه بالتأكيد على أن عدد الكراجات سيكون متناسباً مع حاجة كل شارع، بحسب طاقته الاستيعابية: “نحن ندرك أن بعض الشوارع لا تتحمّل أعداداً كبيرة من السيارات، لذلك سنأخذ ذلك بالحسبان، هدفنا الأول والأخير تنظيم السوق وتخفيف الأزمة”.
