قامشلو/ بيريفان خليل ـ أضفى نداء القائد عبد الله أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي، معنى وبهجة، وأملاً في نفوس المحتفلين والمشاركين باستذكار ميلاده وعيد النوروز في لبنان، فيما أكدوا على الاستمرار في النضال والقيام بالمسؤوليات حتى تحريره جسدياً.
في الآونة الأخيرة احتفل الشعب الكردي بمشاركة من شعوب أخرى سواء في أجزاء كردستان الأربعة أو في العالم، بمناسبتين مهمتين لهم، وهما: عيد النوروز والذي هو يوم انتصار الحق على الظلم، والمناسبة الأخرى ميلاد القائد عبد الله أوجلان، تاريخ يستذكرونه على أنه يوم فجر الحرية.
وكانت لبنان من الدول العربية التي أقيمت فيها احتفالات بهذا الشأن وذلك في منطقة جغرافية جبلية تسمى الدامور (ملتقي النهرين) وقد تميزت عن السنوات الماضية، بالمشاركة الواسعة والمتنوعة من الشعوب، وميزات أخرى أضفت المزيد من الجمال والبهجة، وبعثت في نفوسهم الأمل، حيث كان للشأن السياسي، والتطورات التي تحصل على ساحة الشرق الأوسط بشكل عام، وفي روج آفا بشكل خاص، إضافة إلى ما ذكرناه سابقاً المبادرة التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، كل هذه التغيرات عكست بظلالها على لبنان وعلى التقاربات السياسية والأحزاب السياسية الكردية، ليكون نوروز هذا العام، مرحلة تحول جديدة من جميع النواحي.
نوروز حرية القائد عبد الله أوجلان
وفي هذا السياق؛ تحدثت نائبة رئيس رابطة نوروز الثقافية والاجتماعية في لبنان “حنان عثمان“، عن احتفالهم بنوروز هذا العام وأيضاً بميلاد القائد عبد الله أوجلان.
فأوضحت حنان: “نوروز 2025 جاء بروح نضالية ووطنية كبيرة وبمعنويات عالية جداً في لبنان، كما في الأجزاء الأربعة من كردستان، وفي كل مكان في العالم، حيث نظمت احتفالية لبنان في منطقة جغرافية جبلية تشبه إلى حد كبير جغرافية كردستان، في الدامور، ملتقى النهرين، حيث شهدت ميادين الاحتفال حضورًا جماهيريًا واسعًا رفع فيه العلم الكردي وصور الشهداء والقائد عبد الله أوجلان”.
وقد وصف نوروز هذا العام في لبنان، على أنه نوروز حرية القائد عبد الله أوجلان، حيث كانت لرسالته وندائه للسلام والمجتمع الديمقراطي تأثير وصدى كبير على أجواء الاحتفال، ومحوراً مهماً في الحوارات، التي حصلت هناك، كما أضفت بعداً سياسياً عميقاً على المناسبة.
فعاليات متنوعة
وأفادت أيضاً: “الكرد في لبنان، أحيوا نوروز بحفاوة كبيرة، مع عروض فنية رائعة، ورسائل سياسية تركز على الالتزام والالتفاف حول مبادرة القائد والوحدة الوطنية، وعرضت رسالة القائد عبد الله أوجلان، وألقيت كلمات بهذا الشأن لتؤكد على أن نوروز هذا العام هو نوروز حرية القائد، وبأن حرية الشعب مرتبطة بحريته، وتركت كل هذه المواقف الوطنية أثرًا إيجابيًا على الشعب، مجددة الأمل بمستقبل يعمه السلام والحرية للقائد عبد الله أوجلان وللشعب الكردي في كل مكان”.
كما تميز نوروز هذا العام في لبنان عن سابقه، حيث احتفل الطلاب الكرد في الجامعة الأمريكية ببيروت لأول مرة بمشاركة من دكاترة الجامعة وممثلين عن جمعيات مدنية وممثل الإدارة الذاتية، ورئيس رابطة نوروز والذي كان له صدى جميل وإيجابي في الداخل اللبناني، وسط خطاب شدد على رمزية نوروز، والذي هو عيد للحرية والمقاومة. وأكد الطلاب على أهمية دورهم في الحفاظ على الهوية والثقافة الكردية.
وكان للأطفال حصة من تلك الاحتفالية، حيث قُدمت لهم هدايا، ورُسمت على وجوهم؛ ما بعث في نفوسهم البهجة والسعادة.
اللافت في الاحتفال
بالإضافة إلى ازدياد عدد المحتفلين والمشاركين بنوروز 2025 والذي وصل قرابة 50 ألف محتفل، فإن المشاركات كانت متنوعة من مختلف الشعوب؛ الكرد، والعرب، والسوريين، والأرمن، والدروز، والمسيحيين وهذا كان ملفتاً هذا العام، كما شاركت شخصيات أخرى، مثل رئيس بلدية ضمور، وعدد كبير من السياسيين والجمعيات، وسفراء وأحزاب ومنظمات نسائية، ومنهم من شارك بإلقاء الكلمات، كما كان هناك برقيات تهنئة من السياسيين اللبنانيين، ومنها، برقية من النائبة الأرمنية بولا يعقوبيان، والجبهة الشعبية الفلسطينية وجمعية مساواة ورد بطرس.
كما شارك فنانون لبنانيون في حفلة نوروز، ومنهم الفنانة “جيسي جرجورة” والفنان “جاد عز الدين” و”روني كسار”، حيث غنوا أغاني ثورية، وأخرى باللغة الكردية، كما شارك من روج آفا الفنان المحبوب لدى أبناء لبنان “حسن ديركي” الذي أعطى صدى جميلاً.
وتقديراً لجهودهم هذه، فقد تم إهداؤهم درعا خشبيا على شكل أرزة لبنان، وفي وسطها صورة للقائد عبد الله أوجلان، كما تم منحهم الشال الكردي، وقد أعجبوا بهذه الهدايا، وعدوها رموزاً وطنية.
وبذلك كان نوروز هذا العام كما أكدته النائبة لرئيس رابطة نوروز الثقافية والاجتماعية “نوروز هذا العام كان مهرجاناً فنياً وسياسياً وخطابياً لا مثيل له، رفعت المعنويات، وبعث في نفوسهم الشعور بالوحدة الوطنية”.
وبعد نوروز شاركت الفرقة الفنية التابعة لرابطة نوروز بالأغاني والدبكات الكردية بعيد “بشارة السيدة عذراء” الذي نشر عبر بث مباشر على قناة O Tv لأول مرة، لتعطي طابعاً شبيهاً بالنوروز.
ميلاد شعب وأمة
ولم ينحصر استذكار القائد “عبد الله أوجلان” والمطالبة بحريته الجسدية في نوروز فقط، لكن إضافة إلى ذلك تم إحياء ميلاد هذا اليوم التاريخي في لبنان، وعدوه ميلاد شعب وأمة، مثلما نوروز كان البهجة والمعنويات العالية، والحس بالمسؤولية.
فقد تم الاحتفال في المكان نفسه، في الدامور (ملتقى النهرين) بمشاركة من أنباء المنطقة والشعب الكردي، بلباسهم الكردي الفلكلوري، وتمنوا بدورهم تحرير القائد “عبد الله أوجلان” جسدياً بوقت قريب، كما شددت الكلمات التي ألقيت، على الالتفاف حول النداء الذي أرسله القائد عبد الله أوجلان للسلام والمجتمع الديمقراطي.
وفي ختام تقييمها لنوروز 2025 والاحتفال بميلاد القائد عبد الله أوجلان في لبنان، تعهدت نائبة رئيس رابطة نوروز الثقافية والاجتماعية “حنان عثمان” باسم النساء، بالاستمرار بالنضال على نهج وفلسفة القائد “عبد الله أوجلان”.