قامشلو/ سلافا عثمان ـ ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى تحسين واقع المدينة على مختلف الصعد الخدمية، كشف نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في قامشلو، عن انطلاق مشاريع خدمية واسعة خلال هذا العام، تركز بشكلٍ خاص على تزفيت الطرق (المجبول الأسفلتي)، إلى جانب مشاريع أخرى حيوية تشمل تأمين مصادر المياه، وتحديث شبكات الصرف الصحي، وتشجير وتأهيل المساحات العامة.
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، تواصل بلدية الشعب في قامشلو أداء دورها الحيوي في خدمة المجتمع، من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتطوير الواقع الخدمي للمدينة، وبالرغم من التحديات، تبرز جهود البلدية كحالةٍ نموذجية في التنظيم والإدارة، معتمدةً على رؤية تشاركية تشمل الكومينات واللجان المجتمعية، وفي هذا العام 2025 وضعت بلدية الشعب في قامشلو أمامها خطة عمل شاملة تصب في خدمة الأهالي.
الأولوية لتأمين المياه وتأهيل البنية التحتية
وفي هذا الصدد؛ أكد نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في قامشلو “مسعود يوسف”، بأن العمل البلدي في قامشلو يعتمد على هيكل إداري منظم يضم 22 قسماً حيوياً، من أبرزها: دائرة المياه، الدائرة الفنية، الصرف الصحي، تراخيص البناء، التموين، الضابطة، النقل، الصحة، مكتب المرأة، لجنة المولدات، علاقات الشعب، والديوان.
وأشار يوسف إلى إن قسم “علاقات الشعب” يعتبر صلة وصل مباشرة مع الكومينات، حيث يتم حل أكثر من 50% من قضايا المجتمع بطرق اجتماعية قبل اللجوء إلى القوانين، ما يعزز من دور الكومينات في دعم استقرار المجتمع المحلي وتنظيمه.
وبيّن يوسف أن مشاريع هذا العام 2025 تضع تأمين مصادر المياه في مقدمة الأولويات، وذلك من خلال تشغيل ثلاث محطات رئيسية (هلالية، الجقجق، العويجة)، إضافةً إلى خط مياه يصل من محطة “سفان” الواقعة في جغرافية ديرك، “إن هذه المحطات تعمل على مدار الساعة لتلبية احتياجات أهالي مدينة قامشلو من المياه”.
البدء بمشروع مد المجبول الأسفلتي في شهر أيار
فيما تطرق إلى إن مشروع المجبول الأسفلتي، سيُعدُّ من أبرز المشاريع التي سيقومون بها خلال هذا العام، “تنطلق الأعمال فعلياً في شهر أيار بعد المصادقة على الموازنة وتحضير الآليات والشركات المنفذة، المشروع يهدف إلى إعادة تأهيل الطرق داخل المدينة بشكلٍ متكامل، بما يشمل تعبيد الشوارع الرئيسية والثانوية، وتركيب فوهات مطرية لتحسين تصريف المياه أثناء فصل الشتاء”.
وإلى جانب مشاريع المجبول الأسفلتي، تبدأ بلدية الشعب بقامشلو في منتصف شهر نيسان بتنفيذ مشاريع مهمة في مجال المياه والصرف الصحي كما نوه إليها يوسف: “الأعمال تشمل تأهيل شبكات المياه، وصيانة محطات الضخ، إلى جانب حفر وتجهيز آبار جديدة، وربطها بأنظمة تشغيل تعتمد على الطاقة الشمسية، في إطار التوجه نحو استخدام الطاقات البديلة”.
مواجهة التحديات.. وتأهيل الأحياء المتضررة
البلدية تواجه تحديات كبيرة نتيجة الأوضاع الأمنية والظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، وأوضح يوسف “إن مناطق مثل حي طي وأجزاء من جغرافية المطار، التي كانت تحت سيطرة النظام الأسد السابق، تعاني من تدهورٍ كبير في البنية التحتية، خاصةً في مجالات النظافة والصرف الصحي”.
وتابع: “إن البلدية وضعت خطة متكاملة لإعادة تأهيل هذه المناطق، وتنظيمها بما يضمن تحسين الواقع الخدمي فيها تدريجياً، وضمن رؤيتنا المستقبلية نعمل على تنفيذ مشاريع إنارة تعتمد على الطاقة الشمسية، بدءاً من دراسة مشروع إنارة المدخل الشرقي للمدينة، في إطار التحول إلى حلول طاقة مستدامة وفعالة بيئياً”.
توسيع الرقعة الخضراء
وبالتنسيق مع هيئة البيئة، وضعت بلدية الشعب في قامشلو خطة استراتيجية لتوسيع الرقعة الخضراء في المدينة، من خلال زيادة عدد الأشجار والحفاظ على المزروع منها خلال السنوات الماضية، وتشمل الخطة إعادة تشجير منطقة طريق المطار، التي كانت تضم غابة مصغرة التي تم تدميرها بالكامل في الفترة السابقة. فيما لفت يوسف إلى أن عام 2025 سيشهد تعزيز تنظيم المجتمعات من خلال الكومينات واللجان الخدمية، “وسيتم عقد اجتماعات دورية مع الكومينات لمناقشة تقارير فصلية تشمل الأداء المالي، وتنفيذ المشاريع، والاحتياجات الشعبية، وذلك بهدف إشراك الأهالي في صنع القرار وتحويل توصياتهم إلى خطواتٍ عملية داخل المجلس البلدي”.
وفي ختام حديثه؛ أكد نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في قامشلو “مسعود يوسف” حديثه “بالرغم من التحديات الأمنية والتأثيرات المباشرة للأحداث، ومنها الهجوم الأخير على سد تشرين، الذي تطلب دعم طواقم البلدية لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة. تواصل البلدية العمل بإرادة قوية لخدمة أهالي قامشلو تحت كل الظروف، إن قسم النظافة يبقى من أهم الأقسام وأكثرها استمرارية في العمل اليومي”.