جل آغا/ أمل محمد – عقب ستة أعوام من التهجير القسري، يعود الأمل مجدداً للمهجر “عبد اللطيف درويش”، الذي ترك دياره في كري سبي قسراً، آملاً بأن يكون يوم العودة بات وشيكاً.
يعود الأمل لتعود الذكريات مجدداً، منها ما تُفرح القلب لأنها مرتبطة بأرضه ومنزله وأقاربه، وأخرى مؤلمة شاهدة على يوم التهجير، الذي بقي عالقاً في ذهنه، يأبى العقل أن ينسى، “فقد غادر” عبد اللطيف درويش” منزله في كري سبي بعد الهجمات التركية المتكررة على قريته، تاركاً منزله الريفي وأرضه الخيرة التي أطعمته أعواما طويلة.
حلم العودة سيتحقق
وبعد الاتفاق الذي جرى بين سلطة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية مؤخراً، وخاصة البند الذي ذكر فيه عودة المهجرين إلى ديارهم، عاد الأمل لدى الكثيرين من المهجرين، حيث حدثنا المهجر “عبد اللطيف درويش”: “ستة أعوام وحلم العودة يُراودني، فلولا خوفي على عائلتي لما تركت أرضي البتة”.
وتابع: “اليوم أشعر بسعادة غامرة، فبعد الاتفاق عادت الروح إلينا، حيث إننا نتوق للعودة بأسرع وقت”، مضيفاً، وقد تقصيت عن أحوال منزلي وأرضي، فمنزلي اليوم حطام وركام وهذا لا يهم، المهم أن نعود لأننا أصحاب أرض، سأنصب خيمة مكان منزلي”.
وزاد: “سنعود وراية النصر مرفوعة، كنا على يقين بأن قواتنا ستدافع عن أرضنا حتى يتحقق النصر ونعود لديارنا، فلم أشك للحظة بأننا سنبقى مهجرين للأبد”.
“أطفالي لا يتذكرون منزلنا القديم” وبهذا الكلام تابع درويش حديثه: “هم لا يتذكرون منزلنا وأرضنا ولكنني طالما تحدثت عن منزلنا وأرضنا لهم، وتحدثت عن ذكرياتنا في الحقل، وطيبة أهل القرية، هم اليوم أيضاً سعداء بأمل العودة”.
ويعيش درويش في قرية “كرزيارت جولي” التابعة لكركي لكي، وعن هذا قال: “لن أنسى تاريخ قدومنا إلى هذه القرية، واستقبال الأهالي لنا، وعند عودتنا إلى ديارنا لن أنسى جاري أبو جاسم الرجل الطيب، وجلسات صديقي زهوان كل ليلة، ولن أنسى مساعدة أهل القرية لنا، ولكن مثلما هناك يوم للعودة سيكون هناك يوم للوداع أيضاً”. واختتم المهجر “عبد اللطيف درويش” حديثه: “لن نقبل بأن تحكمنا مرتزقة الاحتلال التركي، وأن تكون لها يد في إدارة المناطق التي تم تحريرها، فهؤلاء المرتزقة هم من هجرونا من أرضنا، ولن نقبل بأن يكون لهم وجود في المناطق المهجرة، وأن يكون لهم دور في سوريا الجديدة، هؤلاء ليسوا أكفاء للسلطة، بل يشكلون خطراً على مستقبل سوريا”.
يشار، إلى أنه كان من ضمن بنود الاتفاق الذي تم بين سلطة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية في العاشر من شهر آذار المنصرم، ضمان عودة المهجرين من المناطق كافة لأراضيهم.