قامشلو/ ملاك علي – لطالما شكلت شعوب المنطقة نسيجاً متنوعاً من الثقافات والتقاليد، التي تعايشت عبر العصور، فرغم التحديات والصراعات، يؤمن السريان بمبدأ إخوة الشعوب والعيش المشترك، معتبرين أن التعددية الثقافية والتاريخية هي مصدر قوة وغنى للمجتمع.
يرى الشعب السرياني أن ترسيخ التآخي بين مختلف الشعوب، من عرب، وكرد، وأرمن، وآشوريين، وإيزيديين، وغيرهم، هو السبيل للحفاظ على الاستقرار وضمان استمرار الهوية الثقافية لكل شعب، ومن هذا المنطلق، يحرصون على المشاركة في المناسبات والاحتفالات التي تعكس هذا التنوع، مثل عيد الأكيتو وعيد النوروز، تعبيراً عن وحدة الشعوب رغم اختلافاتها.
ضمان حقوق الشعوب الحجر الأساس
وفي ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة، يؤكد السريان أن ضمان حقوق الشعوب، وحماية تراثها، والاحتفاء بتنوعها، هو حجر الأساس لمجتمع متماسك قائم على العدل والاحترام المتبادل. وفي هذا الصدد، أكد عضو الاتحاد السرياني “سطيف مسعود” لصحيفتنا “روناهي”، أن شعوب إقليم شمال وشرق سوريا قد شاركت معهم الاحتفال بعيد الأكيتو، هذا العيد الذي يرمز إلى التجدد والطبيعة، في أجواء تعكس التآخي بين مختلف الشعوب: “لقد شاركت في احتفالات عيد الأكيتو الشعوب السورية كافة (السريان، والآشوريون، والكرد، والعرب، والأرمن، والشركس والإيزيديون)، وهذا دليل على التعايش المشترك في المنطقة”.
وتابع: “إن الاحتفال بعيد الأكيتو يأتي تأكيداً على تجذر الشعب السرياني الآشوري في هذه الأرض منذ الأزل، وأنها أرض الأجداد”.
وأضاف: “رغم المآسي التي تعرض لها شعبنا، من مجازر السيفو وحتى اليوم، ورغم التحديات التي تهدد هويتنا وثقافتنا، فإننا نثبت وجودنا من خلال الاحتفال بتراثنا وزينا الفلكلوري وعاداتنا وتقاليدنا”.
الأكيتو مهد للحضارات الإنسانية
ومن جهتها؛ بينت رئيسة حزب الاتحاد السرياني “شاميرام دنحو“، بأن الاحتفال بعيد الأكيتو يعكس أهمية الحفاظ على التراث والحضارة السريانية العريقة: “الأكيتو هو عيد التجدد والطبيعة، وهو مناسبة حضارية نستطيع من خلالها إحياء تراثنا وثقافتنا وفولكلورنا”.
وأشارت، إلى أن الأكيتو، الذي يُحتفل به مع بداية الربيع، يشبه عيد النوروز من حيث رمزيته للتجدد والانبعاث: “في ظل الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، نحتفل بعيد الأكيتو بكل أريحية، حيث تتمتع شعوب المنطقة بحريتها وحقوقها”.
وفي ختام حديثها أعربت رئيسة حزب الاتحاد السرياني “شاميرام دنحو”، عن أملها بأن تحتفل الشعوب بعيد الأكيتو، وعيد النوروز في مختلف المناطق، ليتمكن الشعب السوري بمختلف مكوناته من التعرف إلى الحضارات العريقة، التي نشأت على هذه الأرض المقدسة، التي تُعد مهداً للحضارات الإنسانية.
يذكر، إن الاحتفال لم يقتصر على أبناء الشعب السرياني فقط، بل شارك فيه أبناء الشعوب الأخرى؛ ما يعكس روح التآخي والتضامن بين شعوب المنطقة، ويُعدُّ الأكيتو، الذي يُحتفل به في فصل الربيع، بدايةً للسنة الجديدة، حيث يجسد قيم التجدد والاستمرار للشعوب التي تحتفل به.