الطبقة/ عبد المجيد بدرـ استنكر أهالي مدينة الطبقة الاعتداء الوحشي الذي طال مزار الشهداء في مدينة منبج، يوم عيد الفطر المبارك، وأكدوا أن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا لقداسة الشهداء، وتحديًا لجميع القيم الإنسانية والدينية.
في صباح كان يُفترض أن يكون مفعمًا بالتكبيرات والدموع المختلطة بالفرح، صباح “عيد الفطر”، حين تُفتح أبواب البيوت لاستقبال الأحباب، وتُزيّن المقابر والمزارات بالزهور والتراتيل، استقبلت مدينة منبج صدمةً تفوق الاحتمال، مقابر الشهداء، التي تمثل ذاكرة المدينة الحيّة، تعرّضت لاعتداء همجي طال شواهد القبور وصور من ضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن ترابها.
في يوم العيد، وفي لحظة يُفترض أن تكون مكرّسة للسلام والتسامح، أقدمت مجموعات مسلحة مدعومة من دولة الاحتلال التركي على تنفيذ جريمة غادرة طالت واحدة من أقدس الأماكن لدى أهالي منبج “مزار الشهداء”.
سخط شعبي تجاه الاعتداء على المزارات
وفي لقاء لصحيفتنا “روناهي” مع الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في مدينة الطبقة “هند الخليل“: “الهجوم لم يكن عابرًا أو آنيًا، بل حمل في طياته رمزية ثقيلة ومريرة، رسالة تخويف، ونبش لذاكرة المدينة، وضربٌ لرموز التضحية والانتماء”.
وتابعت: “ففي مدينة قدّمت قوافل من الشهداء دفاعًا عن أهلها ضد داعش، جاء هذا الفعل ليتجاوز كونه اعتداءً مادّيًا، إلى كونه طعنًا في كرامة الأحياء قبل الأموات”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في مدينة الطبقة “هند الخليل”: “هذه الجريمة أصابتنا جميعًا، ليس فقط أهالي منبج، نحن في الطبقة شعرنا وكأننا خسرنا أبناءنا من جديد، فالشهيد لا يُمثّل نفسه فقط، بل يمثل قضية، مجتمع، وكرامة، واستهداف قبره، هو محاولة لكسر هذه القيم كلها”.
ومن جانبه؛ أشار الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مدينة الطبقة “محمود الصايل“: “منبج ليست وحدها، كل بقعة رُويت بدماء الشهداء في إقليم شمال وشرق سوريا مستهدفة بهذا الشكل أو ذاك، الهجوم على قبور الشهداء هو سابقة خطيرة، تذكّرنا بالممارسات الإرهابية لداعش، الذي كان ينبش القبور ويحرقها”.
وأردف “الصايل”: “نحن في مجلس عوائل الشهداء، نعدُّ هذه الجريمة استهدافاً للروح المعنوية لعوائل الشهداء، لكننا نؤكد أن ما زرعه أبناؤنا في هذه الأرض لن تُقلعه مجموعات الحقد مهما حاولت، الرد الحقيقي على هذه الجريمة هو بالمزيد من التكاتف، والمضي في طريق الشهداء حتى النهاية”.
وفي ختام اللقاء، وجه الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مدينة الطبقة “محمود الصايل” رسالة مباشرة إلى أهالي منبج، جاء فيها: “من الطبقة إلى منبج، نقول لكم: وجعكم هو وجعنا، وكرامة شهدائكم هي كرامتنا، لن نسمح أن يُمسّ تراب قبر واحد دون أن نرفع الصوت عاليًا، الرد لن يكون فقط بالشجب، بل بالثبات على المبادئ، وبالدفاع عن مكتسبات دماء الشهداء، فهم من صنعوا هذا الوطن بحرية وكرامة”.
