روناهي/ برخدان جيان ـ أكد مهجرون بمخيم “كري سبي/ تل أبيض”، على أن المحتل التركي يعرقل عودتهم إلى ديارهم، ويعمل على الاستمرار بتهديد الأمن والاستقرار في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا لمنع أي تفاهمات لضمان عودتهم.
ويشكل تواجد قواعد عسكرية تركية في عموم المناطق المحتلة على الأرض السورية أكبر معرقل لعملية ضمان عودة آمنة للمهجرين السوريين إلى ديارهم بعد سنوات من تهجيرهم، وسعي المحتل التركي استغلال الأزمة السورية لإحداث عملية تغيير ديمغرافي كبرى على إثر ذلك.
وتضمن الاتفاقية الأخيرة الموقعة بين سلطة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية في دمشق بند ضمان عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم، إلا أن استمرار دعم المحتل التركي للمرتزقة التابعة له، واستهداف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا أعاق عملية تنفيذ هذا البند من الاتفاقية.
عودتنا مسؤولية دولية
وبهذا الصدد، يرى مهجرو كري سبي أن وجود المحتل التركي يشكل العائق الرئيسي أمام تحقيق السلام في المنطقة، واستمرار تهديد الأمن والاستقرار، وهما عاملان أساسيان لعودة أمنة الى ديارهم المحتلة منذ ما يقارب ست سنوات، حيث قال المهجر صالح محمد: “منذ سنوات ونحن مهجرون في هذه الخيم، وننتظر العودة إلى بيوتنا وقرانا في كري سبي، التي لا تزال ترزح تحت نير المحتل التركي والمرتزقة التابعة لها، وهذا الأمر مرتبط بسياسة تركيا الاحتلالية، التي لا تتوانى عن تطبيق مخطط احتلالي استعماري بالاعتماد على مأساة الشعوب السورية بعد أحداث 2011”.
وأردف: “نحن نعي مخطط تركيا وقاومنا بكل ما أوتينا من قوة، ولا زلنا نقاوم في خيامنا هذه على أن نخضع لمآرب المحتل الطامع، ولا شك بأن هنالك ثمناً لهذه المقاومة، وقد دفعناه من خيرة شبابنا وبناتنا للوصول إلى حياة حرة كريمة، ولضمان عودة كريمة إلى ديارنا التي هجرنا منها عنوة، والآن بعد هذه التطورات على الأرض السورية نتطلع إلى هذه اللحظة التاريخية بفارغ الصبر بعد دحر المحتل التركي ومرتزقته”.
وتعليقاً على موقف المجتمع الدولي بيَّن المهجر” المحمد، “أن هنالك خطوات كثيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي أولها، وجوب الضغط على تركيا المحتلة، التي تكشفت مخططاتها إلى العلن ودورها المعيق لعملية إعادة المهجرين، وضمان الأمن والاستقرار على الأرض السورية بحجج واهية وكاذبة”.
المحتل يعيق العودة
ومن جانبها طالبت المهجرة “زهرة ويس” بأن تمارس السلطة في دمشق ضغوطات على المحتل التركي بالعمل على وقف العمليات العدوانية والمجازر، التي ترتكبها في إقليم شمال وشرق سوريا، ووقف أشكال العنف وضرب البنى التحتية والخدمية بضمانة دولية ليتحقق مطلب عودة المهجرين إلى ديارهم.
وبينت، أن “ممارسات المحتل التركي هي من يعيق عملية إعادتنا إلى ديارنا، وكل ما تريده تركيا هو كسب المزيد من الوقت وخلق الأعذار الكاذبة لإطالة أمد وجودها على الأراضي السورية المحتلة بالتوازي مع تطبيقها سياسة احتلالية في كل المناطق، التي تحتلها بالتتريك والتغيير الديمغرافي، وسرقة مقدراتها”.