قامشلو/ سلافا عثمان – في خطوة لتعزيز الوعي البيئي لدى الأطفال، أطلقت منظمة ستيرك، بالتنسيق مع مكتب المرأة في البلديات، حملة لزراعة الأشجار، شملت زراعة 300 شجرة في مناطق مختلفة بمدينة قامشلو، بهدف ترسيخ ثقافة الاهتمام بالطبيعة وتعليم الأطفال أهمية الحفاظ على البيئة.
تعد الأشجار عنصراً أساسياً في البيئة، لأنها تساهم في تحسين جودة الهواء، وتوفير الظل، وتعزيز التنوع الحيوي، ولأن غرس الوعي البيئي يبدأ منذ الصغر، جاءت هذه الحملة لتعزيز ارتباط الأطفال بالطبيعة، وتعليمهم أهمية زراعة الأشجار والعناية بها.
التفاعل المجتمعي والدعم
وفي خطوة تهدف إلى توثيق علاقة الأطفال بالبيئة وتعزيز وعيهم بأهمية الأشجار، أطلقت منظمة ستيرك، بالتنسيق مع مكتب المرأة في البلديات، حملة لزراعة الأشجار في عدة مناطق، وبهذا الصدد أكدت الإدارية في المنظمة “صباح فاضل”، أن هذه الحملة جاءت في إطار جهود مستمرة لتوعية الأطفال بأهمية الطبيعة ودورهم في حمايتها: “إن الهدف الأساسي لهذه الحملة ليس فقط زيادة المساحات الخضراء، بل أيضاً ترسيخ مفهوم الاهتمام بالبيئة لدى الأطفال، ليكونوا أكثر وعياً بمحيطهم وأكثر قدرة على حمايته”.
وأوضحت، أن الحملة بدأت في الخامس والعشرين من آذار، واستمرت على مدار ثلاثة أيام، وانتهت في الثامن والعشرين من الشهر نفسه، وشملت زراعة 300 شجرة من أنواع مختلفة، مثل المشمش، والعنب، والسرو، والعفص، بالإضافة إلى زراعة الورود؛ ما أضاف لمسة جمالية إلى المناطق المستهدفة.
مضيفةً: “أن الحملة لم تقتصر على زراعة الأشجار فقط، بل تضمنت ورشات عمل تعليمية للأطفال، لتعريفهم بأهمية الأشجار في الحفاظ على التوازن البيئي ودوره في حياتهم اليومية، كما تم تدريب الأطفال على كيفية الاعتناء بالأشجار، وطريقة سقيها، وما يجب فعله للحفاظ عليها من التلف أو القطع الجائر”.
وعن الأماكن التي تم تنفيذ المشروع فيها، قالت صباح: “ركزنا على زراعة الأشجار في أماكن ذات أهمية مجتمعية، مثل “علي فرو، قبور المدنيين في الهلالية”، وقد شارك الأطفال بالحملة، لأننا نؤمن بأن الأطفال في هذه المناطق بحاجة إلى مساحات خضراء تمنحهم شعوراً بالأمان، والارتباط بالطبيعة”.
الخطط المستقبلية والتوسع في المبادرة
وأشارت، إلى إن “الحملة لاقت إقبالاً كبيراً من الأطفال والأهالي، حيث أظهروا حماساً للمشاركة في زراعة الأشجار، والاهتمام بها، فكان من الجميل أن نرى الأطفال يحملون معاولهم الصغيرة، ويغرسون الأشجار بأيديهم، ثم يسقونها بحب ورعاية، وأن هذا المشروع لم يكن مجرد حملة زراعية، بل كان تجربة عاطفية وتعليمية ستظل في أذهانهم لسنوات”.
كما أوضحت، بأن نجاح المشروع يعود إلى التعاون المجتمعي والدعم، الذي قدمه الأهالي، حيث ساهموا في تسهيل العمل وتوعية الأطفال بأهمية هذه الحملة. كما لم تواجه المنظمة أي تحديات تذكر خلال تنفيذ المشروع؛ ما يعكس مدى إدراك المجتمع أهمية التشجير والرغبة في تحسين البيئة المحلية.
وأن هذه الحملة لن تكون الأخيرة، بل تسعى المنظمة إلى توسيع نطاق المشروع ليشمل الأرياف، وأطراف الطرقات، والمخيمات، بهدف زيادة الوعي البيئي لدى الأطفال ونشر ثقافة زراعة الأشجار في مختلف المناطق. واختتمت الإدارية في المنظمة “صباح فاضل”، حديثها: “لدينا خطة مستقبلية لإعطاء الأطفال محاضرات حول كيفية العناية بالأشجار، والتأكيد على ضرورة المحافظة عليها وعدم قطعها، نريد أن نغرس في قلوبهم حب البيئة منذ الصغر، ليكونوا في المستقبل أشخاصاً مسؤولين يحرصون على حماية الطبيعة”.
وبهذه المبادرة، تواصل منظمة ستيرك دورها في نشر الوعي البيئي بين الأطفال، وتعليمهم أن الاهتمام بالطبيعة هو جزء من مسؤوليتهم، وأن كل شجرة تُزرع اليوم ستكون إرثًا للأجيال القادمة.