قامشلو/ علي خضير – أكدت إدارية مكتب المرأة في الهلال الأحمر الكردي “شيرين سليمان خليل” أن حملة المساعدات للساحل السوري، عقب نزوح عشرات الآلاف، جاءت باسم المبادرة الشعبية وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي، مبينةً الهدف منها، كما كشفت آلية التوزيع والعوائق، التي اعترضت طريق الحملة، مشيدةً، بالدور الذي يقوم به الهلال الأحمر الكردي لإغاثة المنكوبين بشكل دائم.
بسبب الأحداث المؤلمة في الساحل السوري الدامية، التي راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل، بالإضافة إلى عشرات آلاف النازحين، وتفاقم الحالة الإنسانية هناك نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية والإغاثية، بدأ الهلال الأحمر الكردي مع مبادرة من المجتمع المدني في إقليم شمال وشرق سوريا، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، إعداد قافلة مساعدات إنسانية من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا إلى أهالي الساحل السوري.
وتمثّل هذه المبادرة، التي قام بها الهلال الأحمر الكردي بادرة أمل، في ظل المشهد المظلم، الذي صنعته الفوضى الأمنية، والصراع الطائفي، الذي ألقى بظلاله الثقيلة على سكان الساحل السوري.
هدف الحملة والتحديات التي واجهتها
وللتعريف أكثر بآلية الحملة ونتائجها والعوائق، التي اعترضت طريقها، التقت صحيفتنا “روناهي” إدارية مكتب المرأة في الهلال الأحمر الكردي “شيرين سليمان خليل“، والتي تحدَّثت: “باسم المبادرة الشعبية لإقليم شمال وشرق سوريا وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي، انطلقت حملة مساعدات إنسانية إلى منطقة الساحل السوري في 17 آذار 2025، بهدف دعم المدنيين المتضررين جراء الأحداث الأخيرة، التي تعرض لها المكون العلوي في الساحل السوري”.
وحسب شيرين، فإنَّ القافلة تضمنّت 16 شاحنة محملة بـ 6035 سلة غذائية، و355 طناً من الطحين، وأنَّ انطلاقة القافلة كانت من مدينة قامشلو مروراً بالحسكة، والرقة، والطبقة، باتجاه الساحل، ووصلت مدينة جبلة مساء الثلاثاء، وتم تفريغ المساعدات في مستودعات “جمعية يد واحدة” لتوزيعها على الأسر المحتاجة والمنكوبة.
وأشارت، إلى أنَّ القافلة قد واجهت تحديات أثناء رحلتها، حيث اشترطت قوات سلطة دمشق إزالة شعار الهلال الأحمر الكردي من الشاحنات للسماح لها بالعبور، وهو ما التزم به الوفد لضمان وصول المساعدات بأسرع وقت.
وأردفت: “واجهت الحملة تحديات في إيصال المساعدات إلى بعض المناطق والقرى، بسبب نزوح الأهالي منها وتجمعهم في مطار حميميم، وحرصًا على ضمان وصول الدعم إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، تقرر تخصيص كميات من الطحين لتوزيعها على الأفران، ليتم إنتاج الخبز وتوزيعه مباشرة على المدنيين؛ ما يضمن تغطية أوسع وفعالية أكبر في تلبية احتياجات الأهالي المتضررين”.
وتُظهر هذه الحملة التزام الهلال الأحمر الكردي، والمؤسسات المدنية والمجتمعية في مناطق شمال وشرق سوريا، بتقديم الدعم الإنساني للمجتمعات المتضررة في سوريا، على الرغم من التحديات.
الوضع الإغاثي وآلية التوزيع
وفي إطار الحملة الإنسانية التي أطلقها الهلال الأحمر الكردي، وعن آلية توزيع المساعدات قالت شيرين: “تم تفريغ حمولة القافلة في مستودع برأس العين في جبلة، حيث جرى التنسيق مع مجالس العلويين، والأعيان في المنطقة للحصول على إحصاءات دقيقة حول العائلات المنكوبة والمحتاجة، بناءً على هذه البيانات، تم توزيع المساعدات وفق احتياجات كل عائلة”.
وأضافت: “فيما يتعلق بالمساعدات، التي لم تُوزع في الوقت المحدد، تم التواصل والتنسيق مع المشايخ والجهات المعنية في بانياس، حيث طلبنا منهم تزويدنا بإحصاءات دقيقة عن العائلات المتضررة. ويجري العمل على التنسيق والمتابعة المستمرة معهم حتى هذه الساعة، لضمان وصول المساعدات إلى العائلات المستهدفة بشكل فعال”.
وأكّدت، إنَّ الأهالي في الساحل يواجهون أوضاعًا معيشية صعبة لتوقفهم عن العمل في المؤسسات الحكومية؛ ما أدى لفقدان مصدر دخلهم الأساسي الذي كانوا يعتمدون عليه من الرواتب، وقد شكل هذا الواقع تحديًا إضافيًا خلال عملية توزيع المساعدات، حيث لم يتمكن العديد من الأهالي من تأمين وسائل نقل، لنقل حصصهم إلى مناطقهم وقراهم؛ ما سبَّب تأخيراً في إيصال الدعم.
ونوّهت شيرين، إلى أنه “على الرغم من وجود جمعيات محلية تبذل جهودًا في تقديم المساعدات، فإن إمكاناتها المحدودة لم تكن كافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة، لذلك، حرص الهلال الأحمر الكردي على إيجاد حلول بديلة لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين بأسرع وقت ممكن، مع مراعاة الظروف الصعبة، التي تواجهها العائلات في تأمين احتياجاتها الأساسية”.
وفي الختام دعت إدارية مكتب المرأة في الهلال الأحمر الكردي “شيرين سليمان خليل”، المؤسسات المجتمعية كافة، سواء كانت حكومية أو غير حكومية، إلى الاستمرار في تنظيم وإطلاق مثل هذه القوافل الإنسانية التي تجسد روح التضامن والتكافل الاجتماعي.
مؤكدةً، إن مثل هذه المبادرات تعد ركيزة أساسية في دعم الفئات المتضررة وتخفيف معاناتهم، كما تشكل دعوة مشتركة لتعزيز أواصر التعاون بين مختلف الجهات المجتمعية، مشددةً على أهمية استثمار الخبرات والموارد المتاحة لإحداث فرق حقيقي في حياة المواطنين، وتحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة التي تضع رفاهية المجتمع في المقام الأول.