مركز الأخبار – مع تصاعد الاشتباكات وعمليات القتل والاختطاف، تتعمّق الأزمة الإنسانية في سوريا في ظل غياب المحاسبة وتصاعد خطاب الكراهية الذي يهدد النسيج الاجتماعي السوري الهش أساساً.
سجّل المرصد السوري لحقوق الإنسان سلسلة جرائم صادمة في عدة مناطق سوريّة، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، نتيجة العنف والانفجارات والاشتباكات.
وتوفي شاب ورجل، تحت التعذيب في قسم شرطة البياضة بحمص، وفي المدينة ذاتها، أُعدم مواطن برصاص مجهولين بعد اختطافه، بينما عُثر على جثة شاب من ريف حمص الشرقي مقتولًا في حي الوعر.
وفي منبج، قُتلت امرأة وابنها بانفجار لغم، بينما طُعن مواطن حتى الموت خلال سرقة منزله، كما أسفر اشتباك في حماة عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينما قُتل طفل بانفجار لغم آخر، وفي اللاذقية، عُثر على جثامين 11 مواطنًا في مقبرة جماعية، إضافةً إلى جثة طفل اختفى قبل عشرة أيام.
وفي محافظة درعا، عُثر على جثة قيادي سابق في ميليشيا “الدفاع الوطني”، مقتولًا بعيار ناري في الرأس بالقرب من مفرق النجيح، بعد ساعات من اختطافه من بلدته قرفا.
كما وثّق المرصد السوري إعدام سبعة مواطنين في قرية العزيزية بريف حماة الشمالي الغربي، حيث هاجمت مجموعة مسلحة منازل القرية وقتلت الضحايا بدمٍ بارد، مع ارتكاب انتهاكات بحق الأطفال والنساء ونهب الممتلكات. وفي قرية الشامية، قُتل 13 مواطنًا بينهم ضابط أجرى “تسوية أمنية”، بعد سرقة ممتلكاتهم وسياراتهم.
فيما ارتفع عدد ضحايا عمليات التصفية إلى 1659 مدنياً، منذ اندلاع الهجمات ضد القوى الأمنية يوم السادس من آذار الجاري، بالإضافة إلى عددٍ كبير من المفقودين وجثث لم تستلمها عائلاتها.
في السياق؛ يشكل التجييش في سوريا خطراً داهماً على السلم الأهلي، حيث يغذي الانقسامات ويُشعل عمليات انتقامية مدمرة.
وفي 9 آذار الجاري، أعلنت رئاسة سلطة دمشق تشكيل لجنة تقصّي حقائق، إلا أن أهالي الضحايا وناشطين عبّروا عن عدم ثقتهم بها، متهمين أعضاءها بتبرير المجازر ووصفها بـ”حالات فردية”.
إلى ذلك؛ وجّه المرصد السوري لحقوق الإنسان نداءً عاجلاً إلى سلطة دمشق لمحاسبة المتورطين في عمليات الإعدام الميداني، محذراً من أن الإفلات من العقاب يشجع على تكرار الجرائم ويهدد استقرار سوريا.
ومع استمرار العنف، يبقى المدنيون هم الضحايا الرئيسيين في دوامة لا تنتهي من الدماء والانتقام، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول إمكانية تحقيق العدالة والسلام في المستقبل القريب.