الدرباسية/ نيرودا كرد – شكر أهالي الساحل السوري شعوب إقليم شمال وشرق سوريا على مبادرتهم الإنسانية تجاه إخوتهم وأخواتهم في الساحل، وأكدوا على أن هذه المبادرة أتت بعد أن صم العالم أذنيه عن المجازر التي ترتكب بحق أبناء تلك المنطقة.
وكان الهلال الأحمر الكردي قد أرسل قافلة مساعدات إنسانية موجهة من إقليم شمال وشرق سوريا إلى أهالي الساحل السوري، وذلك بعد المجازر التي ارتكبت بحقهم هناك، والتي راح ضحيتها أكثر من ألف مدني بينهم نساء وأطفال، على إثر الاشتباكات المندلعة منذ نحو شهر بين ما يسمى بالأمن العام التابع لسلطة دمشق من جهة، ومن أسمتهم بفلول النظام البائد من جهة أخرى.
20 شاحنة محملة بمواد غذائية
وتكونت قافلة الهلال الأحمر الكردي من 20 شاحنة محملة بمواد غذائية أساسية مثل “الطحين والأرز”، إلى جانب مستلزمات إسعافية، متوجهة إلى مدينة جبلة بريف محافظة اللاذقية، بعد انطلاقها من إقليم شمال وشرق سوريا، وحسب بعض المصادر، تم تفريغ المساعدات في مستودعات “جمعية يد بيد”، وشكلت فرق الهلال لجنتين، إحداهما لتسجيل الأسر المحتاجة، والأخرى لفرز المواد وتجهيز سلل غذائية، وتعد هذه القافلة الأولى ضمن خطة لإرسال مزيد من الدعم.
في الوقت ذاته، اشترطت الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة دمشق إزالة شعار الهلال الأحمر الكردي عن القافلة للسماح لها بالدخول إلى مناطق الساحل، الأمر الذي استجاب له القائمون على الأمر بغية تحقيق الهدف المبتغى من القافلة، وهو إيصال هذه المساعدات إلى المتضررين في الساحل السوري.
مبادرة تداوي الجراح
وحول هذا الموضوع، تحدث لصحيفتنا “روناهي” المواطن “أبو علي“، من قرية الشلفاطية بريف اللاذقية: “إن مبادرة أخوتنا في إقليم شمال وشرق سوريا جاءت لتداوي الجراح التي فتكت بجسد الشعب الساحلي جراء ما يتعرضون له من مجازر، وبغض النظر عن محتوى القافلة، التي أرسلتها شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، إلا أن هذه القافلة بحد ذاتها دليل على إنسانية هذه الشعوب، حيث وقفوا إلى جانب أبناء الساحل في ظل محنتهم هذه، في الوقت الذي صمت الكثير عن سماع أوجاعنا”.
وتابع: “يتعرض اليوم أهالي الساحل السوري اليوم لأحداث دامية جداً، بعيدة كل البعد عن الإنسانية، لأن هذه الأحداث ذكرتنا بمجازر التتار والمغول، حيث أنهم ينتقمون من لا شيء، مدعين بثأر لهم في هذه المناطق، في الوقت الذي يتبرأ فيه أهالي الساحل من الجرائم الوحشية التي كان النظام البائد يرتكبها بحق السوريين على مدى عقود من حكمه الإجرامي”.
واختتم المواطن “أبو علي” من أبناء قرية الشلفاطية بريف اللاذقية، حديثه: “نتمنى أن يصل صوتنا إلى الجهات المعنية، سواء كانت الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، ونحثهم على التدخل السريع لإيقاف هذه الانتهاكات والجرائم، لأن ما يتعرض له الساحل السوري اليوم لا يمكن تصنيفه إلا بإبادة جماعية ممنهجة، هدفها القضاء على أبناء الطائفة العلوية”.
الساحل يتعرض لجرائم حرب
والتقينا رئيس الجمعية الجعفرية في محافظة اللاذقية “عبد الحميد منتكوش“: “بدايةً، نشكر باسم الشعب الساحلي أخوتنا في إقليم شمال وشرق سوريا على مبادرتهم الإنسانية التي أرسلوها لأخوتهم في الساحل السوري عقب ما تعرضوا له من جرائم ضد الإنسانية”.
وتابع: “إن منطقة الساحل السوري تتعرض لقتل وتنكيل وإبادة جماعية، لإن أعداد الضحايا تزداد على مدار الساعة، ففي قريتي “الشين” قتلوا 65رجلاً بطريقة وحشية خلال نصف ساعة فقط، وتلا ذلك حرق المنازل والسيارات وسرقة الممتلكات الخاصة”.
وأضاف: “بالإضافة للمعاناة التي يتكبدها الشعب الساحلي جراء المجاعة، التي أحلت بهم منذ بدء هذه المجازر”.
وزاد: “ولا بد من الإشارة إلى أن هذه المجاعة مستمرة منذ عهد النظام البائد، ليأتي الوضع الحالي ويعمق من هذه المجاعة، حيث أن قرى بأكملها لم تعد قادرة على شراء ربطة خبز واحدة”.