روناهي/ دير الزور ـ يصادف الثالث والعشرون من شهر آذار الذكرى السنوية السادسة لتحرير بلدة “الباغوز”، آخر معاقل داعش في سوريا، والتي شهدت في آذار 2019 معارك ضارية خاضتها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، مُعلنة نهاية سيطرة داعش الجغرافية، لتخلّف هذه المعارك وراءها دماراً واسعاً في البنية التحتية والمباني السكنية، حوّلت الباغوز إلى مدينة مُدمرة تحمل آثار الحرب.
بعد ستة أعوام من التحرير، بدأت بلدة “الباغوز” رحلة طويلة وشاقة نحو إعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية، بُذلت جهود مُكثفة لإعادة تأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للسكان، بدءاً من ترميم محطات المياه والمدارس، وصولاً إلى إعادة تأهيل الطرق وشبكات الصرف الصحي. وعلى الصعيد الأمني، سُجّل تقدم ملحوظ في استعادة الاستقرار، بفضل التعاون بين الأهالي وقوات سوريا الديمقراطية
استمرار التحديات في الباغوز
لا تزال الباغوز تواجه تحديات كبيرة، فخطر فلول داعش والخلايا النائمة ما زال قائماً، مما يتطلب جهوداً أمنية مُستمرة للحفاظ على المكتسبات، كما تُعاني البلدة من تحديات اقتصادية ومعيشية صعبة، نتيجة الدمار الذي لحق بمواردها وقلة فرص العمل.
وفي السياق؛ تحدث أحد أهالي بلدة هجين في الريف الشرقي لمقاطعة دير الزور “قاسم الحردان“: “بعد ست سنوات من تحرير الباغوز من داعش، ألاحظ أن الوضع إيجابياً في المجالات الأمنية، والاجتماعية والخدمية، فعلى الرغم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمباني السكنية جراء المعارك الشرسة، تمكن السكان، بتكاتفهم خلال السنوات الستة الماضية، من تحقيق تقدم ملحوظ في إعادة إعمار البلدة، لا سيما في الجانب الخدمي”.
وأشار إلى أنه بفضل دعم المنظمات المحلية والمجلس التنفيذي بدير الزور، أُعيد تأهيل بعض محطات المياه والمدارس، أما الوضع الأمني فالبلدة تحظى بالأمن والاستقرار، مع توافق بين المكونات العشائرية، ونتطلع إلى مزيد من الدعم لتطوير البنى التحتية.
ومن جانبها تحدثت الرئيسة المشتركة للمجلس المحلي في بلدة الباغوز “ليندا الهبو“: “عقب ستة أعوام من تحرير بلدة الباغوز، المعقل الأخير لداعش، على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، شهدت المنطقة تحسناً ملحوظاً، إلا أن آثار الحرب، والتحديات الأمنية والاقتصادية الناجمة عن فلول داعش، لا تزال قائمة”.
وأضافت: “فقد عمل الأهالي على تشكيل مجالس محلية وإدارة ذاتية، بالتعاون مع السكان، لتعزيز الأمن والاستقرار، وإزالة الألغام التي زرعها داعش”.
وأردفت: “رغم التقدم المحرز أمنياً مقارنة بفترة حكم داعش القاسية، يبقى خطر الخلايا النائمة قائماً، إلى جانب التحديات الاقتصادية”.
الإنجازات التي حدثت في الباغوز بعد التحرير
وعن أبرز الإنجازات التي حصلت في بلدة الباغوز بعد تحريرها من مرتزقة داعش، أشارت ليندا: “يعد استقرار الأمن، وإنشاء إدارة محلية، وتطوير البنى التحتية، والتعليم، والصحة، وشبكات المياه والصرف الصحي، وتأهيل الطرق والمدارس، من أبرز الإنجازات الحاصلة في الباغوز بعد تحريرها”.
وأوضحت، ولمواجهة خطر داعش، يجب تعزيز التعاون الأمني محلياً ودولياً، ومكافحة التطرف عبر التعليم والتوعية.