جاندان يلديز
ترجمة: باقي حمزة
كانت القضية البارزة في اجتماع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب مع حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هي الهجوم الذي وقع في كوباني، حيث استشهد عشرة أشخاص من العائلة نفسها.
إن تكرار أشياء مُعينة والسؤال عنها بإصرار لا يمكن أن يُوصف دائمًا بأنه “هوس”. إن السؤال المستمر عن أشياء معينة هو في حدِ ذاته بحث عن الذاكرة أو الإجابات.
السؤال القديم هو هل هناك عملية لحل القضية الكردية؟ من الضروري طرح السؤال بإصرار؛ لأنه لكي تكون عملية، يجب أن تكون هناك استمرارية، وارتباط بين الأحداث، والتكامل، والغرض، ما شهدناه هو وضع مستمر منذ خمسة أشهر.
يبدو أن مبادرة “الأخوّة التركيّة الكرديّة”، التي يعد زعيم حزب الحركة القومية بهجلي الفاعل الرئيسي فيها، قد وصلت إلى طريق مسدود في مكان ما، لأن الوضع الحالي الذي تصفه الحكومة بـ “تركيا بلا إرهاب” غامض وغير واضح. كيف يمكن لحركة التحرر الكردستانية؛ عمرها قرابة الخمسين عاماً أن تتخلى فجأة عن سلاحها وتفكك نفسها؟ ومن ناحية أخرى، من الواضح أن هناك اندفاعاً… أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار، وأعلن أنه سيستجيب لدعوة القائد أوجلان، لكنه قال إن الدولة بحاجةٍ أيضاً إلى الالتزام بوقف إطلاق النار حتى يتمكن المؤتمر من الانعقاد في ظروف آمنة؛ لأن أنباء استمرار الهجمات وصلت إلى الصحافة، ويجب على بهجلي، الذي يقف وراء الخطوة التي بدأها، أن يشعر بنفس الإلحاح، لأنه قال في 16 آذار الجاري: “يجب على حزب العمال الكردستاني أن يعقد مؤتمره على الفور ودون أي شروط بما يتماشى مع دعوة 27 شباط، وأن يقرر حله”.
من الضروري أيضًا ملاحظة ما قاله سري ثريا أوندر، من وفد إمرالي، والذي شهد بنفسه تلك الأيام والأشهر التاريخية ونفذها: “في الوقت الحالي، ليس واضحًا ما هو المسار الذي ستسلكه الولايات المتحدة أو إسرائيل أو إيران أو تركيا أو غيرها من الجهات الفاعلة في الساحة السورية. ليس من الواضح ما ستفعله الحكومة الجديدة في دمشق أو أي نوع من النظام ستبنيه… هل ستطبق الحكومة “عقلية الدولة” بالمعنى الذي ننسبه إليها، وتصنع السلام مع الكرد في مواجهة حالة عدم اليقين، وتسعى إلى أن تصبح الطرف الرئيسي في الشرق الأوسط بهذه الطريقة، أم ستدخل في صراعٍ حاد مع الكرد في سوريا “بقبضة من حديد في قفاز مخملي”؟ النقطة الرئيسية التي يتم البحث فيها الآن هي الاختيار بين هذين الخيارين”.
عندما قال سري ثريا أوندر هذه الكلمات، لم يكن المفكر عبد الله أوجلان قد أصدر نداءه بعد. لا تزال الدولة والحكومة تنتظران اتضاح الوضع في سوريا، ويبدو أن الاتفاق الأولي المبرم بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع (الجولاني) لم يُبدّد هذا الغموض، ولا تُتّخذ خطوات ملموسة، أو لا يُمكن اتخاذها، بما يتماشى مع إلحاح هذه العملية، وبينما تستمر حالة عدم اليقين، قال الرئيس المشترك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب “تونجر باكيرهان “لقناة “T24 إن مخاوف القائد عبد الله أوجلان من أن الوضع الحالي “قد تكون محقة”، وتكرر قوله بشكلٍ متكرر خلال المحادثات.
أعلن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشيليك أن قضية مماثلة طرحت على جدول الأعمال في اجتماع المجلس التنفيذي المركزي لحزب العدالة والتنمية في الثالث من آذار: “نحن نظهر أقصى درجات الاهتمام ضد الاستفزازات ومحاولات التخريب السياسي من قبل بعض الدول وبعض المنظمات والقوى بالوكالة”.
وجاء خبر الهجوم الذي يحمل كلمة “تخريب” من كوباني. إذ استخدم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب مفهوم “التخريب” في هجوم طائرة بدون طيار على قرية في كوباني.
قُتلت أم وأب وثمانية أطفال في هجوم نفذته طائرة بدون طيار على قرية بيركسبوتان في كوباني والتي تحمل معنى رمزياً لدى الكرد، لقد فقد المدنيون حياتهم، تم تدمير عائلة بأكملها. القرية التي وقع فيها الهجوم لها ذكرى لدى الكرد… ففي عام 2015 ارتكب تنظيم داعش مجزرة في القرية نفسها.
تونجر باكيرهان في تصريحاته أكد على هذا الهجوم بالتفصيل بعد اجتماعات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية: “إنه ليس هجومًا عاديًا. إنه يشبه مذبحة باريس في عملية التسوية. صرّح أردوغان بأننا سنتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر ضد أي استفزازات خلال هذه العملية. أُعلن عن مطالبنا من أردوغان: يجب الكشف عن هذا الجريمة وكشف مرتكبيها ومحاكمتهم. المعلومات التي نتلقاها والتقارير الإخبارية التي تُنشر تكشف هوية من الضالعين فيها، على الحكومة أن تتصرف بمسؤولية”.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الهجوم الذي أشار إليه حزب المساواة وديمقراطية الشعوب حدث قبل اجتماعات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، والتي تم التخطيط لها قبل أيام. وحسب بعض المعلومات، فإن الحزب DEM أثار هذا الهجوم خلال الاجتماعات، وكان كل من حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية على علم بأن هذا كان عملاً تخريبياً.
وقال وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لوفد حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إنهم عقدوا 139 اجتماعاً عاماً، وأن الجمهور حساس للغاية فيما يتعلق بقضية كوباني، وأن الجمهور الذي لديه مشكلة ثقة فيما حدث سوف يصبح أكثر انعداماً للأمن مع وقوع هجمات مماثلة، وكان الانطباع الذي خرج من المحادثات هو أن المحادثات سارت بشكلٍ جيد بالنسبة لجميع الأطراف وأن تحالف الشعب لديه خريطة طريق وتاريخ.