قامشلو/ سلافا عثمان – في إطار الجهود الإنسانية المستمرة لدعم أهالي الساحل السوري، أطلق إقليم شمال وشرق سوريا حملة إغاثية لمساعدة المتضررين في الساحل السوري، فتم توزيع المساعدات على مناطق عدة، منها اللاذقية، والمناطق الأكثر تضرراً.
لحجم الضرر الكبير الذي لحق بالساحل السوري، أرسل الهلال الأحمر الكردي بالتعاون مع الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، الإثنين 17 آذار الجاري، قافلة مساعدات إنسانية مكونة من 20 شاحنة، محملة بمواد إغاثية شملت مواد غذائية أساسية وإسعافية، فتم توزيع أولى الدفعات في قرية القلايع بريف جبلة، ووصلت إلى صالات الإيواء للمهجرين.
دعم المتضررين في الساحل
وفي ظل الأوضاع الصعبة، التي يعيشها الساحل السوري في الكارثة الأخيرة، وصلت فرق إغاثية ومجموعات من المتطوعين من إقليم شمال وشرق سوريا إلى المناطق المتضررة، محملة بالمساعدات الإنسانية التي تشمل المواد الغذائية والطبية، ورغم المصاعب التي واجهوها في الطريق، تمكنوا من الوصول بسلام، في خطوة تعكس التضامن والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد. وتم توزيع المساعدات في قرى المختارية وبرابشبو وزوبار شريفة، وشير التي تبعد عن اللاذقية عشرة كيلومتر فقدت أكثر من 65 شخصاً في المجازر الأخيرة.
وفي السياق، أكدت لصحيفتنا روناهي، “ليندا عيسى” من سكان الساحل السوري، أهمية هذه الجهود في ظل الأزمة المتفاقمة، وأن الأهالي في الساحل يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية: “وضعنا صعب للغاية وكنا بحاجة ماسة لمن يمد يد العون، ولم يتردد أهالي إقليم شمال وشرق سوريا بالمجيء لتقديم المساعدة لنا رغم الظروف الصعبة”.
وأوضحت، إن المساعدات التي قُدمت لنا من أهالي إقليم شمال وشرق سوريا، خففت جزءاً من معاناة الأهالي، لكنها لا تزال غير كافية بالنظر إلى حجم الأضرار التي لحقت بالمنطقة: “هناك قرى بأكملها بحاجة إلى الدعم العاجل، ونأمل أن تظل الطرق مفتوحة، وآمنة لضمان استمرار وصول الإغاثة”.
واختتمت “ليندا عيسى”، حديثها، بالتأكيد على أن هذه المحنة كشفت أهمية التعاون بين مختلف المناطق السورية، معربةً عن أملها في أن تكون هذه الأزمة الأخيرة، التي تمر بها البلاد، وأن تنتهي المآسي التي يواجهها المواطنون جراء الأوضاع الراهنة.
تضامن السوريين في الأزمات
وبدوره أكد المواطن “جلال درويش“، أهمية هذه الحملات في ظل الأوضاع الراهنة، حيث أن المساعدات لم تكن مجرد مواد إغاثية، بل كانت رسالة تضامن ساعدت في رفع معنويات الأهالي: “الوضع لم يكن سهلاً على الإطلاق، ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، أصبح أي شكل من أشكال الدعم ضرورياً، وأن هذه المبادرات أكدت لنا أننا لسنا وحدنا في مواجهة هذه الأزمة”.
وأوضح، بأن هذه الحملات لم تساعد فقط في توفير الاحتياجات اليومية، بل كان لها أثر في تعزيز الأمل لدى الأهالي، خاصة مع استمرار الظروف الصعبة: “المساعدات لم تحل المشكلات كلها، لكنها خففت الكثير من الضغوط، الأهم أن هذه المبادرات تبقي الأمل موجوداً في ظل واقع متغير”.
وفي ختام حديثه شدد “جلال درويش”، على ضرورة استمرار هذه الجهود حتى تتجاوز المنطقة هذه المرحلة الحرجة: “إن الحلول المستدامة هي ما تحتاجه المنطقة للخروج من الأزمة، إلى جانب المساعدات العاجلة التي تقدم الدعم الفوري للأهالي”.
حملة إغاثية مستمرة للساحل السوري
وفي مواجهة الظروف الصعبة، التي يمر بها الساحل السوري بعد الكارثة الأخيرة، أوضح عضو الفريق التطوعي من إقليم شمال وشرق سوريا “عبد الغني أوسو“، أن هذه الحملة جاءت استجابة مباشرة للدمار الكبير الذي لحق بالساحل السوري، حيث أن معظم الأهالي فقدوا بيوتهم، وأصبحوا بحاجة ماسة إلى أي شكل من أشكال الدعم: “الأضرار التي لحقت بالمنطقة كانت هائلة، قمنا بتوزيع المساعدات الغذائية، التي تم جمعها بتعاون مشترك بين منظمات عدة، لكن الهدف الأهم هو الوقوف إلى جانب الأهالي في هذه الظروف الصعبة”.
وأشار أوسو، إلى أن الحملة لم تقتصر فقط على تقديم المواد الغذائية، بل كانت تشمل أيضاً تلبية احتياجات أخرى، سواء من خلال الدعم النفسي، أو ضمان وصول المساعدات للمناطق، التي تضررت بشكل كبير: “الوضع في الساحل صعب للغاية، والعديد من القرى، والبلدات لا تزال تعاني من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، لذلك كانت هذه الحملة خطوة مهمة لتخفيف العبء عن الأهالي”.
وأوضح، أنه ورغم الصعوبات اللوجستية، والتحديات التي واجهها المتطوعون في الوصول إلى بعض المناطق، إلا أن الدعم الإنساني تمكن من الوصول إلى أماكن عدة: “واجهنا بعض التحديات في إيصال المساعدات، ولكننا تمكنا من الوصول إلى معظم الأماكن المتضررة، نأمل أن تبقى الطرق سالكة لضمان استمرارية توزيع المساعدات”.
وبين، أن هذه الحملة هي جزء من جهود مستمرة تهدف إلى تخفيف معاناة الأهالي، وأن التضامن بين مختلف المناطق السورية هو الحل الأكثر فاعلية في مواجهة هذه الأزمة: “ما نقوم به اليوم هو جزء من واجبنا تجاه وطننا وأهلنا، نحن بحاجة إلى تعاون مستمر بين جميع المناطق السورية لضمان وصول الدعم إلى أكبر عدد من المتضررين”.