مركز الأخبار ـ تبذل الفرق الفنية في سد تشرين جهودًا مكثفة للحفاظ على استقراره ومنع انهياره، حيث تم اتخاذ إجراءات عاجلة، شملت تركيب مضخات غاطسة لسحب المياه المتراكمة، وإعادة تشغيل بعض المعدات، بالإضافة إلى فتح بوابات المفيض لتصريف المياه الزائدة، كما تم تشغيل عنفة واحدة فقط، مما يتيح توفير حدٍّ أدنى من التغذية الكهربائية.
ألحقت الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على سد تشرين منذ 8 كانون الأول الماضي أضراراً جسيمة ببنية السد، بما في ذلك انقطاع الكهرباء وارتفاع منسوب المياه في الأجزاء السفلية إلى مستويات خطيرة، هذه الهجمات تُشكّل خطراً كبيراً على البنية التحتية للسد، مما قد يتسبب في كارثة إنسانية وبيئية واسعة النطاق.
تم بناء سد تشرين بين عامي 1991 و1999، ويُعد من أبرز المشاريع المائية في سوريا، وثاني أكبر السدود بعد سد الفرات.
يُخزن سد تشرين في بحيرة السد نحو 1.9 مليار متر مكعب من المياه، ما يجعله مصدراً حيوياً لتوفير مياه الشرب وريّ الأراضي الزراعية، حيث يعتمد قرابة 5 ملايين شخص على مياه السد، بالإضافة إلى ري 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.
الأضرار الفنية والبيئية
تعطلت نتيجة الهجمات التي يتعرض لها سد تشرين عنفات السد الستة القادرة على توليد 642 ميغاواط من الكهرباء، ما أدى إلى توقف التغذية الكهربائية للسكان والشبكات المحلية. كما أن توقف مضخات صرف المياه أدى إلى غمر المعدات الكهربائية والممرات الداخلية بالمياه، ما جعل صيانتها أو تشغيلها أمراً مستحيلاً في الوقت الحالي، والاهتزازات الناتجة عن القصف المتواصل زادت من التسربات داخل جسم السد، ونجم عنها ضغط إضافي على بنيته الأساسية.
تأثيرات على السكان
أدت الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على سد تشرين إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 400 ألف شخص في مدن كوباني ومنبج وصرّين، وعدم توفر مصدر بديل للطاقة في المناطق المحيطة، ما فاقم الأوضاع الإنسانية.
بيئياً، تسبب توقف السد في ارتفاع منسوب مياه البحيرة بسبب تعطل المضخات، ما يزيد خطر انهيار السد وغمر القرى والمدن الواقعة على ضفتي نهر الفرات، وقد تمتد الكارثة لتؤثر على العراق أيضاً.
ورغم الأضرار الهائلة، تعمل الفرق الفنية جاهدةً على مدار الساعة، وتم اتخاذ خطوات طارئة، منها تركيب مضخات غاطسة لسحب المياه المتراكمة وإعادة تشغيل بعض المعدّات، فتح بوابات المفيض لتصريف المياه الزائدة ومنع انهيار السد مؤقتاً، وتشغيل عنفة واحدة لتوفير تغذية كهربائية محدودة جداً.
دعت هيئة الطاقة في إقليم شمال وشرق وسوريا والفرق الفنية في السد إلى تدخّل المجتمع الدولي وسلطة دمشق لوقف الهجمات على السد وضمان سلامة الفرق العاملة، وتؤكد إدارة السد أن انهياره سيؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية لا تقتصر على سوريا فقط، بل ستطال مناطق واسعة في المنطقة.