الطبقة/ عبد المجيد بدر – أكد مهجرو عفرين والشهباء في مدينة الطبقة، إن عودة مهجري عفرين ليست مجرد قضية إنسانية، بل قضية سياسية وحقوقية، تتطلب التزامًا جادًا، وأنهم لا يريدون وعودًا، بل ضمانات حقيقية للعودة الآمنة، وأنه لا يمكن تحقيق سلام مستدام دون إعادة الحقوق إلى أصحابها.
وفي هذه الذكرى السابعة الأليمة لاحتلال عفرين، شهدت مقاطعة الطبقة، صباح يوم الإثنين ١٨ آذار من العام الجاري، مظاهرة حاشدة، بمشاركة مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الطبقة، والمؤسسات المدنية والعسكرية، والأحزاب السياسية، ورجال الدين، وشيوخ ووجهاء العشائر، إلى جانب الآلاف من مهجري عفرين والشهباء في مدينة الطبقة، وذلك استنكارًا لذكرى احتلال مدينة الزيتون – عفرين في 18/3/2018.
انطلق المتظاهرون من مدخل المخيم المؤقت في المدينة الرياضية بالطبقة، والذي يضم أكثر من ألف عائلة من مهجري عفرين والشهباء، مرددين شعارات ترفض الاحتلال التركي، وتطالب بحق العودة، وإنهاء التغيير الديمغرافي، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات في عفرين.
ولدى وصول المتظاهرين أمام مجلس عوائل الشهداء، ألقيت كلمتين، الأولى باسم مهجري عفرين والشهباء، من قبل الإدارية في مجلس مهجري عفرين والشهباء، في الطبقة “سوزان خليل“، أكدت فيها: “على أن عفرين ستبقى لأهلها، وأن استمرار الاحتلال لا يمكن أن يكون أمرًا واقعًا مقبولًا”، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المهجرين وضمان عودتهم بأمان.
كما شدد الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في الطبقة، “محمود الصايل“، على أهمية الوحدة والتكاتف بين جميع شعوب المنطقة، لمواجهة السياسات التي تستهدف التغيير الديمغرافي، وطمس الهوية الثقافية لعفرين، ودعا إلى تصعيد النضال السياسي والحقوقي من أجل إنهاء الاحتلال وضمان العدالة للمتضررين.
وعلى هامش التظاهرة؛ تحدثت لصحيفتنا، المهجرة “آسيا شيخو“، فقالت: “خرجنا من عفرين ونحن نحلم بالعودة، تركنا منازلنا، أراضينا، ذكرياتنا هناك، ولا زلنا نعيش في ظروف صعبة هنا، صحيح أن أهالي الطبقة استقبلونا بشكلٍ جيد، لكن لا شيء يعوض الوطن”.
وأضافت: “كنا نعيش في بيتنا بأمان، لكن اليوم نحن مشتتون، أولادي لا يعرفون قريتهم الأصلية، وأخشى أن تضيع حقوقنا. نريد ضمانات حقيقية للعودة، وليس مجرد وعود”.
ومن جهته قال المهجر، “جهاد شيخ“: “الاتفاق الذي وقِّع بين “قسد” وسلطات دمشق، خطوة إيجابية، لكن يجب أن يكون هناك التزام واضح بوقف الانتهاكات ومحاسبة من تسببوا في تهجيرنا، لا يمكن أن نعود دون ضمانات حقيقية، وإلا سنواجه الخطر ذاته مرةً أخرى”.
وشدد: “نرحب بأي اتفاق يعيدنا إلى عفرين، لكن المشكلة ليست فقط في العودة، بل في الأمان والحقوق”.
ومن جانبه أشار المهجر، “مصطفى رشيد“: “عودة مهجري عفرين ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي قضية سياسية وحقوقية، تحتاج إلى جهودٍ جدية لتنفيذها، لا يمكن تحقيق سلام حقيقي في سوريا، دون إعادة الحقوق إلى أصحابها وضمان العدالة والمحاسبة”.
واختتم، مصطفى رشيد، وقال: “لا نريد وعودًا فقط، نريد أفعالًا، ومن دمّر بيوتنا وسرق أراضينا وهجّرنا، لا يمكن أن يكون جزءًا من سوريا المستقبل”.