كوباني/ سلافا أحمد ـ طالب ذوو شهداء مجزرة كوباني، المجتمع الدولي والمنظمات القانونية بمحاسبة المحتل التركي على جرائمه بحق أهالي مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ووضع حد لانتهاكاته، واصفين ممارسته بالوحشية والإرهابية وجرائم ضد الإنسانية.
تزامناً مع الذكرى السابعة والثلاثين لمجزرة “حلبجة”، ارتكب الاحتلال التركي مجزرة مروعة بحق عائلة في مزرعة واقعة بين “قرية قومجي وبرخ بوطان”، حيث راح ضحيتها تسعة أشخاص بينهم سبعة أطفال، وإصابة اثنين آخرين.
عائلة كاملة.. شهداء مجزرة كوباني
تواصل دولة الاحتلال التركي هجماتها الاحتلالية والإرهابية على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بشكل مكثف، حيث كثفت من حدة هجماتها على المنطقة منذ الثامن من كانون الثاني للعام المنصرم.
واستهدفت دولة الاحتلال التركي، ليلة 16- 17 من آذار الحالي، مزرعة واقعة بين “قرية قومجي وبرخ بوطان” جنوب كوباني بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى استشهاد تسعة أشخاص، سبعة أطفال، والأب والأم، عثمان بركل عبدو 42 عاماً، وغزال عثمان عبدو 39 عاماً، وأطفالهم آهين 15 عاماً، ودجلة 14 عاما، دلوفان 13 عاماً، وفواز عامان، وصالحة أربعة أعوام ، وياسر ستة أعوام، وأفيستا ثمانية أشهر”، بالإضافة إلى إصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة “الشابة رونيدا 18 عاماً، والطفلة نارين عثمان عبدو تسعة أعوام”، وأن حالة المصابتين حرجة، تتلقيان العلاج في مشافي كوباني.
وتزامنت المجزرة المروعة التي طالت عائلة “عثمان بركل عبدو”، على يد المحتل التركي، مع ذكرى مجزرة حلبجة التي ارتكبتها السلطات العراقية في 16 آذار عام 1988، وراح ضحيتها نحو خمسة آلاف شهيد.
ولمعرفة المزيد حول تفاصيل مجزرة كوباني، التقت صحيفتنا “روناهي” ذوي شهداء المجزرة، وكان منهم المواطن “ياسر بكي” الذي ندد بالمجزرة المروعة التي ارتكبت بحق عائلة ابن عمه، ووصفها بجرائم إرهابية، ووحشية بحق سكان المنطقة.
وأشار: “على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار في سوريا عامة، إلا أن مناطق إقليم شمال وشرق سوريا لازالت تشهد هجمات واستهدافات إرهابية متكررة بحق سكانها من الفاشية التركية، حيث ارتكبت ليلة أمس مجزرة مروعة بحق أفراد عائلتنا، أثناء عملهم في أحد المزارع الواقعة بين “قرية قومجي، وبرخ بوطان”.
وتابع: “يوجد بين شهداء المجزرة أطفال صغار، لم تتجاوز أعمارهم عاماً واحداً”.
متسائلاً: “أي قوانين تسمح بارتكاب هذه الجرائم؟ عائلة كاملة استشهدت نتيجة وحشية تركيا اللاإنسانية، لقد كانوا يسعون خلف لقمة عيشهم، فما ذنب أولئك الأطفال الأبرياء؟”.
وطالب “ياسر بكي”، المجتمع الدولي والرأي العام بالتحرك سريعاً، ووضع حد للانتهاكات التركية الوحشية: “نطالب العالم بأكمله للتحرك سريعاً لإيقاف الانتهاكات التركية بحقنا وحق أهالينا في إقليم شمال وشرق سوريا كافة، ومحاسبته وفق المبادئ والقوانين الدولية، التي تنص على حماية حقوق الطفل والمدنيين”.
أما “جيهان مصطفى“، فقد شجبت بدورها، صمت المجتمع الدولي تجاه انتهاكات الفاشية التركية بحق أبناء إقليم شمال وشرق سوريا، قائلةً: “أمام مرأى ومسمع العالم يقتل أطفالنا بوحشية، والجميع يغضون أنظارهم علينا، فما ذنب أطفالنا الصغار والأبرياء ليقتلوا على يد القتلة والإرهابين دون محاسبة ومعاقبة تردعهم عن انتهاكاتهم”.
وأضافت: “للأوضاع المادية السيئة، توجه عثمان مع عائلته إلى المزارع الواقعة بين قريتي قومجي وبرخ بوطان، لإعالة أسرته وتأمين قوتهم اليومي من خلال الاهتمام بأشجار المزرعة، إلا أن الفاشية التركية لم تسمح لهم حتى العيش بسلام، وكانت عائلته هدفاً لمسيراته الإرهابية”.
وأردفت: “تمارس تركيا الفاشية، الإبادة بحق شعبنا، وتقتل أطفالنا دون رحمة، والمجتمع الدولي متخذ موقف المتفرج، فأين حقوق الإنسان والأطفال؟”.
ولفتت، بأنه في هذه الأيام الفضيلة ترتكب تركيا بحقنا أفظع أنواع الجرائم: “يتظاهر أردوغان بالإسلام، ويرتكب المجازر بحق شعبنا وأطفالنا، فأين إسلامه؟”.
وفي ختام حديثها، طالبت “جيهان مصطفى” المجتمع الدولي بالتدخل السريع لوقف هجمات الفاشية التركية على مناطقهم، ومحاسبته على جرائمها وانتهاكاتها بحق الأبرياء.
يذكر، أنه شهدت قرية برخ بوطان قبل عشر سنوات مجزرة أخرى، ففي عام 2015، ارتكبت مرتزقة داعش، بدعم من الدولة التركية، مجزرة راح ضحيتها 23 شهيداً، وفي عام 2025، شنت الدولة التركية بنفسها هجوماً جديداً بالقرب من القرية ذاتها، ما أسفر عن إبادة عائلة كاملة، حيث ألغيت على إثرها معظم الاحتفالات والنشاطات المقررة بمناسبة عيد نوروز في مقاطعة الفرات، بالإضافة إلى الفعاليات التي كانت مخصصة لذكرى احتلال عفرين.
وعلى الرغم من الاتفاقية الموقعة بين قسد وسلطة دمشق، شنت دولة الاحتلال التركي التي تدعي أنها مع السلام، ما لا يقل عن 100 هجوم بأكثر من 600 قذيفة وغارة جوية استهدفت مناطق مختلفة من إقليم شمال وشرق سوريا.