No Result
View All Result
المشاهدات 0
فوزة يوسف –
توقيت الانفجار الذي تمَّ في منبج موضوع يجب الوقوف عنده كثيراً؛ لأن تداعياته لن تكون أقل تأثيراً من تصريح ترامب بالانسحاب من سوريا.
بالطبع إن أول سؤال يجب أن يُسأل أمام وقائع كهذه هو: من المستفيد منها؟ الجواب على هكذا سؤال أمر جوهري ويمنحنا قدرة أكبر على الوصول إلى معرفة من يقف وراء حادثة كهذه. في الوقت الذي صرح فيه أكثر من مسؤول أمريكي بأن الانسحاب سيتم بوتيرة بطيئة، وأيضاً قيام بعض الدول بممارسة الضغط على الولايات المتحدة من أجل إعادة النظر في شروط الانسحاب، التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكييين تجاه الموقف التركي من شمال وشرق سوريا، والعمل على استهداف الجنود الأمريكيين في منبج، له مغزى سياسي كبير.
ثمة رسالة تركية واضحة للولايات المتحدة من خلال هذا الاستهداف مفادها: إذا لم تنسحبوا من المنطقة بسرعة وتتركوها لنا؛ فلدينا القدرة الكافية على أن نزرع الموت بينكم هناك. إن تصريح أردوغان بعد التفجير مباشرة بأنهم مستعدون للمساعدة في محاربة داعش كمن يقول: إذا لم تفتحوا الطريق أمام تركيا لدخول منبج؛ فسنرسل لكم القنابل والموت.
عندما سمعت نبأ التفجير؛ تذكرت فوراً التسجيلات الصوتية التي أفرج عنها تنظيم فتح الله غولن والتي كانت تحوي محادثات وحوارات بين مسؤولين أتراك والاستخبارات التركية حينما كانوا يديرون سوياً دفة الحكم، ويخططون لوضع سيناريوهات التدخل في الشأن السوري. كان حقان فيدان رئيس الاستخبارات التركية حاضراً في تلك الحوارات والتسجيلات ويبدو صوته واضحاً فيها وهو يقول: “بإمكاننا إرسال عملاء لنا إلى الداخل السوري لإطلاق قذائف من هناك نحو الأراضي التركية، لنفتعل بذلك أزمة و نقنع العالم بأن هنالك تهديداً على الأمن القومي التركي من الأراضي السورية وبذلك نُهيء أرضية قانونية لاجتياح الشمال السوري”.
هذه الخطة لم توضع موضع التنفيذ حينها؛ بسبب تسربها، إلا أن ما حصل في منبج هو ترجمة مباشرة لتلك الخطة. إرسال قنبلة إلى منبج وبلبلة الوضع هناك ما يمنحهم تبريراً لتدخلهم، وهم يعملون اليوم لأكثر من سنة لخلق أرضية لتدخل من هذا النوع. وعلى الرغم من تنديدهم وكل دموع التماسيح التي ذرفوها إلا أنه لا يمكن غض النظر عن حقيقة أن تلك القنبلة كانت صناعة تركية وفعل مكشوف للغاية.
الأمر الهام هنا هو؛ ماذا ستكون تداعيات هذا التفجير وهل يمكن أن تنفجر هذه القنبلة في يدهم هذه المرة بأن يؤدي إلى رد فعل عكسي من قبل الولايات المتحدة على شكل قرارت ضد رغبتهم و خلاف ما يتوقعونه؟!. في الحقيقة أرى بأن هذه الحادثة لعبة كلاسيكية للغاية ولا يمكن أن تمرّ بسهولة على الولايات المتحدة، كل الأدلة تشير بأن ما يسمى بمرتزقة درع الفرات هم من نفذوا هذا الحادثة بتوجيه من الاستخبارات التركية، وهذا يعني بأن المناطق التي احتلتها تركيا حوّلتها إلى منطقة تدريب للمتطرفين الارهابيين كما فعلت سابقاً. وهذه المناطق مُرشحة لأن تصبح أفغانستان جديدة مستقبلاً.
تركيا تحاول بهذا الشكل أن تستهزئ بذكاء العالم وتقنعهم بخلاف الحقيقة. ولكنها؛ لم تنجح بذلك، يبدو أنها لم تحضر بالشكل الكافي وأخذتها العجلة في التخطيط فتركت خلفها الكثير من الأدلة. هل هي مرحلة جديدة بالنسبة لكل من تركيا والولايات المتحدة؟ كل شيء وارد بالطبع.
No Result
View All Result