روناهي/ دير الزور ـ لتعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، نجح مزارع من دير الزور في مشروعه للخضروات الباكورية ببلدة الحوايج، ويدعم السوق بالمنتوجات المحلية.
تُشكّل الزراعة الباكورية ركيزةً أساسيةً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، فهي تُمكّن من توفير الغذاء الطازج على مدار السنة، بغض النظر عن تقلّبات المناخ والظروف الموسمية، كما تُعزز هذه الزراعة الأمن الغذائي، وتُقلّل الاعتماد على الواردات الخارجية، مما يُعزز الاستقرار الاقتصادي المحلي ويُخفف من وطأة تقلبات الأسعار المستوردة منها. علاوةً على ذلك، تُسهم الزراعة الباكورية في تنويع المحاصيل الزراعية، وتُحفز النمو الاقتصادي من خلال توفير فرص عملٍ جديدةٍ إلى جانب تنشيط الحركة التجارية المحلية. باختصار، تُعتبر الزراعة الباكورية استثماراً استراتيجياً يُسهم في بناء مجتمعٍ أكثر استدامةً وقدرةً على توفير احتياجاته الغذائية بنفسه.
الزراعة الباكوريّة في الحوايج
تُشكل بلدة الحوايج، التابعة لمدينة الشحيل في ريف دير الزور، نموذجاً يُحتذى به في مجال الزراعة، حيث يعتمد غالبية سكانها على زراعة الخضراوات الصيفية والشتوية، وخاصةً الخضراوات الباكورية، كمصدر رئيسي للدخل، مُحققةً الاكتفاء الذاتي جزئياً من هذه المنتجات.
يعتمد نحو 80% من سكان البلدة على هذه الزراعة، التي تُروى عبر مشروع ري القطاع السادس المستجرة مياهه من نهر الفرات.
إغناء السوق المحلي
وقد ساهمت هذه المشاريع في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير الخضراوات بأسعارٍ أقل من مثيلاتها المستوردة، بالإضافة إلى تأمين فرص عملٍ للعاملين وللعاملات.
وفي بلدة الحوايج، يسعى المزارع أحمد المطلق، صاحب مشروع في هذا الشأن إلى تحقيق ثقافة الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على ذاته في تأمين حاجيات المنطقة، وذلك بزراعة مجموعة متنوعة من الخضروات.
ولفت المطلق إلى أهمية هكذا مشاريع في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة: “يُسهم المشروع إلى دعم السوق المحلي إلى جانب توفير الخضروات في المنطقة”.+
مواجهة التحديات
لا تخلو أي خطوة من صعوبات وتحديات، وخاصةً الزراعة، حيث التقلبات المناخية ومواجهة البرد، وهذا العام كان هناك موجة صقيع أثرت على القطاع الزراعي ككل، والمزروعات الباكورية بشكلٍ خاص.
وبهذا الخصوص نوه صاحب المشروع إلى إن هذا القطاع الحيوي لم يسلم من التحديات، فقد ألحقت موجة الصقيع التي ضربت المنطقة في شهر شباط الماضي أضراراً جسيمةً بعشرات المشاريع الزراعية في الحوايج. ويشار إلى أنه على الرغم من هذه الصعوبات، إلا أن زراعة الخضراوات الباكورية في الحوايج تُعدّ قصة نجاح، حيث تصل المساحات المزروعة إلى 1000 دونم مجهزة بنظام ري بالتنقيط، مما يُسهم في تحسين الإنتاجية وتقليل هدر المياه، وتُبرز هذه التجربة أهمية الاستثمار في الزراعة كرافدٍ أساسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص العمل.
والجدير ذكره، أن موسم زراعة الخضراوات الباكورية في البيوت البلاستيكية يبدأ في شهر كانون الأول من كل عام، ويستمر حتى شهر حزيران من السنة التالية، شاملاً أصنافاً متنوعة مثل الخيار، والبندورة، والكوسا، والباذنجان، والبطيخ.