روناهي/ دير الزورـ أعرب أهالي مدينة دير الزور عن ارتياحهم الكبير إثرالانتهاء من تأهيل الجسر الترابي الواصل بين قرية الحسينية وحي الحويقة، مؤكدين إن هذا المشروع أعاد شريان الحياة إلى دير الزور، بعد معاناتهم على مدار أكثر من شهر ونصف.
تُعاني مدينة دير الزور، كغيرها من المناطق التي شهدت صراعات، من تدهورٍ حادٍّ في البنية التحتية، خصوصاً فيما يتعلق بالجسور التي تربط ضفتيّ نهر الفرات، وقد شكّل هدم الجسور أو تضررها عائقاً كبيراً أمام حركة التنقل، مُعرّضاً الأهالي لمعاناةٍ يوميةٍ متعددة الأوجه، فقد اضطرّ السكان إلى الاعتماد على وسائل نقل بديلة مكلفة وغير آمنة، كالعبّارات والقوارب، والتي تُكلّفهم مبالغ طائلةً مقارنةً بتكلفة التنقل الاعتيادية، بالإضافة إلى خطورة هذه الوسائل واحتمالية تعرضها لحوادث الغرق أو الأعطال، الأمر الذي شكّل تهديداً حقيقياً لأرواحهم وسلامتهم، بالنتيجة كان ضعف البنية التحتية لم يُؤثّر فقط على حركة التنقل، بل زاد من الأعباء الاقتصادية على الأهالي، وعرّضهم لمخاطر جسيمة، مُحوّلاً عملية العبور البسيطة إلى كابوسٍ يوميّ.
واستجابةً لمطالب الأهالي ولإنهاء معاناتهم، فقد بدأت الورش الفنية التابعة لهيئة الخدمات في مقاطعة دير الزور، وشركة الشمال وبالتعاون مع دائرة الخدامات التابعة لسلطة دمشق في دير الزور بمشروع تأهيل الجسر والذي يربط ضفتي الفرات، وتحديداً بين بلدة الحسينية ومدينة دير الزور.
بدء تنفيذ المشروع في 25 كانون الثاني المنصرم، ليوضع في الخدمة بعد الانتهاء منه في 13 آذار بتكلفة 54 ألف دولار أمريكي.
تكلفة منخفضة
وأثنى أهالي دير الزور على هذه الخطوة، حيث سهلت عليهم طريق الوصول وخففت عنهم العبء المادي.
في هذا السياق تحدث أحد أهالي دير الزور محمد الجاسم، حيث أشار في حديثه إلى أنه قبل تأهيل الجسر، كانت تكلفة نقل سيارة واحدة عبر العبّارات تصل إلى مائة ألف ليرة سوريّة، بينما تراوحت تكلفة نقل الركاب بين خمسة آلاف وخمسة عشر ألف ليرة سوريّة فقط
وأضاف “كنا ندفع ثمن رحلة واحدة ما يُعادل قيمة يوم عمل كامل! الآن، نستطيع التنقل بحرية وبتكلفةٍ زهيدة جداً”.
تسهيل الحركة التجارية
وبدوره شكر كرم العبدالله كل من ساهم في تأهيل الجسر، لأنه إلى جانب التكلفة المنخفضة، يصلون بأمان إلى وجهتهم، مضيفاً “لقد عانينا كثيراً من حوادث غرق السيارات، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة للتنقل. الآن أصبح التنقل آمناً وبتكلفةٍ منخفضة.
ولم تنحصر الأهمية الاستراتيجية لتأهيل الجسر في نقل الأهالي فقط، بل له دور في تسهيل حركة التجارة والمواصلات بين ضفتي نهر الفرات، وبذلك أوضح العبدالله: “إصلاح الجسر أسهم بشكلٍ مباشرٍ في تسهيل حركة التجارة والمواصلات بين ضفتيّ النهر، وقد لوحظ انخفاض ملحوظ في أسعار بعض السلع والخدمات نتيجةً لتخفيض تكاليف النقل”.
إعادة شريان الحياة
كما وشكر أحد أهالي قرية الحسنية كمال الأحمد هو الآخر كل من ساهم في إعادة شريان الحياة في المنطقة بتأهيل الجسر، وأشار: “أصبحنا نستطيع التنقل كطلاب جامعات بسهولة بعد هذا الإصلاح، لقد خفف علينا الكثير من التكاليف الباهظة بالإضافة إننا أصبحنا نشعر بأمان أكثر في التنقل.