قامشلو / دلير حسن ـ تبدأ النشاطات الرسمية في إقليم شمال وشرق سوريا، بعد انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد، وفق معلومات من مصادر خاصة، كما سيُعقد اجتماع للرؤساء المشتركين للأندية المُرخصة من الاتحاد الرياضي في الإقليم، لتشكيل لجنة لمناقشة الأمور الرياضية مع الجهات المعنية بالرياضة التابعة لسلطة دمشق، فهل سنشهد لجنة تتحلى بالشروط المطلوبة؟
مع بدء ثورة روج آفا بالعام 2012، وإخراج النظام البعثي البائد من العديد من المناطق وحصره في مربع أمني بقامشلو والحسكة، فقد أُعلِن بالعام 2014 عن ثلاث مقاطعات بإدارات ذاتية وهي: الجزيرة ـ كوباني ـ عفرين، وبعد تحرير العديد من المناطق الأخرى فقد تم تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا بالعام 2018، التي تضم عدة مقاطعات، وكانت الرياضة تدار بالمقاطعات برعاية من هيئة الشباب والرياضة، وعبر إشراف وتنظيم من الاتحادات الرياضية فيها، ومن ثم شُكِّل اتحاد رياضي في إقليم شمال وشرق سوريا بالعام 2023، وتحولت تلك الاتحادات في المقاطعات إلى مجالس رياضية محلية، وتحت مظلة هذا الاتحاد يتواجد حالياً حوالي 20 نادياً، والعشرات من الملاعب والصالات الرياضية، وتضم هذه الأندية مختلف الألعاب الفردية والجماعية، وبالعام 2024، قام هذا الاتحاد بتنظيم الواقع الرياضي من خلال ترخيص أندية وتنظيم دورات تدريب وتحكيم، وكما نظم دوري لتصنيف الأندية كدرجتين أولى وثانية لفئة الرجال في لعبة كرة القدم، وكما كان من المفترض أن يقام دوري تصنيفي لفئة الشباب أيضاً للعبة كرة القدم، بالإضافة للعبة الكرة الطائرة للرجال، ولكن هذه الدوريات التصنيفية لم تُقَم بسبب الظروف الأمنية التي حصلت بالبلاد، وذلك بعد سقوط النظام البعثي بتاريخ 8/12/2024، وعليه توقفت النشاطات الرياضية الرسمية بشكلٍ كامل على التراب السوري.
ومن وقتها إلى الآن لم تبدأ النشاطات الرياضية الرسمية التي كانت سابقاً تُقام في مناطق النظام البعثي، والتي تدار حالياً من قبل الحكومة الانتقالية بدمشق، بالإضافة لمناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وكانت الجهات الرياضية بالإقليم تنتظر معرفة ملامح المفاوضات التي كانت تجري بين الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية مع السلطات في دمشق، ومع توقيع الاتفاق بتاريخ 10/3/2025، بين قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ورئيس السلطة بدمشق أحمد الشرع تقرر تخصيص لجان للبدء بمناقشة آلية دمج دوائر الإدارة مع الدوائر الحكومية، ومن ضمنها ستتشكل لجنة معنية برياضة الإقليم لتقوم بهذه المهمة.
وبحسب معلومات خاصة وردتنا بأنه ستبدأ النشاطات الرياضية الرسمية مجدداً في الإقليم ولمختلف الألعاب الفردية والجماعية، كما سيعقد اجتماع للرؤساء المشتركين للأندية لمناقشة الواقع الرياضي بالإقليم وتشكيل لجنة لتمثل الرياضة في الإقليم وبدء النقاشات بخصوص هذه الأندية التي هي مرخصة من قبل الاتحاد الرياضي بإقليم شمال وشرق سوريا والمنشآت الرياضية التي تديرها، كما هناك أندية مرخصة من الاتحاد الرياضي العام السوري التابعة للسلطات بدمشق، ولكن هل سوف يكون ضمن اللجنة من هم ممثلين عن الأندية فقط والجهات الرياضية بالإقليم؟ ولكن لماذا لا يُعقد اجتماع يضم الشخصيات الرياضية كافة، وحتى غير المنضوية تحت سقف إدارات الأندية الرياضية المرخصة للإقليم؟
كما لا يجوز حصر اللجان بخبراء لعبة واحدة فقط مثل كرة القدم، فلدينا خبرات من مختلف الألعاب مثل التايكواندو والكرة الطائرة وكرة السلة والكاراتيه …وإلخ، ويتطلب الذهاب بلجنة متمكنة وتعي ما هي مسؤوليتها، وأن تكون ذات كفاءة عالية وتمثل الألعاب كافة وأن يكون للمرأة الرياضية دوراً هامة فيها، ولا يجوز أن يتم إرضاء أي نادٍ أو شخص بهذا الخصوص على حساب آخر، لأن الأمور ليست بسيطة بل هي مصير رياضة أساسها اعتمد على تضحيات الشهداء، وكفاح شعوب المنطقة من الرياضيين وغير الرياضيين طوال السنوات الماضية، ولدينا رياضة حققت إنجازات كبيرة إن كان على صعيد الألعاب الفردية أو الألعاب الجماعية، وعلى صعيد الألعاب النسائية خاصةً.
كما لا يتطلب التغافل عن الأندية التي كانت مرخصة من الاتحاد السوري التابعة للنظام البعثي البائد والتي تحولت على أنها مرخصة من الاتحاد التابع حالياً للسلطات بدمشق، فهذه الأندية هناك من ضمنها عمرها عقود من الزمن، كالجهاد من مدينة قامشلو الذي يعتبر أيقونة الرياضة ويُسمى سفير الشمال، ويحظى بشعبية كبيرة في داخل وخارج سوريا، وهناك نادي الجزيرة من الحسكة له باع طويل في الرياضة السوريّة ونادي عامودا صاحب أول لقب دوري سوري للسيدات على الملاعب المكشوفة بالموسم 2019 ـ 2020، كما هناك نادي فتي بالنشأة وهو نادي الهلال الذي حقق إنجازات عديدة ومنها حصده لألقاب الدوري السوري للسيدات والناشئات والواعدات للموسم 2023 ـ 2024، كما أن لاعباته لبسن الشال الكردي وغنين بالكردية وعقدن الدبكات الكردية في العاصمة دمشق أثناء التتويج، وسط مشاهد عدم الرضى من قبل الرياضيين التابعين للنظام البعثي البائد الذي كان ينزعج من أي لون وطيف كردي بالرياضة السوريّة، ولكنهم كانوا مُجبرين لتقبل الواقع بعد ثورة روج آفا بالعام 2012.
إن إدارات الأندية كافة هي محل احترام ولكن ليس كل شخص قادر لتمثيل هذه الرياضة، كون اللجنة التي ستناقش الجهات المعنية بدمشق هي ستمثل رياضة عمرها سنوات ويعمل تحت مظلتها حوالي 20 نادياً، وهناك منشآت كانت خارج الخدمة وعادت من جديد بعد إعادة تأهيلها مثل الصالة الرياضية بقامشلو، كما أن هذه المنشآت بقيت الكثير منها بالخدمة بسبب تضحيات الشهداء، وقيام قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي بمهامهم لحمايتها بالرغم من استمرار القصف التركي منذ سنوات ومرتزقته وهجمات مرتزقة داعش حتى الآن.