قامشلو/ علي خضير- بيَّن نشطاء من عفرين، أنه عند تهجير أهالي عفرين الأول إلى الشهباء، وإقامتهم فيها مدة سبع سنوات، كانت قبور لهم في أماكن سكناهم في قرية (تل قراح) في الشهباء، فأجبروهم على نقل جثث موتاهم، وإلا سيحرثون الأرض ويدمرون القبور، فيما شدّدوا على ضرورة إيقاف هذه الاعتداءات من المنظمات الإنسانية، والأمم المتحدة.
دفن أهالي عفرين بعد تهجيرهم عام 2018 إلى ريف الشهباء، المئات من ذويهم هناك، ومنذ فترة وجيزة، وصل نبأ إلى أهالي عفرين بإخراج جثامين موتاهم ونقلها خلال مدة قصيرة، وإلا سيتم حراثة القبور، وتسويتها مع الأرض، ويعد هذا التهديد سياسة ممنهجة ضد الأهالي.
سياسات تعسفية ممنهجة لم تقتصر على الأحياء
وفي هذا السياق؛ التقت صحيفتنا “روناهي” نشطاء من أهالي عفرين، على خلفية تنظيمهم وقفة احتجاجية الخميس الفائت أمام مبنى مفوضية الأمم المتحدة بقامشلو، لإيقاف هذا التهديد الهمجي بحق قبور أهالي عفرين.
فكان لعضوة مجلس المرأة السورية “عريفة بكر” رأي، فقد استنكرت بدايته هذه السياسة: “باسم أهالي عفرين نندد بما ستقوم
به مرتزقة تركيا من عمل شنيع بحفر المقبرة، التي تحوي قبور أهالي عفرين في الشهباء، حيث سمعنا في الأيام الماضية القليلة خبراً من أهالي قرية (تل قراح) بأن أصحاب الأرض، التي يوجد فيها قبور أهالي عفرين سيحرثونها، لكي يزرعوها، فهذا التصرف بعيد كل البعد عن الإنسانية، ولا يوجد بأي دين، لأن الأهالي خرجوا من منطقة الشهباء عنوةً، ولا يستطيعون أن يذهبوا إلى عفرين المحتلة”.
وتابعت: “ومن المعروف أن أهالي عفرين يتعرضون بشكل مستمر للاعتداءات، والهجمات، وليس بإمكانهم نقل جثث أمواتهم، لذلك لدينا نداء باسم أهالي عفرين إلى أصحاب هذه الأرض، ونطلب منهم أن يتريثوا حتى يعود أهالي عفرين إلى مدنهم وقراهم، وحينئذٍ سينقلون جثث أبناء عفرين إلى مدينتهم”.
وكشفت عريفة عن رؤيتهم لهذه السياسة الممنهجة: “نرى بأن هذه السياسة تعسفية ضد أهالي عفرين في هذه الأوضاع الراهنة، وذلك بسبب اعتداءات مرتزقة الاحتلال التركي على الأهالي واختطافهم؛ لأنَّ من عادوا من أهالي عفرين إلى قراهم، لم يتم السماح لهم بالسكن فيها، بل يسكنون الآن في خيم وبأوضاع معيشية صعبة، ويجابهون تعسفاً تركياً ضدهم”.
واختتمت عضوة مجلس المرأة السورية “عريفة بكر“: “نطلب من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ذات الصلة بالتدخل لوقف هذا الاعتداء، وأن يمهل أصحاب الأرض أهالي الأموات، حتى يعودوا لعفرين آمنين، ليستطيعوا بعد ذلك نقل جثث موتاهم، وأن يتعاملوا بإنسانية مع القبور والأموات”.
صمود المهجرين رغم الانتهاكات نصر
وبدوره أكَّد المحامي والناشط الحقوقي “جوان عيسو“، أنَّه لا تزال وللأسف الشديد الانتهاكات مستمرة بحق أهالي عفرين، على النواحي “الاقتصادية، والأمنية والحقوقية”، بالإضافة إلى هيمنة المجموعات المرتزقة على هذه المناطق، وفرض الأتاوات والابتزاز”.
وبيَّن: “نؤكّد بأن ما تمَّ من إبلاغ بحق أهالي عفرين بخصوص نقل قبورهم بوقت قصير، ما هو إلا سياسة أخرى ابتزازية ومجحفة تضاف إلى الانتهاكات السابقة، فالكل يعلم، بأن أهالي عفرين مشتتون هنا وهناك، وليس لديهم ملجأ ليقوموا بنقل جثامين أمواتهم، بل هذه ممارسات تدل على اللاأخلاقية واللاإنسانية بحق الأهالي المهجرين، ويجب الوقوف على هذه الانتهاكات، التي طالت الأموات، ويجب اتخاذ موقف حازم ضدها من السلطات المعنية”.
ولفت “عيسو”، إلى أنه على الرغم من هذه الانتهاكات الموجودة، فالمهجرون حتى هذه اللحظة خارج المناطق المحتلة مصرّون من خلال الفعاليات، والنداءات والمناشدات لجهات دولية وإقليمية، على الضغط على الدولة التركية، وخاصةً عقب سقوط النظام البعثي البائد ودخول سوريا مرحلة جديدة، من أجل سحب تركيا من الأراضي السورية، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام السوريين للبحث وإيجاد حلول مناسبة لوضع المهجرين والمناطق المحتلة.