قامشلو/ دعاء يوسف ـ انطلقت مع بداية شهر رمضان العديد من المبادرات الخيرية من أطباء قامشلو، فمنهم من قدم معاينات مجانية، ومنهم من اكتفى بنصف قيمة المعاينة طوال الشهر الفضيل، وقد حظيت هذه المبادرات الخيرية باستحسان الأهالي عمومًا والمرضى منهم خصوصًا.
مبادرات طبيّة مجانيّة وأخرى شبه مجانية، كانت العنوان الأبرز للمشهد الإنساني في قامشلو مع قدوم شهر رمضان المبارك، فقد خففت هذه المبادرات أعباء أبناء قامشلو وضواحيها، خاصةً، وأنها تزامنت مع الظروف الاقتصادية الصعبة، وشملت تقديم الخدمات الصحية والطبيّة.
ولم تكن باختصاص واحد، حيث شملت المبادرات العديد من الاختصاصات كـ “الداخلية، والسنية، والعصبية، والهضمية، والنسائية، والقلبية، وحتى العمليات الجراحية”.
مبادرات إنسانية
وفي السياق، التقت صحيفتنا “روناهي”، عدداً من الأشخاص، ممن استفادوا من هذه المبادرات، وكان منهم المواطن “علي أحمد فندي“، والذي عبر عن امتنانه من المبادرات التي قدمها بعض الأطباء بقوله: “العديد من المرضى غير قادرين على تلقي العلاج وزيارة الطبيب بسبب ارتفاع المعاينات، وجاءت هذه المبادرة مساعدة جيدة لهم”.
وبين: “تعد هذه المبادرات عملاً إنسانياً عظيماً، ونتمنى أن تزداد المبادرات التي تخدم المرضى، وخاصةً، لمن لا يستطيعون زيارة الأطباء دورياً بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة”.
مبيناً، بأنه قام بزيارة طبيب أسنان خلال هذا الشهر الفضيل، وقد قدم له الطبيب تخفيضات على علاج أسنانه، مؤكداً بأن الطبيب قد قام بعمله دون أي تقصير.
ولفت المواطن “علي أحمد فندي” في ختام حديثه: “يوجد العديد من الاختصاصات، التي لم تقم بتخفيضات على معايناتها، فإذ يقوم كل طبيب من تخصص مختلف بتخفيض معايناته لمدة 15 يوماً في السنة سيساعد الكثيرين من المرضى المحتاجين”.
الأطباء عون للمرضى
ومن جانبه أكد الطبيب المختص في طب الأسنان وجراحتها “محمد عبد الله“، أن الواجب الإنساني وظروف المواطن الصعبة، تفرض عليه كطبيب، أن يكون عوناً للناس وأهل مدينته.
وأشار، إلى أنه سيستمر بمبادرة تخفيض علاج الأسنان للمرضى لنصف القيمة بعد شهر رمضان.
وحسب الدكتور عبد الله، فإنه قام بالعديد من المبادرات السابقة من أجل مساعدة المرضى: “إنني أسعى لأن تكون هذه الخدمات الطبية متاحة على مدار السنة وليس في شهر رمضان فقط، فالعمل الإنساني غير مرهون ومقيّد بأيام وشهور”.
كما نوه بدوره، الطبيب المختص بأمراض القلب والأوعية الدموية “إبراهيم مخصوصي“، عن سبب قيامه بمعاينة المرضى بشكل مجانٍ: “لقد رأيت أن الأهالي والمرضى يتجنبون الطبيب بسبب المعاينات وحاجز المادة، ولكن الأطباء في خدمة المريض، وأي شخص غير قادر على دفع معاينته؛ فإننا موجودون لمساعدته، وليس لتثقيل كاهله، فالطب مهنة إنسانية وليست تجارة مادية”.
كما يعدُّ الطبيب الإخصائي بالتوليد والجراحة النسائية “جورج إلياس“، أن الواجب الإنساني يفرض على الطبيب تقديم يد المساعدة للتخفيف من الأعباء المالية على المرضى، وهي رسالة لابدّ من اعتمادها بشكل دائم.
وقد قام الطبيب “جورج إلياس” بمبادرة تخفيض معايناته، وإجراء العمليات بنصف القيمة للفقراء والمرضى، إذ أصبحت المعاينات 25 ألف ليرة سورية، والعمليات القيصرية بمليون ونصف ليرة سورية كاملة مع تكاليف المشفى والدواء، واشترك في هذه المبادرة مشفى الأمل، حيث قال الطبيب المختص بالتوليد والجراحة النسائية “جورج إلياس” في ختام حديثه: “لقد رأيت معاناة المرضى بسبب التكاليف الباهظة للعمليات والعلاج، لذلك أفكر بتمديد مدة المبادرة إلى نهاية شهر نيسان، فأغلب المرضى يأتون من القرى ويعانون من الحالة المادية السيئة، ومن واجبنا التخفيف عنهم”.