عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ أكد مواطنو مدينة عين عيسى، على أن دعوى السلام التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في رسالته الأخيرة، هي مد اليد لمساعي تحقيق الحرية والديمقراطية في ظل التحولات الديمقراطية والمبادرات العالمية لتحقيق السلام على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
ولاقت الرسالة التي دعا فيها القائد “عبد الله أوجلان” من خلال الرسالة التاريخية التي قُرِئت بمؤتمر صحفي لوفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في الـ 27 من شهر شباط المنصرم عقب لقاء جمعهم مع ” القائد” إلى السلام واتخاذ خطوات من شانها التأسيس وتعزيز الثقة مع السلطات التركية من ضمنها إيقاف إطلاق النار في مناطق الدفاع المشروع، والدعوى الى حل هيكلية حزب العمال الكردستاني.
خيار السلام.. خيارُ الشعوب!
وتعليقاً على مضمون الرسالة قال المواطن مالك الحميري: “إن رسالة القائد عبد الله أوجلان هي رسالة السلام منذ تأسيس الفكر الديمقراطي، وانطلاق الكفاح السياسي بدعوى وجود حقوق مشروعة للشعب الكردي والشعوب المضطهدة في المنطقة، واستمرار سياسة التهميش، والصهر الثقافي المتبعة من الأنظمة الفاشية وعلى رأسها تركيا، لذلك تحول الصراع فترة الثمانينات إلى صراع مسلح، لم يكن خياراً طوعياً لدى الكتائب الثورية التي قادها القائد بل كان قبلها نضال سياسي سلمي، ومطالبة بالحقوق”.
وأضاف: “أعتقد أن القائد عبد الله أوجلان من خلال رسالته الأخيرة يعمل على مد يد السلام مرة أخرى للطرف الآخر الذي أدرك بأنه لا يمكن تجاهل حقوق الشعوب والتغاضي عن مطالبه المشروعة في أرضه، وممارسة ثقافته ولغته على أرضه بحرية”.
واختتم المواطن “مالك حميري” حديثه، بالتأكيد على وجوب اغتنام مبادرة السلام للقائد عبد الله أوجلان، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الكردي، لأنه الحل لصراعات شعوب الشرق الأوسط، وفرصة لتطبيق مبادئ الديمقراطية والتعايش السلمي.
دعوى السلام.. احترام للشعوب
ومن جهتها رأت المواطنة “مدينة مسلم“، بأن دعوى السلام التي كانت عنوان لرسالة القائد عبد الله أوجلان، حملت في طياتها احترام لإرادة الشعوب وتحقيق أسس الديمقراطية وتحولاً في الرؤى السياسية تجاه مفهوم الصراع المسلح، والذي كان ضرورياً في مرحلة معينة لانتزاع الحقوق بعد فشل مساعي التفاهم والنهج السياسي والفكري، الذي انتهجه القائد عبد الله أوجلان كأرضية أساسية لتحرير الشعب الكردي.
وحول المرحلة الحالية بينت “مدينة”، بأن المواجهة المسلحة لم تعد تخدم أي طرف من الأطراف، ولذلك كانت دعوى القائد في توقيتها السليم لكف الطرف الآخر من الاستمرار باتباع نهجه الدموي بحق الشعوب، وسفك المزيد من الدماء، وفي ظل التغيرات التي شهدتها مناطقنا، من حروب وصراعات أودت ببعض الأنظمة المتسلطة، وكشف النوايا الحقيقية والاستعمارية لبعضها.
وأكدت، على أنه بالرغم من دعوات السلام واليد الممدودة من شعوب المنطقة لتطبيق جوهرها، إلا أن الهجمات لازالت مستمرة وخاصةً في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، مطالبةً تركيا بمد يدها أيضاً لتطبيق الدعوى التاريخية للقائد عبد الله أوجلان لإحلال السلام عبر إيقاف العمليات العدوانية كبادرة حسن نية، وإلا فإن خيار الدفاع المشروع عن النفس مطروح، والخاسر الأكبر سيكون الطرف المعتدي.
واختتمت المواطنة “مدينة مسلم”، بالتأكيد على أن شعوب المنطقة تتوق لتحقيق السلام العادل، ولكن في حال شعورها بالخطر لن تتوانى عن الدفاع عن أرضها بكل ما تملك من قوة، ولذلك على السلطات التركية أن تستفيد من دعوى السلام وتعميم الديمقراطية والتعايش السلمي، وإيقاف هجماتها المتكررة على الشعوب السورية.
يشار، إلى أنه يرى المراقبون والشعب الكردي عامّة، والذين التقوا القائد عبد الله أوجلان خاصّةً، بأنّ الأمر الذي يخشاه حزب أردوغان الحاكم في تركيا هو فكر وفلسفة القائد، لأنّ هذه الفلسفة قائمة على الديمقراطية والعيش المشترك لتحقيق أخوة الشعوب، وتُعدّ سبيل إحلال الأمان والاستقرار في دول الشرق الأوسط.
وبالتزامن مع حدوث تطورات كبيرة على خلفية الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط زادت من حدة النضال والمقاومة من الشعوب الحرة، وفي مقدمتها الشعوب السورية بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تبنت فكر وفلسفة القائد “عبد الله أوجلان” كمنهج لتحقيق السلام والديمقراطية بعد عدة هجمات وحشية تعرضت لها على يد المرتزقة والتنظيمات الإرهابية المدعومة من دولة الاحتلال التركي لتتم بعد ذلك تحرير المنطقة من براثنها، وتأسيس نظام ديمقراطي يتمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية ومنظومة دفاعية وسياسية.
كما أن شعوب المنطقة باتت تدرك تماماً بأن أيديولوجية القائد “عبد الله أوجلان”، هي الأساس المتين للنضال والمقاومة بوجه الصراعات المصطنعة التي أججتها النظم الرأسمالية المتسلطة، وتفاعل شعوب المنطقة مع القضية الكردية وما يمثله شخص القائد من رمزية فضح خيوط التآمر الدولي مما يفسر التفاعل الكبير لرسائل القائد “عبد الله أوجلان” والعمل على تحريره جسدياً من سجون السلطات الفاشية التركية، ونشر الفكر الديمقراطي كحل طبيعي لصراعات المنطقة.