قامشلو/ ملاك علي – في قلب التوترات السياسية والاجتماعية الراهنة، تبرز إيران نموذجاً لدولة تتبنى سياسة قوموية استبدادية، حيث تُستهدف الأصوات المعارضة وتتخذ النساء رمزاً للتحدي، إن النظام الإيراني، بأساليبه الأمنية القمعية، يسعى لإخضاع الأصوات التي تنتقد سياساته؛ ما يجعل نضال المرأة في مواجهة هذا القمع محوراً أساسياً للمقاومة.
تظهر الانتهاكات الموجهة للمرأة الإيرانية بأشكال متعددة، بدءاً من القيود القانونية والاجتماعية وصولاً إلى العقوبات القمعية الشديدة، مثل إصدار أحكام الإعدام بحق الناشطات، تهدف هذه الإجراءات الوحشية إلى ترهيب المجتمع وكبح أي محاولة للتغيير والإصلاح، ومع ذلك، فإن ردود الفعل المحلية والدولية تكشف تصاعداً في روح المقاومة والإصرار على المطالبة بحقوق الإنسان؛ ما يؤكد ضرورة تضامن عالمي وجهود موحدة لإنهاء هذه الانتهاكات وترسيخ قيم الحرية والكرامة.
استهداف ممنهج للمرأة
وبهذا الصدد، أشارت لصحيفتنا “روناهي” عضوة منسقية مؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا، “شيراز حمو”، حول سياسة النظام الإيراني القوموي والاستبدادي وأسباب استهداف النساء بشكل خاص: “تعتبر إيران واحدة من الدول القوموية التي تعتمد على تغذية سياسات الهيمنة الرأسمالية في المنطقة، وبطبيعة الحال، فإن الدولة القوموية تفرض قوميتها على القوميات الأخرى؛ ما يؤدي إلى ردود فعل قوية من هذه القوميات التي تتعرض للإقصاء، والتهميش إلى جانب ذلك تتبنى إيران سياسات ذات طابع أمني متشدد، حيث تستخدم أساليب القمع والاستبداد ضد الشعب عند أي محاولة للتمرد أو الاحتجاج على سياستها”.
وأضافت: “تُعد النساء من أكثر الفئات المستهدفة بالقمع في إيران، حيث تتعامل السلطات الإيرانية بتشدد بالغ مع كل أشكال المقاومة والانتفاضات التي تقودها النساء، ومن بين هذه الأساليب القمعية، تأتي قرارات الإعدام التي تُصدر بحق الناشطات بهدف ترهيبهن والحد من إرادتهن، إلا أن الواقع يظهر عكس ذلك، إذ تواصل النساء مقاومتهن وتحدي النظام الإيراني رغم التهديدات والممارسات الوحشية”.
قرار الإعدام محاولة لإخماد الانتفاضة
شهدت إيران انتفاضة “المرأة.. الحياة.. الحرية”، التي لاقت دعماً واسعاً على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وأصبحت رمزاً لنضال المرأة من أجل حقوقها وحريتها، هذه الانتفاضة لم تقتصر على الحركة النسائية فحسب، بل تحولت إلى حركة اجتماعية قوية شملت مختلف شرائح المجتمع، ما أدى إلى تصاعد المخاوف لدى النظام الإيراني من قوة المرأة ودورها المحوري في المقاومة ضد الأنظمة الاستبدادية والذكورية السلطوية.
في مواجهة هذه الانتفاضة، لجأ النظام الإيراني إلى اتباع أساليب قمعية أشد، منها إصدار قرارات الإعدام بحق الناشطات الثلاث “بخشان عزيزي، شريفة محمدي، ووريشة مراد”، حول ذلك قالت شيراز: “هذه القرارات لمحاولة ترهيب النساء والمجتمع بأسره، إلا أن هذا القرار لم يؤدِ إلى النتيجة التي كان يتمناها النظام، بل على العكس، عزز الإصرار على مواصلة المقاومة، وأظهر مدى خوف السلطات الإيرانية من قوة المرأة وإرادتها وتصميمها على تحقيق أهدافها في نيل الحرية والحقوق”.
أكدت شيراز، أن كل ما حدث يوضح بشكل جلي سبب إصدار قرارات الإعدام بحق الناشطات الثلاث، وهو محاولة النظام الإيراني لإخماد الانتفاضة ومنع النساء من تحقيق أهدافه.
ضرورة توحيد النضال النسوي
وأردفت: “إن السبيل الوحيد لمواصلة النضال وتحقيق المطالب هو ترسيخ تنظيم النساء بشكل أعمق وأوسع، والسير على نهج فلسفة “المرأة، الحياة، الحرية”، التي أثبتت أنها الطريق نحو تحقيق الحقوق والحريات المنشودة”.
وشددت عضوة منسقية مؤتمر ستار لإقليم شمال وشرق سوريا “شيراز حمو”، في ختام حديثها، إلى أهمية الاستفادة من الدعم الذي حظيت به هذه الانتفاضة على المستويين الإقليمي والعالمي، وضرورة توحيد الجهود والتضامن بين التنظيمات النسائية والحركات النسوية: “لتشكيل جبهة نسوية قوية ضد النظام الإيراني وسياساته الاستبدادية، من الضرورة توحيد الجهود والنضال النسوي، كما أن المقاومة والإصرار على النضال هما السبيل الوحيد لتحقيق النجاح وضمان استمرارية هذه الانتفاضة، التي باتت تمثل الأمل للنساء والمجتمع في إيران والمنطقة بأكملها”.