فاتن أزدحمد
يحتفل العالم في الثامن من آذار من كل عام بـ “يوم المرأة العالمي”، وهو اليوم الذي يعكس النضال المستمر للنساء في كل مكان من أجل حقوقهن ومساواتهن بالرجال في شتى مجالات الحياة. ويمثل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها النساء في مختلف المجالات، فضلاً عن التحديات التي يواجهنها، سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي.
دور المرأة الفلسطينية
المرأة الفلسطينية تعد من أبرز النماذج التي تعكس القوة والصمود في مواجهة التحديات، فقد لعبت المرأة الفلسطينية دوراً محورياً في المقاومة الفلسطينية، سواء من خلال دعم الأسرى أو التواجد في ميادين النضال ضد الإسرائيل، كما تميزت أيضاً في قطاع التعليم، والصحة، والزراعة، والإعلام.
ومع استمرار الاحتلال وتحدياته، فإن المرأة الفلسطينية تواصل التصدي للظروف الصعبة التي تعيش فيها، متجاوزة الصعوبات التي تتعلق بفقدان الأرواح والهدم المستمر للمنازل والتهجير القسري.
من خلال منظمات نسوية ومبادرات محلية، تواصل المرأة الفلسطينية العمل من أجل تحقيق المساواة في الحقوق، على الرغم من الواقع الصعب الذي تعيش فيه، وتستمر في الدفاع عن حقها في المشاركة في الحياة العامة وصنع القرار.
دور المرأة الكردية
أما المرأة الكردية تشترك مع المرأة الفلسطينية في العديد من التحديات، حيث تعيش في مناطق نزاع مستمر، ما يجعلها عرضة للاضطهاد والتمييز. ومع ذلك، لعبت المرأة الكردية دوراً ريادياً في مقاومة الأنظمة الظالمة والعسكرية. في مناطق مثل باشور كردستان “جنوب كردستان”، باكور كردستان “شمال كردستان”، وروج آفا، والحركات التحررية، وخاصة في مواجهة مرتزقة “داعش” في سوريا.
المرأة الكردية تسعى نحو تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والسياسية في المناطق التي تعيش فيها، حيث تساهم بشكل فعّال في عمليات بناء المجتمع وتعزيز ثقافة السلام.
التشابه بين المرأة الفلسطينية والمرأة الكردية
تواجه النساء الفلسطينيات والكرديات تحديات مشتركة عديدة، في ظل الوضع الجغرافي والسياسي المعقد. كلا الشعبين يعانيان من النزاع المستمر مع القوى الاحتلالية أو الأنظمة القمعية، والنساء هن الأكثر تأثراً بتبعات هذا النزاع، سواء فيما يتعلق بفقدان أفراد الأسرة أو تشردهم أو الاضطهاد العرقي والجنسي.
كلتا المرأتين، الفلسطينية والكردية، تظهران قدرة كبيرة على المقاومة والنضال، ويحرصن على الحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية لأجيالهم القادمة. كذلك، تواجه النساء في كلا الشعبين تحديات كبيرة من حيث الحقوق الأساسية مثل التعليم، والعمل والمشاركة في الحياة السياسية، ويعملن بجد لضمان تحقيق المساواة.
التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية والكردية
التمييز والعنف: يشتركان في معاناتهما من التمييز الجندري المستمر، سواء كان في المجالات التعليمية، أو المهنية أو في السياسة. كما أن العنف ضد النساء، سواء كان جسدياً أو نفسياً، يعتبر من أبرز التحديات.
الاحتلال والنزاعات المسلحة: النساء في كلا البلدين يعانين من الأوضاع القاسية الناجمة عن الاحتلال العسكري والنزاعات المسلحة. هذا يشمل فقدان الأراضي والمنازل، وكذلك ارتفاع مستويات العنف الجنسي والانتهاكات ضد النساء.
الفقر والبطالة: في ظل الوضع السياسي والاجتماعي المتأزم، تعاني النساء في كلا المجتمعين من نقص الفرص الاقتصادية، وصعوبة تأمين احتياجاتهن الأساسية، مما يزيد من التحديات في المجالات كافة، إلا أن هناك ثقافة تقليدية قد تحد من تحررهن، خاصة فيما يتعلق بالزواج المبكر، وتوزيع الأدوار بين الجنسين في المجتمع.
الفرص المتاحة للنساء
على الرغم من التحديات، هناك العديد من الفرص التي يمكن للمرأة الفلسطينية والكردية الاستفادة منها لتحسين أوضاعهن:
التعليم: يعتبر التعليم من أهم الأدوات التي يمكن أن تمنح النساء الفرصة لتطوير أنفسهن ومجتمعاتهن. ويزداد الوعي بأهمية التعليم في كلا الشعبين، حيث يساهم في تأهيل المرأة للمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية.
التمكين الاقتصادي: رغم التحديات الاقتصادية، هناك العديد من المبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة اقتصادياً، سواء من خلال دعم المشاريع الصغيرة أو تعزيز دورها في القوى العاملة.
الحقوق السياسية: تعمل العديد من المنظمات النسائية على تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية وصنع القرار، مما يمنحها فرصة أكبر لتحقيق المساواة.
التواصل والتضامن الدولي: تمتلك المرأة الفلسطينية والكردية فرصاً للتواصل مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني، مما يسهم في دعم قضاياهن وزيادة الوعي العالمي حول التحديات التي يواجهنها.