روناهي/ الطبقة ـ في مقاطعة الطبقة، تواصل النساء الحفاظ على التراث العربي من خلال مهنة الخياطة التقليدية، من بين هؤلاء النساء تبرز “فريدة الجمعة” التي كرّست حياتها لمهنة الخياطة.
يعدُّ اللباس التراثي جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية للمجتمعات، فهو يعكس تاريخ الأجداد ويجسد القيم والعادات التي تناقلتها الأجيال، وتحافظ عليه النساء إما عن طريق التحلي بالزي التراثي القديم واعتماده في اللبس، أو عن طريق خياطته وسيلة للحفاظ عليه، ومن بينهن “فريدة الجمعة”، التي تمتهن خياطة اللباس التراثي.
تبلغ فريدة من العمر 50 عاماً، وتعيش في مدينة المنصورة في الريف الشرقي لمقاطعة الطبقة، بدأت تعلم الخياطة منذ أن كانت في العاشرة من عمرها، حيث استلهمت هذه المهنة من والدتها، على مدار 30 عاماً، عملت فريدة في هذا المجال ولا تزال تتمتع بشغف كبير لهذه المهنة.
دور الخياطة في الحفاظ على التراث
وفي لقاء مع “فريدة الجمعة” تحدثت لنا كيف بدأت رحلتها في مجال الخياطة: “بدأتُ تعلم الخياطة في سن مبكرة، عندما كانت والدتي تُعلمني كل شيء عن الخياطة التقليدية، أحببتُ هذه الحرفة من البداية، وكانت تعبيراً عن ثقافتنا وهويتنا”.
وعن أهمية المحافظة على التراث نوّهت: “الحفاظ على التراث هو جزء من هويتي. كل قطعة أخيطها تعكس تاريخنا وثقافتنا. أشعر بالفخر عندما أرى النساء يرتدين الملابس التي أعدتها، فهي تمثل تاريخ أجدادنا”.
تحديات وصعوبات
فيما أشارت “فريدة” عن التحديات التي تواجهها في العمل: “هناك تحديات عديدة، مثل كبر سني وضعف نظري؛ ما يجعل الأمر صعباً أحياناً، بالإضافة إلى ذلك تأثرت أسعار المواد الخام بالظروف الاقتصادية، لكنني لن أتخلى عن هذه المهنة، فهي جزء مني”.
وأضافت: “مع انتشار الأزياء العصرية، وسرعة تغيير الموضة، أصبح الطلب على الأزياء التراثية محدوداً؛ ما يؤثر على استمرارية الحرفة، وقد تسببت الأسواق المليئة بالملابس الجاهزة والمستوردة في تراجع الطلب على الملابس التقليدية، ما يجعل المهنة أقل استدامة”.
جسر يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل
واختتمت “فريدة الجمعة” حديثها موجهة رسالة للنساء: “أنصح النساء بالاستمرار في تعلم الحرف التقليدية وعدم الاستسلام للتحديات فالحفاظ على التراث هو واجبنا، ويجب علينا أن ننقله للأجيال القادمة، أدعو الجميع إلى دعم الحرف التقليدية، وارتداء اللباس التراثي بفخر، فهو ليس مجرد زي، بل جسر يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل”.