قامشلو/ دعاء يوسف – أكدت مراسلة وكالة أنباء المرأة “روبارين بكر” أن استهداف الصحفيين يعد دليلاً واضحاً على تأثيرهم على الرأي العام، ومحاولة واضحة لطمس حقيقة الانتهاكات في المنطقة، وشددت، على أن هذه الأعمال لن تثنيهم عن النضال مع شعبهم، بل سيستمرون بنقل الوقائع لكشف الحقيقة للعالم.
إن الإعلام الحر هو الضمان الأساسي لوصول الرأي العام إلى المعلومات الدقيقة، ومع ذلك، فإن العاملين في هذا المجال يتم استهدافهم دائماً من الأنظمة السلطوية بسبب مواقفهم التي تظهر الحقيقة، وقد ازدادت الانتهاكات بحق الإعلاميين من الدول السلطوية لإخفاء الحقائق، من انتهاكات ممنهجة بحق شعوب المنطقة عموماً، والشعب الكردي على وجه الخصوص.
هذا وقد نشرت وكالة أنباء المرأة (NUJINHA)، في 20 شباط الجاري على موقعها الرسمي، إن مراسلتها في حلب تعرضت للتهديد، فضلاً عن تعرض النساء، اللواتي تحدثن للوكالة في لقاءات صحفية للاعتداء والضرب والتهديد بالقتل من أشخاص مجهولين.
محاولات قمع صوت الإعلام
وحول ذلك، بينت مراسلة وكالة أنباء المرأة “روبارين بكر” أن استهداف الصحفيين وتخويفهم من خلال التهديدات في العالم، وخاصة في سوريا، يعد محاولة لإسكات صوت الحقيقة في ظل الأوضاع الراهنة، التي تشهدها الساحة السورية، حيث يواجه الصحفيون مخاطر عديدة لما يقومون بنقله من معلومات وأحداث، وكشفهم سياسات الدول وواقع الاحتلال والقمع، الذي يتعرض له الشعب.
وتابعت: “إن استهدافهم يعد دليلاً واضحاً على تأثيرهم على الرأي العام، حيث يسعون لنقل واقع الحياة والأوضاع في سوريا وغيرها من دول العالم، كما يقومون بتوثيق الحقائق ونقلها بدقة من خلال تقاريرهم؛ ما يسهم في فضح الجرائم والانتهاكات، التي تُمارس بحق الشعب المظلوم”.
وترى روبارين، أن الإعلام في إقليم شمال وشرق سوريا لم تثنه الاستهدافات ورسائل التهديد، التي يتلقاها، بل كانت دليلاً على قوة الوسيلة الإعلامية وتأثيرها الواضح في المجتمع: “إن استهدافهم أو ترهيبهم أثناء تغطيتهم الأحداث يعدان محاولة لوقف تدفق المعلومات الدقيقة، التي تكشف الحقائق، وبالرغم من المخاطر الكبيرة، إلا أنهم دائماً ما يسعون للوصول إلى مناطق النزاع لجمع المعلومات ونقلها إلى العالم، وهم يدركون تماماً حجم المخاطر، التي قد تودي بفقدان حياتهم”.
سياسة التهديد لم ترهب الإعلاميين
وقد أشادت بالدور الذي تلعبه الصحافة في النزاعات والحروب التي تعصف بالعالم، ومحاولة قمع الإعلام من خلال التهديد: “يكشفون الواقع المظلم، فبالرغم من المخاطر التي تحيط بعملهم، يظل الصحفيون والصحفيات مخلصين لمهامهم ورسالتهم في نقل الواقع بصدق وشجاعة. ومع ذلك، فإن القوى الظلامية تسعى لتحويل هذه الرسائل إلى أدوات للقمع والاستهداف، وإن هذه التهديدات لا تستهدف الصحفيين وفرقهم الإعلامية فحسب، بل تمثل تهديداً لحقوق الشعوب في معرفة الحقيقة”.
وأردفت روبارين: “إن الأعوام الماضية شهدت تصاعداً خطيراً في استهداف الطواقم الإعلامية، والصحفيين في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وغيرها من الدول التي كانت تعاني من الحروب مثل غزة، والسودان، واليمن، ولبنان، وفي شمال كردستان يتعرضون للاعتقالات والضرب، هذه الانتهاكات كلها لم تكن عشوائية بل هي سياسات مدروسة وجزءاً من استراتيجيتهم الممنهجة لترهيب الإعلاميين”.
وفي إقليم شمال وشرق سوريا لم تقتصر الانتهاكات على الهجمات العسكرية، التي تستهدف الصحفيين بشكل مباشر، بل امتدت إلى التهديدات عبر وسائل التواصل الافتراضي، وقالت عن تعرض مراسلتهم للمضايقات والتهديد: “يتعرض الصحفيون للتهديد بالقتل بسبب نقلهم وتوثيقهم الانتهاكات، وآخرها كانت تهديد مراسلتنا في وكالة أبناء المرأة NUJINHA في مدينة حلب السورية، بعد أن أجرت لقاءات مع نساء حلب حول الوضع المعيشي، والتغييرات التي جرت بعد سقوط النظام البعثي، وقد هددت عوائل النساء اللواتي تحدثن مع الوكالة، الصحفيات بأفعال انتقام مباشرة”.
الصحفيات سيبقين صوتاً للمرأة
كما أشادت بالدور الكبير الذي لعبته المرأة في وسائل الأعلام بفضح جرائم الدول الرأسمالية، والعمل على حماية حقوق النساء ونشر معاناتهن للعالم، الذي همش دور المرأة وأنكر وجودها، لذا استطعن بأقلامهن وكاميراتهن رصد ما تعانيه المرأة أثناء الحروب والأزمات: “ناضلت النساء الصحفيات ضد الظلم، وقد قدمن أرواحهنّ في سبيل حرية المجتمع ومنهنّ غربتلي أرسوز، هيرو بهاء الدين، وكلستان تارا، والصحفية جيهان بلكين، التي تعرضت لاستهداف بطائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي أثناء تغطيتها الأحداث في سد تشرين”. وتتخذ وكالة أنباء المرأة حرية المرأة ونضالها وكفاحها أساساً في العمل، وتسلط الضوء بشكل مباشر على الضغوطات والإملاءات، التي تفرض على المرأة في سوريا والشرق الأوسط عموماً.
ونوهت روبارين، أن المراسلين والصحفيات في إقليم شمال وشرق سوريا يناضلون إلى جانب شعبهم في مكان تواجده: “خلال ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، تركت الصحفيات بصمات تاريخية من خلال تسليط الضوء على حقيقة الاحتلال التركي وممارساته ضد شعوب المنطقة، ورغم استمرار الهجمات على الإقليم، يواصل الصحفيون مقاومتهم في الميدان لنقل هذه الحقائق للعالم”.
السير على طريق شهداء الإعلام
فيما استذكرت روبارين مقاومة الصحفيين واستشهادهم على سد الشهداء “تشرين”، ومن بينهم، الصحفي المناضل عكيد روج: “أصبح عكيد روج ورفاقه من الشهداء رمزاً يُضيء طريق الحقيقة أمام الصحفيين، وعاهد الآلاف على متابعة مسيرته الإعلامية”.