قامشلو/ فريدة عمر – أطلقت الفنانة الشابة “يارا أحمد”، مؤخراً كليباً جديداً بعنوان “GULI ZERE” دعماً للمقاومة التاريخية التي تبديها قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية المرأة في سد الشهداء “تشرين”، وأكدت يارا أهمية أن يكون الفن ذخيرة لدعم وإيصال المقاومة للعالم، وحافظاً الإرث الثقافي في وجه السياسات القمعية.
يعدّ الفن من أهم الوسائل لإيصال رسالة الشعوب، حيث إن الفنان يستطيع من خلال فنه، أن يلعب دوراً فعالاً في ثورات الشعوب، ومع انطلاق ثورة روج آفا، لعبت الأغاني الثورية دوراً فعالاً في تعريف الشعب الكردي والعالم بماهية هذه الثورة، ولم تأتِ هذه الأغاني بشكل عشوائي، بل إنها كانت أغاني منسقة، ذات رسالة ثورية، تحمل في طياتها أهداف هذه الثورة.
وهذا ما يثبته الدور الريادي، الذي أتاحته هذه الثورة لفئات المجتمع وللمرأة على وجه الخصوص، فقد استطاعت المرأة أن تثبت نفسها في مجالات عديدة، واقتحمت ميادين هامة كان محرماً على المرأة الاقتراب منها في السابق. ومن أهم هذه المجالات مجال الفن، حيث إن المرأة، ولا سيما الكردية، أظهرت خامات فنية عالية، كانت مدفونة سابقاً بفعل السياسات والعادات المفروضة عليها. لذلك، فإن واقع المرأة، سواء في الفن أو في غيره من المجالات، قد شهد تحولات إيجابية بات من الصعب نكرانها، أو القفز فوقها.
وعلى مدار سنوات من ثورة روج آفا، التي عملت على صقل المواهب الشابة وتنمية مواهبها التي كانت مدفونة طيلة الفترات التي سبقت الثورة، لمعت العديد من الشخصيات والمواهب الفنية المتعددة سواء بالغناء أو العزف أو الرسم، ومن بينهم الفنانة الشابة “يارا أحمد“، التي جعلت من عشقها للغناء وسيلة لحماية الإرث الثقافي ودعم مكتسبات ثورة التاسع عشر من تموز.
عشق للغناء
تنحدر الفنانة الشابة “يارا أحمد”، من قرية “زيدية”، التابعة لمدينة الحسكة، من مواليد ٢٤ /١/ ٢٠٠٣، وفي لقاء خاص لصحيفتنا “روناهي”، أشارت يارا: “نشأت في بيئة غنية بالثقافة والتقاليد، أعشق الفن والموسيقا والأغاني التراثية بالتحديد، وكان الفن دوماً شغفي الأكبر، بدأت مسيرتي الفنية منذ ١٣ سنة أي مع انطلاق ثورة روج آفا، في مجال الغناء والعزف على الآلات الموسيقية كالبزق، وفي هذه السنوات الأخيرة بدأت العزف على العود والكمان”.
تعدُّ يارا الفن وسيلة الفنان للتعبير عن مشاعره وإيصال رسالته: “الفن وسيلة للتعبير عن مشاعرنا وأفكارنا، وأعمل دائماً على تقديم أعمال تلامس القلوب وتعكس قضايا مجتمعية هامة”.
إصدار كليب جديد دعماً للمقاومة التاريخية في سد تشرين
وتشهد عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وسد الشهداء “تشرين” على وجه الخصوص، مقاومة تاريخية سواءً من قبل شعوب المنطقة أو من قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، في وجه هجمات الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال التركي، يسعى الجميع لأن يكون جزءاً من دعم هذه المقاومة وإيصال صوتها للعالم أجمع.
ولن تتوانى يارا، لأن يكون لها أيضاً دوراً في ذلك، حيث أصدرت كليباً جديداً مع بدايات شهر شباط الجاري، بعنوان “GULI ZERE”، وحول ذلك قالت: “يتحدث الكليب، عن المقاومة العظيمة التي يبديها قواتنا في وجه أعتى قوى وفي وجه هجمات الاحتلال التركي العدائية، وأردت أن أنوه بشكل أكبر عن دور المقاتلات في وحدات حماية المرأة اللواتي يقدمن تضحيات عظيمة في سبيل الحرية والكرامة، كنت أرغب في تسليط الضوء على شجاعة هؤلاء النساء المقاتلات، ليكون نموذجاً يحتذى به لجميع الأجيال، في الكليب، حاولت أن أدمج بين الكلمات القوية والإيقاع الذي يعكس التحدي والإصرار على المضي قدماً، والأغنية من كلمات والدي “صلاح الدين أحمد”، ومن ألحاني وتم تسجيلها في مركز “سردم الثقافي” بمساندة ودعم الفنان جمال تيريج والشاعر فرهاد مردي”.
وأضافت: “يعدُّ الفن من أقوى أدوات المقاومة حيال الحروب، وفي روج آفا، النضال من أجل بناء الحرية هو أيضاً دعوة للسلام كما إن إعادة بناء القيم الإنسانية التي دمرتها الحرب وتخفيف المعاناة وتعزيز الآمال في السلام هي إحدى واجباتنا نحن الفنانين، والفن دعوة للسلام والحرية ضد الحرب والعبودية لذلك، كفنانين سنقوم بهذه الدعوة لنقل رسالة السلام والحرية لروج آفا في كل مجال من مجالات الحياة”.
ثورة روج آفا أخرجت مواهب المرأة المدفونة
تعدُّ يارا أن ثورة روج آفا مصدراً فنياً للفنانين وجمعت بين القوة التحويلية للفن والنضال من أجل حرية المرأة والشباب والشعب وولدت معها فهماً أخلاقياً وجمالياً جديداً، أضاءت نور السلام في ظلمات الحرب، ونوّهت بأن ثورة روج آفا استطاعت أن تخرج مواهب المرأة المدفونة عبر سنوات: “الثقافة والفن لعبا دوراً محورياً في تسليط الضوء على ثورة روج آفا، حيث أن الفن هو الوسيلة التي تتيح للعالم التعرف على معاناة الشعوب ورغبتهم في التحرر، بالنسبة للمرأة، أرى أن دورها في هذه الثورة كان حاسماً، فهي لم تكن فقط جزءاً من الحراك الاجتماعي والسياسي، بل أيضاً كانت في قلب المقاومة، المرأة في روج آفا أثبتت قوتها وصمودها، وهذا ما حاولت إبرازه في عملي الفني. أعتبر أن المرأة في هذه الثورة قد أظهرت قوة غير محدودة وأن الفن ساعد في نقل هذه الرسالة للعالم”.
سنرفع صوت هذا النضال بلغة الفن الحر
ونوّهت يارا، إلى أهمية أن يدخر الفنانون والفنانات فنهم كوسيلة لدعم ثورتهم ومجتمعهم: “الفنانون والفنانات لديهم القدرة على تغيير العالم من خلال كلماتهم وألحانهم، عبر الفن يمكننا نقل مشاعر وأفكار الشعوب المقاوِمة في مواجهة الحروب والإبادة، إن الفن ليس فقط وسيلة للتسلية، بل هو أداة قوية للرسالة والوعي، في هذه الأوقات الصعبة، من المهم أن يستخدم الفنانون فنهم ليس فقط كوسيلة تعبير، بل كأداة دعم للمقاومة وحافظة لذاكرة التاريخ، من خلال الألحان والكلمات، يمكن للفن أن يكون أداة مقاومة تعكس الصمود والتحدي والذي يريد أن يطلق عليه اسم فنان بمعناها الحرفي هو أن يكون لديه رابط بينه وبين مجتمعه وبماذا يمر هذا المجتمع ليتحدث عن تلك المشاعر للعالم من خلال كلماته وألحانه، إننا نناضل من أجل كرامة الإنسانية ومن خلال فننا سوف نناضل ونعمل من أجل السلام والحرية”.
واختتمت الفنانة الشابة “يارا أحمد”، حديثها: “إن الفن هو الأداة الأقوى التي يمتلكها الإنسان للتعبير عن حقيقته وألمه، لا يمكننا التغاضي عن تأثير الفن في تحريك العواطف وفتح أبواب الأمل. أعتقد أنه في مواجهة التحديات، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، يجب أن نظل متمسكين بالفن كوسيلة للنضال والتغيير، لنتحد جميعاً من خلال الفن، ونعبر عن قضيتنا بطريقة إنسانية وحضارية، وأخيراً أريد إيصال كامل الحب للمقاتلين الذين يقدمون أروع ملاحم البطولة في ساحات القتال وذلك في سبيل الحرية والكرامة”.