مركز الأخبار ـ لمناقشة النظام التعليمي وسبل تطويره، وتعزيز مشاركة المرأة فيه، ولوضع نظام تربوي وتعليمي متكامل ووضع منهاج دراسي يلبي طموحات الشعب السوري بكافة شعوبه وأطيافه، يتم انعقاد ملتقى حواري في مقاطعة الرقة.
تحت شعار “معاً لبناء نظام بيداغوجي مجتمعي تعليمي متكامل”، عقدت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا ومجلس تجمع نساء زنوبيا، ملتقى حواري، لمناقشة سبل تطوير النظام التعليمي وطرق التدريس، وتعزيز دور المعلمات، وذلك يوم الاثنين، العاشر من شباط، في صالة مشوار بمقاطعة الرقة.
وشارك بالملتقى وفد من منسقية المرأة في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا وممثلات عن هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية في مقاطعات الرقة والطبقة ودير الزور بإقليم شمال وشرق سوريا، واتحاد المرأة الشابة، وهيئة الشباب والرياضة، ومجلس تجمّع نساء زنوبيا، وتنظيمات المجتمع المدني، وعدد من المعلمات.
التركيز على تمكين المرأة
تناول الملتقى محاور عدة، فالمحور الأول “البيداغوجيا المجتمعية”، الذي قدّمته الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة الطبقة “ليلى محمد”، حيث أكدت أن التربية بدأت مع نشأة الإنسان كضرورة اجتماعية، وأنها كانت تتم في البداية عبر التقليد والمحاكاة قبل ظهور المؤسسات التعليمية.
وأوضحت أن تطور المجتمعات أدى إلى ظهور “البيداغوجيا” كعلم يهتم بأساليب التدريس وتطويرها، مشددةً على العلاقة الوثيقة بين علم الاجتماع والتربية.
بينما كان المحور الثاني: ” تاريخ المرأة عبر العصور ودورها الفعال في تنظيم المجتمع وتطويره”، قدمته الإدارية في تجمع نساء زنوبيا، “آسيا العلي”، وركزت على التحديات التي واجهتها المرأة من الأنظمة الاستبدادية والنهج الذكوري، ولفتت إلى واقع المرأة في شمال وشرق سوريا والتطورات التي حققتها بالأصعدة كافة، وخاصةً في الجانب التربوي والتعليمي.
واعتبر الملتقى الحواري أن تركة مرتزقة “داعش” لا تقل خطورة عن الإرث الذي خلفه النظام السابق، وذلك من خلال محاولة المرتزقة شحن الأطفال خلال فترة سيطرته على مساحات جغرافية سورية بالأفكار المتطرفة والمتشددة ومحاولته إنتاج جيل جديد يحمل أفكاره، إلى جانب حرمان الإناث بشكل قطعي من التعليم.
وتطرق الملتقى الحواري إلى الخطوات الأخيرة التي اتخذتها إدارة دمشق الجديدة في حذف بعض المواد التدريسية في عمل يشبه إلى حد كبير السياسات التي كان يتخذها النظام السوري السابق خلال فترة حكمه.
وأكد الملتقى الحواري، إلى ضرورة اتباع نظام تعليمي وتربوي يعتمد على الأسس الأخلاقية والإنسانية في طرح الأفكار والعلوم، والاستفادة من تجارب الشعوب الناجحة في المجال التعليمي، والتركيز على الجهد الذاتي المبذول في إقليم شمال وشرق سوريا.
وتخّلل الملتقى مداخلات من المشاركات أكّدت على ضرورة تمكين ودعم المرأة، وضمان دورها ومكانتها في سوريا المستقبلية وعملية السلام والبناء للوصول إلى مجتمع ديمقراطي حر.
المخرجات
وفي نهاية الملتقى الحواري اتفق المجتمعون على عدة مخرجات للعمل عليها لاحقاً في إقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص وسوريا بشكل عام، وركزت المخرجات على حق التعليم المجاني لكل أطفال سوريا ذكوراً وإناثاً وعلى أن يكون النظام التربوي والتعليمي في سوريا يتبنى القيم الديمقراطية والتعددية وحقوق المرأة ودورها الفعال في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأكدت المخرجات على حق كل فرد في سوريا التعلم بلغته الأم، وتشكيل لجان مختصة من شعوب المجتمع السوري لوضع نظام تربوي وتعليمي متكامل ووضع منهاج دراسي يلبي طموحات الشعب السوري بشعوبه وأطيافه ويتضمن التاريخ الحقيقي لسوريا والشرق الأوسط والاهتمام به كونه مفتاح المستقبل.