أطفال عين عيسى يرسمون لمستقبل واعد

للتغلب على مشاهد الحرب والدمار الذي عاشوه وإعادة بناء الأمل والمستقبل، تسعى لجنة الثقافة في مدينة عين عيسى بإقليم شمال وشرق سوريا، لاستخدام الفن والرسم لبث روح المستقبل لدى الأطفال.

عاش أطفال مدينة عين عيسى التابعة لمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، كغيرهم من أطفال سوريا في ظروف الحرب والعنف والدمار على مدار الأعوام السابقة، ما انعكس سلباً على حالتهم النفسية. أدت مشاهد العنف والدمار التي عاشها الأطفال طوال تلك الفترة إلى التأثير على رغبتهم وشغفهم في بناء مستقبل مفعم بالحياة والأمل والسلام.

ووجد أطفال عين عيسى في البرنامج الذي أطلق من لجنة الثقافة والفن بمجلس مدينة عين عيسى ملاذاً للتعلم ومساحة من الاهتمام من قبل كادر ومشرفي اللجنة.

ويخط الأطفال بأناملهم الصغيرة مستقبلاً زاهراً بعد أن تغيرت ذهنيتهم السلبية إزاء الواقع الذي عاشوه لسنوات ليتحول إلى بصيص أمل يدفعهم قدماً لتحقيق ما ينشدونه من حق العيش بأمان وسلام.

بهذا الصدد، قال الإداري في لجنة الثقافة إبراهيم العيسى لوكالة هاوار: “الهدف الأساسي من هذا البرنامج أو الدورة المقامة حاليا هو التأهيل النفسي لأطفالنا في منطقتنا التي شهدت أوضاعاً صعبة من الحرب والدمار ومشاهد تكاد لا تفارق مخيلة أطفالنا، لذلك آثرنا البدء ببرنامج لتنمية المواهب والمهارات لدى أطفالنا والتركيز فيه على رسم مشاهد الطبيعة والحياة بعيداً عن صور الدمار”.

وأردف العيسى: “لاحظنا خلال السنوات الماضية من خلال رسومات الأطفال سواءً في الفصول الصفية أو المعارض التي كانت تقام لرسومات الأطفال بأنها دائماً تعبّر عن الحرب، لذلك نحاول التغلب على مشاهد الحرب والدمار الذي عايشوه ببث روح الأمل من خلال رسومات الطبيعة والحياة”.

وبحسب مشاهدات العيسى، كان الأطفال يقومون برسم مشاهد مثل (طائرة تقصف – دبابة – مقاتل – أناس مقتولين نتيجة إصابات حرب، خيم – تهجير.. الخ) خلال الفصول الدراسية أو المعارض، وأنهم من خلال مثل هذه الدورات قاموا بتوجيه الأطفال نحو رسم مشاهد معبّرة مثل (الربيع – العصافير – الأشجار… وغيرها) من الرسومات التي تعبّر عن مستقبل واعد.

ولفت العيسى في ختام حديثه إلى أنهم يرغبون بتوسيع برنامجهم ليشمل كل المدن والبلدات التابعة لمدينة عين عيسى والاستفادة من العطلة الصيفية لاستهداف أكبر عدد ممكن من الأطفال، إلا أن ضعف إمكانيات اللجنة حد من برنامجهم واقتصر على عدد محدود داخل المدينة.

كما أطلقت لجنة الثقافة والفن بمجلس مدينة عين عيسى دورات تدريبية مع بداية شهر أيار من العام الجاري بهدف تنمية مواهب الأطفال المتنوعة، واكتشاف مهاراتهم وتقويتها، مثل “قراءة الكتب ودروس في مجال الغناء والعزف والرسم وغيرها”.

واستهدفت الدورات التدريبية التي من المقرر أن تستمر طيلة العطلة الصيفية الأطفال في مراحل عمرية متفاوتة تبدأ من سن ست سنوات حتى الـ 12 عاماً، بإشراف عدد من أعضائها المثقفين والمختصين.