الحسكة/ محمد حمود – نظّم تحالف منظمات المجتمع المدني الأحد التاسع من شباط الجاري، ندوة حوارية لمناقشة التطورات والأوضاع السياسية في سوريا، بعد سقوط النظام والمستجدات الأخيرة وذلك في قاعة سمرقند بمدينة الحسكة.
حضر الندوة وفوداً من قِبل المنظمات الإنسانية والخدمية، وممثلين عن الأحزاب السياسية، والإدارة الذاتية وشخصيات مستقلة.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلتها كلمة للرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية، في الإدارة الذاتية الديمقراطية، إلهام أحمد، قالت فيها: “ما حدث في سوريا كان حدثاً تاريخياً، هناك إدارة جديدة في دمشق والوضع الميداني لازال كما هو، لم يتغير شيء، والمجتمع الدولي مهتم بدرجة عالية بالملف السوري”.
وأشارت: “المجتمع الدولي يعمل على سوريا جديدة تعددية متنوعة بكل ثقافتها، يكون للمرأة دور كبير فيها، وهذا مطلبنا أيضاً، وهناك محاولات وزيارات بشكلٍ يومي إلى دمشق، من قبل دول إقليمية، ونحن نؤمن بأن هذه الزيارات بأكملها تسعى للمساهمة في تصحيح المسار، وبناء سوريا تمثل كل السوريين وتحقق آمالهم”. وتابعت: إن “الازمة الإنسانية لا تزال مستمرة في كافة المحافظات السوريّة، لأن الوضع الميداني لم يتغير كثيراً”.
ونوهت: “أما بخصوص العمل الإنساني الذي تقوم به بعض المنظمات، وتوقف عملها، سيؤثر على وضعِ المخيمات، لأن المخيمات في إقليم شمال وشرق سوريا، لا عددها ازداد، وهناك أهالي عفرين، الذين هُجِّروا مرةً أخرى، وحتى الآن لم نستطِع أن نؤمِّن لهم مخيماً أو أماكن سكن، ويحق لهم العودة إلى ديارهم، وليس بناء مخيمات جديدة لهم، لكن بسبب السياسات التركية والمجموعات المرتزقة الموالية لها، حتى الآن أهالي عفرين لم يستطيعوا العودة، وأيضاً هناك أهالي سري كانيه وكري سبي، لازالوا في المخيمات، ومن هنا على منظمات المجتمع المدني، العمل من أجل عودتهم جميعاً بشكلٍ آمن إلى بيوتهم”.
وبينت: “المخيمات التي تحوي عوائل داعش، ونتيجة قطع المساعدات عنها، ستخلق مشاكلاً كبيرةً، وقطع الدعم عنهم يعني سيؤدي إلى خلق ارتدادات عكسية، لذلك يجب التركيز على هذا الموضوع، والضغط على الدول في الاستمرار بتقديم الدعم لهذه المخيمات، وكذلك الضغط على المجتمع الدولي لفتح الطريق أمام العودة الآمنة للنازحين والمهجرين قسراً، للعودة بضمانات إلى مدنهم، خاصةً عفرين وسري كانيه وكري سبي”.
واختتمت، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية، في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، حديثها بقولها: “من أجل حل الأزمة في سوريا، يجب تشكيل مجلس انتقالي، ولجنة دستورية للتحضير لعملية انتخابية، وعدم الإقصاء لأي طرف من الأطراف السوريّة، والإدارة المؤقتة هي المسؤولة عن تنظيم كل ذلك، ولكن تحت إشراف الأمم المتحدة وضمن شروط، وإن تم ذلك، سيتم رفع العقوبات، ويمكن إعادة إعمار سوريا، كما ستفتح المجال أمام عودة كل السوريين من الخارج، وأيضاً سيتم فتح الطرق الدبلوماسية مع سوريا كدولة شرعية”.
ومن ثم تم فتح باب النقاش أمام المشاركين، لإبداء آراءهم حول بناء سوريا الجديدة.
وانتهت، الندوة بجملة من التوصيات والقرارات، منها: “العمل والتعاون بين المنظمات التي تهتم بشؤون المرأة في جميع المناطق السوريّة، والتنسيق وتبادل الخبرات والتجارب لإيجاد أرضية مشتركة تهدف لدعم قضايا المرأة، وتعزيز قدرات المرأة وتمكينها ودعم مشاركتها في مراكز صنع القرار، وعقد ورشات عمل حول قوانين تتعلق بالقرارات السياسية التي تخص المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا إلى جميع المناطق السوريّة”.