قامشلو/ علي خضير -أعرب إعلاميون عن حزنهم وألمهم باستشهاد الصحفي “عزيز كويلو أوغلو”، الذي ناضل على مدى ستة وعشرين عاماً لأجل قضية الشعب الكردي وعموم الشعوب المضطهدة في كردستان، مؤكدين التزامهم بالسير على درب شهداء الإعلام الحر.
في الـ27 من شهر كانون الثاني المنصرم، استهدفت دولة الاحتلال التركي الصحفي “عزيز كويلو أوغلو”، في هجوم جوي شنته على قضاء رانيا بباشور كردستان، خوفاً من قلمه الحر وكتم حقيقة جرائمها، فيما أكد إعلاميو إقليم شمال وشرق سوريا التزامهم بالسير على دربه ودرب شهداء الإعلام الحر كافة، ومواصلة النضال الإعلامي.
الشهيد عزيز.. أحد أعمدة الثورة الإعلامية في المنطقة
ولد الصحفي “عزيز كويلو أوغلو” في آمد، عام 1976، حيث نشأ وترعرع في عائلة ذات قيم وطنية قوية، وقد تعرّف على حقيقة الفاشي التركي في سن مبكرة، وكان أحد أعمدة الإعلام الحر في إقليم شمال وشرق سوريا، فبعد توجهه إلى الإقليم بعد ثورة 19 تموز، أنشأ ثورة إعلامية للمنطقة وشعوبها، ليكون صوت المجتمع المضطهد، وليمد الإعلاميين الموجودين في المنطقة بالخبرات الإعلامية، ولكن لم يرق ذلك لتركيا، فاستهدفته بهجوم جوي شنته على قضاء رانيا باشور كردستان في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني المنصرم.
وفي السياق، التقت صحيفتنا “روناهي”، بعض الإعلاميين الذين درَّبهم الشهيد “عزيز”، والذين شاركوه العمل الإعلامي، وكان منهم المحرر في وكالة هاوار للأنباء “أكرم بركات”، الذي عبَّر بدايةً عن حزنه بعد سماعه خبر استشهاد الصحفي عزيز: “بكل أسف تلقينا خبر استشهاد رفيقنا الصحفي “عزيز كويلو أوغلو”، حيث آلمنا وأحزننا هذا النبأ كثيراً، فالزميل “عزيز” يُعد علماً من أعلام الإعلام الحر، وله باع طويل في العمل الإعلامي وفي الإعلام الحر وبشكل خاص”.
وتابع: “فكما يعلم الجميع أنه قبل ثورة 19 تموز لم يكن هناك أي إعلام في إقليم شمال وشرق سوريا، لعدم سماح النظام البعثي البائد للشعب الكردي وشعوب المنطقة بمزاولة مهنة الإعلام، ورصد الحقيقة في المنطقة”.
وأضاف بركات: “بعد ثورة 19 تموز كان هناك حاجة ماسة لإنشاء ثورة إعلامية، لتكون صوت المجتمع في إقليم شمال وشرق سوريا، وتقوم بنشر آمال ونضال وطموحات أهالي المنطقة إلى الرأي العام، فيما كان يوجد آنذاك إعلام آخر يسلك الطريق السلطوي ويمثل صوت للقوة المهيمنة، لذلك ارتأت مجموعة من الزملاء الإعلاميين لتكون صوت المجتمع”.
وأكمل: “كان من بين الصحفيين الذين لبوا النداء، الزميل الشهيد عزيز، الذي توجه إلى إقليم شمال وشرق سوريا في أواخر عام 2011 لمزاولة العمل الصحفي في المنطقة”، مضيفاً، حيث أصبح أحد أعمدة الإعلام الحر في إقليم شمال وشرق سوريا، وأحد مؤسسي وكالة هاوار للأنباء، وعمل في العديد من المجالات الإعلامية، إن كان في التلفزيون أو الإذاعة أو الوكالة، وزوَّد الوسائل الإعلامية بخبرات بعد وضع خبرته كاملةً في خدمة أهالي المنطقة”.
الشهيد عزيز خرَّج المئات من الإعلاميين
وكان الشهيد عزيز أوغلو أحد الإعلاميين البارزين الذين سلطوا الضوء على تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في المنطقة، وعن ذلك قال بركات: “كان الزميل الشهيد عزيز أحد الأشخاص الذين واكبوا مرحلة ما بعد تجربة الإدارة الذاتية، وزود المواقع والصحف والقنوات الإعلامية الخارجية بالتقارير وما تشهده المنطقة، وكان لي الفخر بأنني من أحد تلامذته ومن الإعلاميين الذين مارسوا معه مهنة الإعلام”.
وأردف: “كما كان الشهيد عزيز يتحرك كموسوعة إعلامية في إقليم شمال وشرق سوريا، ولديه كم هائل من المعلومات، إن كانت معلومات إعلامية أو تاريخية واجتماعية بصدد مكونات المنطقة، وكان دائماً في الخطوط الأمامية السياسية أو العسكرية أو الاجتماعية أو الخدمية من أجل رصد الحقيقة، كما كان له دور كبير في تأسيس الإعلام الحر في إقليم شمال وشرق سوريا، وخرّج من تحت يديه المئات من الإعلاميين، والآن يزاولون العمل في عشرات المؤسسات الموجودة”.
عهد الإعلاميين بالسير على درب الشهيد عزيز
ولم يكن الشهيد عزيز يدرّب الإعلاميين في المنطقة للعمل مع أجندات أو لأحزاب معينة، بل كان يؤهلهم للعمل لكشف الحقيقة، التي توضح تضحيات الشعب الكردي بشكل خاص، وشعوب كردستان عامةً، حيث قال بركات: “للزميل الشهيد عزيز مكانة كبيرة في نفوس الإعلاميين، فقد علّمهم كيفية مزاولة مهنة الإعلام وفق الأسس الديمقراطية والثورية، وكيف يجب أن يكون الإعلامي في المرحلة الثورية”.
واختتم الإعلامي أكرم بركات: “نحن، تلامذة الشهيد عزيز كويلو أوغلو، نؤكد مرةً أخرى بأننا سائرون على خطاه، ولن نترك قلمه يجف، ولا نسمح بأن تبقى كاميرته مغلقة، بل سنواصل العمل الإعلامي وفق نهج الإعلام الحر، الذي وضعه زميلنا الشهيد عزيز”.
تركيا تستهدف الإعلاميين لحجب جرائمها
ومن جانبها قالت الإعلامية في قناة روناهي “صالحة سليمان”: “في الفترة الأخيرة وبشكل خاص منذ سقوط النظام السوري السابق، بدأت دولة الاحتلال التركي بزيادة هجماتها على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، خاصةً ضد المدنيين في سد تشرين وجسر قره قوزاق، وحاولت من خلال هذه الهجمات أن تخفي جرائمها التي ترتكبها بحق المدنيين، لذا قام الإعلاميون من خلال عملهم المأهول بنشر حقائق دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، وإظهار هذه الاعتداءات للرأي العالمي، فهذا الشيء لم يكن لصالح تركيا، لذلك هي تحاول دائماً أن تستهدف الصحفيين والإعلاميين الذين يعملون في إقليم شمال وشرق سوريا، ويفضحون جرائمها بكمراتهم وأقلامهم”.
وأشارت، بأن “الخبر الأخير الذي أحزننا كان استهداف الزميل الصحفي عزيز، الذي استهدفته تركيا في باشور كردستان، فنحن ندين هذا الاستهداف الوحشي، الذي يعبر عن جشع تركيا ومحاولاتها المستمرة في التكتم على اعتداءاتها السافرة، من خلال الاستهداف المتواصل للإعلاميين، ونقول بأننا سوف نناضل ونقاوم لأجل إظهار الحقائق للشعوب، ولن تستطع تركيا الوصول لمآربها”.
وختاماً شدَّدت الإعلامية في قناة روناهي “صالحة سليمان” على المعاهدة بمتابعة ما بدأ به الصحفيون والإعلاميون من رفاقنا، وإظهار حقيقة الاحتلال التركي وهجماته الهمجية على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وكشف الحقيقة من خلال نشر صور الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق الشعوب في إقليم شمال وشرق سوريا.