قامشلو/ بيريفان خليل ـ من روج آفا إلى باشور كردستان، درَّب العشرات على مهنة الصحافة الحرة وكشف حقيقة الاستعمار والإرهاب، فتخوفت دولة الاحتلال من إرادته؛ فاستهدفته بأدوات إجرامية، فيما يؤكد تلامذته وأصحاب الفكر النير، بأن ميراثه سيبقى نبراساً ينير طريق الحقيقة والحرية.
خاض الصحفي عزيز كويلو أوغلو مسرة نضالية في مجال الإعلام، حيث انتسب إلى الصحافة الحرة منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، ومارس عمله في الإعلام مصوراً ومحرراً ومدير أخبار ومدير تحرير عامًّا.
وكالشهيد الصحفي إفرام سيد أفران كان الشهيد عزيز محباً لشعبه الكردي، وناضل بقلمه من أجل نصرة قضيته، لذا جاب أجزاء كردستان، في روج آفا من ديرك إلى عفرين، وفي باشور كردستان، من هولير إلى السليمانية وكركوك ومن ثم إلى مخمور، وعمل بمهام نشطة في العمل الصحفي والوكالات الإعلامية والتلفاز، ومؤخراً في مجال الإعلام الرقمي.
الشهيد الصحفي عزيز كويلو أوغلو من مواليد آمد 1976 نشأ في عائلة وطنية، وتعرف حقيقة العدو الاستعماري في سن مبكر، ومن خلال قلمه وعدسته وصوته، كشف ذلك.
شهيد الحقيقة يورث نهجاً حراً
بتاريخ الثامن من شباط الجاري أعلن اتحاد الإعلام الديمقراطي في بيان عن استشهاد الصحفي عزيز كويلو أوغلو بهجوم جوي لدولة الاحتلال التركي في السابع والعشرين من كانون الثاني المنصرم، الذي لم يتوانَ فرصة باستهداف الصحفيين والصحفيات سواء بإقليم شمال وشرق سوريا (الصحفية جيهان بلكي وناظم داشتان)، أو في باشور كردستان (الصحفية هيرو بهاء الدين والصحفية كلستان تارا)، أو في اعتقالهم بباكور كردستان، إلى جانب إغلاق مؤسسات إعلامية، هادفاً إلى تقييد حرية الرأي، متبعاً سياسة كم الأفواه.
وقدم الاتحاد تعزية في بداية البيان لعائلة الشهيد، وعاملي الصحافة الحرة والشعوب، مجدداً العهد بتصعيد النضال الذي تركه الشهيد عزيز وتتويجه بالنصر.
وأوضح الاتحاد الهدف من استهداف الشهيد أوغلو: “استشهد لأنه كشف الوجه القاتل والاستعماري والمحتل التركي، ولأنه كان صحفياً جيداً ومناضلاً من أجل الحرية مملوءاً بحب وطنه، لقد شنّ الذين أزعجهم قلم وكلمات رفيقنا عزيز هجوماً جبانا عليه، وحاولوا بهذه الطريقة إسكات صوت الحقيقة”.
وعدّ الشهيد بطلاً في سبيل قضية الحرية في كل لحظة، وبأنه سلم الراية بأقوى طريقة، مؤكداً على أن الهجمات لم تجعل الشهيد عزيز يتراجع، ولن يتراجعوا هم أيضاً بل سيزدادون تصميماً على خوض النضال.
ولفت الاتحاد إلى شخصية الشهيد عزيز أوغلو الذي كان يرشد رفاقه بجديته في الحياة ووجه المبتسم، وتولي الشهيد مهمة الريادة، وكان محباً لشعب وناضل من أجل بقاء ثقافة الشعوب.
وتعهد الاتحاد بالرد اللازم للعدو الذي استهدف الشهيد “لن يبقى قلم الرفيق عزيز على الأرض، وسنواصل إعلاء صوته وكلماته، إن قيم النضال التي تركها رفيقنا عزيز سوف يتم توسيعها كل عامل في الصحافة الحرة، وستصبح الأساس لمستقبل شعبنا الحر”.
وأشار الاتحاد إلى أن: “تقاليد الصحافة الحرة التي تستمد جذورها من مظلوم، غربتلي والعم موسى، استمر بكل عزم وإصرار مع سيد، كاروان، روسيدا، كلستان، هيرو، ناظم، وجيهان، قد تعززت أكثر باستشهاد رفيقنا عزيز، وأثبتت الصحافة مرة أخرى أن هذا التقليد لا يقهر. مهما فعل العدو الفاشي، ومهما كانت الطريقة اللاإنسانية التي يستخدمها، فإنه لن يحقق نتائج ولن يتمكن من إخفاء الحقائق، إن الصحافة الحرة، كما فعل عزيز أمس، سوف تتعلم من عزيز والشهداء الذين خلقوا هذا التقليد، وستعمل بجدية أكبر لتتويج هذا التقليد بالنصر”.
فضح سياسة أعداء الإعلام الحر واجب
ومن جانبه، استذكر اتحاد الإعلام الحر الشهيد عزيز أوغلو وما قدمه في سبيل نقل الحقيقة، في بيان أصدره بحضور العشرات من الصحفيين والصحفيات، مؤكدين دوام العمل بميراث الشهيد عزيز.
وسلط البيان الضوء على دور الشهيد بتدريب المئات من شبان وشابات شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، من خلال مهنة الصحافة والإعلام الحر.
وشدد الاتحاد على أن الاستهداف لن يعيق مسيرة تلامذة الشهداء (عزيز، سيد أفرام، وغربة آلي أرسوز، وعصام عبد الله، ودليشان إيبش، ورزكار أدنميش، وناظم داشتان، وجيهان بلكين في نقل الحقيقة، وبأن أعداء الإعلام الحر، أنهم مهما حاولوا كتم أي وسيلة حرة، لن يتمكنوا من إيقافها، في نقل الحقائق والعمل وفق ميراث الإعلام الحر.
وجدد اتحاد الإعلام الحر، واتحاد الإعلام الديمقراطي العهد بتصعيد النضال والعمل وفق خطا الشهيد عزيز أوغلو لفضح سياسة أعداء الإعلام الحر وشعوب المنطقة، ونقل حقيقة ونضال الشعوب ضد الاضطهاد.
الصحفي الثوري وفضحه الاحتلال والإرهاب
وبهذا الخصوص أيضاً ومن خلال بيان أصدرته دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية الديمقراطية، كشفت الدور الريادي للشهيد عزيز في إبراز حقيقة ثورة روج آفا (19 تموز) ونضال الشعب في شمال وشرق سوريا من أجل بناء سوريا ديمقراطية حرة ولامركزية.
وبينت إن دولة الاحتلال التركي تحاول من خلال استهداف الصحفيين حجب الضوء عن حقيقة الشعوب، وعن الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحقهم وكذلك كشف حقيقة إرهاب داعش في المنطقة إلى جانب تغطيته حملات قوات سوريا الديمقراطية.
وأفادت الدائرة بأن استهداف الشهيد عزيز أوغلو، وقبله الصحفيين جيهان بلكين وناظم داشتان، ليس إلا حلقة من سلسلة الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الإعلاميين والإعلاميات.
من أبرز ما قاله عزيز أوغلو
الى جانب القلم الحر الذي كان يكتب به الشهيد عزيز، والصور التي كان يلتقطها في كشف الحقيقة، والدروس الذي أعطاها للكوادر الإعلامية، فقد كانت له رؤية وتحليل للكثير من القضايا سواء قضايا الانتهاكات، والجرائم، والقضايا السياسية، وحتى المعنية بشؤون الإرهاب والمرتزقة، ووصولاً إلى نظرته فيما يخص سوريا من خلال إجراء لقاءات خاصة معه من وسائل إعلامية وسنذكر البعض منها:
عن السياسة التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي ومساعيها لتوسيع الاحتلال خاصة في باشور كردستان قال: “تهاجم جنوب كردستان منذ عام 1982، وقد نشرت قواتها في المنطقة، وتسعى إلى نشرها في مناطق الدفاع ميديا أيضاً، وهذا يعني احتلالاً…. تسعى الدولة التركية إلى زرع الفتنة بين الكرد وجعلهم يحاربون بعضهم… إن الدولة التركية تتصرف استناداً إلى هذه العقلية “سأقضي على إرادة الكرد وأحقق هدفي في الشرق الأوسط بالتأكيد”… لقد فقدت الدولة التركية وجودها الجيوستراتيجي، وهذا ما أضعفها في السياسة العالمية”.
وفيما يخص التقارب بين أنقرة ودمشق سابقاً (نظام السوري سابقاً) قال الشهيد الصحفي عزيز أوغلو: “منذ بدء الأزمة السورية لم تنقطع العلاقة الاستخباراتية بين تركيا وسوريا، حتى وإن كانت هذه العلاقات في مستويات متدنية إلا أنها كانت متواصلة بشكل أو بآخر. لدى النظام شروط للحوار مع تركيا الأول يتمثل بإخراج الاحتلال من الأراضي السورية، والثانية إيقاف دعم المجموعات المرتزقة، لا يستطيع أردوغان تنفيذ هذه الشروط، لأن وجود تركيا على الأراضي السورية هو بقرار من الناتو، وأردوغان لا يستطيع الإقرار وحده بإخراجها، كذلك لا يستطيع إيقاف دعمه للمجموعات المرتزقة لوجود علاقات استراتيجية معها. يمكن تنفيذ هذه الشروط في حال شُكّل نظام جديد في تركيا يغير من سياساته حول سوريا وحول هذه المجموعات… بتغيير النظام في تركيا، ستستطيع سوريا أن تفتح صفحة جديدة مع تركيا”.
أما بالنسبة للمخططات في إدلب وبقاؤها بيئة للإرهاب، والتطرف ذكر: “ما حدث في إدلب هو تصاعد التطرف حيث عملت الدولة التركية على تدريب العديد من عناصر المجموعات المتطرفة وأدخلتها إلى المنطقة، الدولة التركية تدعم وتساند مجموعات المرتزقة.
الدولة التركية أجرت صفقات معينة مع سوريا حول مناطق شمال وشرق سوريا، يقضي بأن تهاجم الدولة التركية مناطق شمال وشرق سوريا.
الحقيقة أن تركيا دخلت سوريا بموافقة روسيا، إلا أن خروجها من سوريا لن يكون بتلك السهولة وبطلب أو موافقة روسية. وعليه فإن أي هدنة في إدلب لن تكون استراتيجية، بل ستكون بغاية كسب الوقت فقط.
إذا تمت تصفية الدولة التركية في إدلب، سيتم وضع عفرين وجرابلس والباب وإعزاز في النقاشات. روسيا تُنشئ سياسة جديد خطوة خطوة. وعلى الوجه الآخر يحاول الناتو استمرار تواجده في سوريا على محورين وهما:
ـ إبقاء تواجده في شمال وشرق سوريا عبر التحالف الدولي ضد داعش.
ـ عبر الدولة التركية يريد الناتو حماية وجوده من جرابلس حتى إدلب. شمال سوريا وشرقها كله يقع تحت سيطرة الناتو بشكل من الأشكال، وروسيا تريد إنهاء ذلك، والنقطة الأضعف في هذه المعضلة هي إدلب، روسيا تريد أن تحصل على نتيجة في إدلب وتطوّر سياسة خطوة بخطوة. كما أن روسيا تبحث عن أرضية للتواصل مع الكرد.
تركيا تعمل على محورين:
ـ تدريب الجماعات السلفية وتسليحها في المنطقة. وهذه نتيجة السياسة الروسية وفتحها الطريق أمام تركيا. السياسة الروسية قسّمت سوريا بشكل من الأشكال ويجب أن تتغير هذه السياسة.
ـ الدولة التركية اليوم تجري حرب في سوريا وليبيا وأفغانستان ومصر. تستعمل الجماعات المرتزقة ضد أوروبا. كلما كان أردوغان يهدد دول أوروبا كانت تحدث تفجيرات هناك. الدولة التركية تستعمل هذه الجماعات في تهديد ما يحلو لها.
ومن توصيات الشهيد الصحفي عزيز كويلو أوغلو: “برأيي يمكن للكرد عقد مؤتمر وطني والتوصل لسياسة مشتركة ضد معادة الكرد”.