مركز الأخبار – قالت أطراف سياسية وإعلامية دوليّة، إن دعوة أردوغان لأبو محمد الجولاني بزيارة أنقرة بعد يوم واحد من عودته من السعودية، تدلُّ على محاولات دولة الاحتلال التركي لتثبيت وبسط نفوذها بشكلٍ أكبر في سوريا، خاصةً مع الانخراط السريع للمملكة العربية السعودية في الملف السوري، وحرصها على الحل السياسي في البلاد.
بعد يوم واحد من زيارته إلى السعودية، دعا الاحتلال التركي، قائد إدارة هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني إلى زيارة أنقرة، وذلك في خطوة رآها متابعون وسياسيون بأنها تهدف لمواجهة الانخراط السعودي الغير مسبوق في الملف السوري من قِبل أنقرة، الساعية إلى بسط نفوذها على كامل سوريا وتحقيق أجنداتها الاستعمارية.
زيارة الجولاني إلى أنقرة بعد يوم واحد من عودته من الرياض، كانت محوراً للصحافة العالمية أيضاً، التي أكدت إنها تأتي في إطار محاولات تركيا لمِلء الفراغ الذي خلفته إيران وروسيا، وتوسيع نفوذها في سوريا، ومواجهة اللاعب السعودي الذي دخل الساحة وبكل قوة.
وخلال زيارة الجولاني، طالب أردوغان بشكلٍ مباشر منه محاربة شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، بينما قال إنهم اتفقوا على ما وصفوه “محاربة الإرهاب”، مُدعياً إن نظامه يحترم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وهو من ينتهك السيادة السوريّة بالدرجة الأولى.
صحيفة العرب اللندنية، أكدت أن أي اتفاقية دفاعية بين إدارة الجولاني وتركيا، ستُضفي شرعيّة على احتلالها للأراضي السوريّة.
ولفتت: إلى إن “أنقرة تسعى لإنشاء قاعدتين لها في سوريا، وهو ما يؤسس لوجود عسكري تركي مباشر في البلاد، وتأمين استخدام الأراضي السوريّة في أنشطتها العسكرية”.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين، إن “الاتفاق الأمني الجديد يُظهر مستوى التخطيط التركي في العلاقة مع المنطقة، واستثمار الأزمات وتحويلها إلى فرصٍ لتحقيق مصالحها فقط، في وقتٍ لا تزال فيه تحركات بعض دول الإقليم تراوح مكانها في التعاطي مع ما يجري في سوريا، ومن قبل مع ما جرى في ليبيا”.
وأضافت: “هناك احتمالات بأن يكون الاتفاق الدفاعي واجهة لاتفاقيات أخرى تفصيلية تمهد الطريق أمام الشركات التركية للسيطرة على الاقتصاد السوري، في وقتٍ يقول فيه رؤساء شركات وجمعيات تركية إنهم يعملون على إنشاء طرق شحن جديدة، ووضع خططاً استثمارية لتعزيز الطاقة الإنتاجية في سوريا”.
واختتمت، صحيفة العرب اللندنية، بالقول: إن “أنقرة تستعد للقيام بدور رئيس في سوريا الجديدة، خدمةً لمصالحها فقط، وهو ما يثير قلق إسرائيل والدول الخليجية، والعديد من دول المنطقة، لذا فإن السوريين يأملون
بدورٍ عربي جدي لإنهاء الأزمة في بلادهم، وإنقاذها من الأطماع الإقليمية، وخاصةً التركيّة منها”.