روناهي/ برخدان جيان ـ زادت هجمات المحتل التركي ومرتزقته على مناطق عين عيسى وكري سبي خلال شهري كانون الأول والثاني المنصرمين، بارتكاب عدة مجازر بحق الشعوب السورية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وسط مطالبات شعبية بمحاسبة المحتل التركي ومرتزقته على ما يقترفونه من مجازر.
لم تنفك آلة الحرب والدمار التركية عن ارتكاب المجازر بالقصف المدفعي والطيران المسير منذ احتلالها “كري سبي/ تل أبيض” في التاسع من تشرين الأول عام 2019، ما أدى الى إصابة واستشهاد المئات من المدنيين وتدمير البنية التحتية، ومحاولة عرقلة النشاط البشري ومقوماته.
“ثلاث مجازر” مطلع العام…!
ومع نهاية عام 2024، وبداية عام 2025 عمل المحتل التركي ومرتزقته مواصلة عدوانهما على مدينتي عين عيسى وكري سبي، وارتكاب ثلاثة مجازر فيها، من خلال استهداف قرى ريفي عين عيسى وكري سبي، ومعظم سكانها مدنيون، وكان جل الشهداء من الأطفال والنساء، وهي كالتالي: “ارتكب المحتل التركي في الثامن من شهر كانون الأول 2024 في طيرانه المسير مجزرة مروعة بحق عائلة كاملة من قرية المستريحة (15 كيلو متراً غربي عين عيسى)، استشهد 12 مدنياً جلهم من الأطفال والنساء وهم كل من (محمد إبراهيم العيدو 70 عاماً- مصطفى إبراهيم العيدو 50 عاماً- إسماعيل محمود العيدو 12 عاماً- حسن مصطفى العيدو عام واحد- عبد القادر مصطفى العيدو عشرة أعوام- رقية عثمان العيدو 45 عاما- كوثر مصطفى العيدو 17 عاما- نومة مصطفى العيدو 16 عاما- زمزم مصطفى العيدو 12 عام- ندى محمد العيدو 15 عام- تركيا محمد العيدو 30 عاما- عبير أحمد الفنش 22 عاما).
وتبعها بعد يومين في العاشر من الشهر ذاته، ارتكاب مجزرة بحق عائلة أخرى في قرية صفيان بريف كري سبي الغربي في طيرانه المسير، استشهد على إثرها ( خليل سليمان- وضاح سليمان- محمد العابو- عبد الكريم العابو- دلال سليمان- ناديا سليمان- والطفلان جاسم سليمان- حسام سليمان).
وفي الـ 26 من شهر كانون الثاني المنصرم، أسفر القصف المدفعي على قرية الجماس “سبعة كلم” شرقي عين عيسى، عن استشهاد (الطفل عبد الرحمن إسماعيل الحسين عام واحد ـ آسيا حمد الحسين ١٢ عاماً)، وإصابة المواطنة أريج خالد الحسين ٢٠ عاماً.
بالإضافة الى إصابة ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، بتاريخ 17 كانون الثاني من العام الجاري، وهم (محمود محمد العبد “ثلاثة أعوام” ـ بشرى جاسم العبد 16 عاماً ـ إسماعيل جاسم العبد 14 عاماً)، جراء استهدف أطراف مدينة عين عيسى بالقصف بسلاح المدفعية الثقيلة.
إدانة شعبية وصمت دولي مخزٍّ
وعلى الرغم مما سببته آلة الدمار التركية في القصف والمجازر على ريف كري سبي وناحية عين عيسى خلال الأعوام الماضية، وذلك على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي من خلال استمرارها بقصف البلدات والقرى الواقعة على خطوط التماس مع مناطق الإدارة الذاتية بهدف بث الذعر بين المدنيين ودفعهم للهجرة منها، متسببةً بخسائر وقتل المئات من المدنيين والأضرار بالممتلكات العامة والخاصة، إلا أنها لم تلاقِ ردة فعل لإدانتها، وتصنيفها على قوائم جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة التركية بحق الشعوب السورية؛ ما أثار غضباً شعبياً وردة فعل إزاء السياسة المحابية للمحتل التركي، ومطالبة على الصعيد الرسمي والشعبي بمحاسبة المحتل التركي ومرتزقته على جرائمهم بحق الشعوب السورية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا .
ومنذ احتلال تركيا الفاشية لمقاطعة كري سبي لم تنفك لحظةً واحدة عن قصف القرى الواقعة على خطوط التماس من جهة مناطق الإدارة الذاتية في” خربة بقر، والعريضة، والصوان، وكور حسن، والدبس، والهوشان، وصيدا، ومعلق، والخالدية وغيرها من القرى، وتسبب القصف بخسائر كبيرة في أرواح المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، وصلت لمئات المدنيين بين شهيد وجريح، من ضمنهم أشخاص من عائلات واحدة قضوا في مجازر ارتكبها المحتل في قرية” الصفاوية، والحدريات، ومجزرتين في قرية الدبس، والسويد، ومزرعة قرطاج” وجميع هذه القرى تتبع لمدينتي عين عيسى وكري سبي بالإضافة الى المجازر المذكورة آنفاً (المستريحة ـ الجماس ـ صفيان).
نهج مقاوم برغم همجية المحتل
وبهذا الصدد، عبر المواطن “مصطفى مسلم“، خلال لقاءٍ مع صحيفتنا “روناهي”، عن وجوب محاسبة المحتل التركي على همجيته، التي لا تعادلها همجية مع استمراره ضرب المناطق السورية الآمنة، وتهديد السلام من خلال القصف المستمر، وارتكاب الجرائم والمجازر بحق الشعوب السورية.
وأضاف: “نرفض استمرار النهج التركي الهادف إلى تثبيت احتلاله لمناطقنا، والتنكيل بشعوبنا السورية”، مبيناً بأن المحتل لا يفهم إلا لغة “المقاومة والنضال”، لذا، فالشعوب السورية عاقدة العزم على مقاومة النهج العدواني التركي، ومجابهته بكل ما أمكن، والوقوف مع القوات المدافعة لإحباط همجيته.