لطالما أدرك العلماء الارتباط الوثيق بين النشاط البدني وصحة الدماغ، وسرّ هذه العلاقة هو أنّه لا يلزمك أن تكون رياضيًا محترفًا لتحصد فوائدها، بل أثبتت الدراسات باستمرار أنّ ممارسة الرياضة بانتظام، حتى لو كانت بسيطة، تُحسّن بشكلٍ كبير من الذاكرة والوظائف المعرفية.
دراسات حديثة تُثبت التأثير الإيجابي للرياضة على الذاكرة
1- ممارسة 25 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة أسبوعيًا ترتبط بحجم أكبر للدماغ.
انطلاقًا من إنّ انخفاض حجم الدماغ عامل مشترك لدى الأشخاص الذين يعانون من التدهور المعرفي، بما في ذلك الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر، فقد ألقت دراسة، نُشِرت عام 2023 م في مجلة مرض الزهايمر، الضوء على العلاقة المحتملة بين التمارين الرياضية وحجم الدماغ.
أُجريت الدراسة على أكثر من 10 آلاف امرأة ورجل تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 97 عامًا، وقارنت بين حجم الدماغ لدى أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام، وأولئك الذين لا يمارسونها.
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أمضوا 25 دقيقة على الأقل أسبوعيًا في ممارسة تمارين بدنية معتدلة، مثل الجري، وركوب الدراجات، والسباحة، والمشي، كان لديهم حجم دماغ أكبر من أولئك الذين كانوا خاملين، من جميع الفئات العمرية (سواء كانوا شباباً أو كباراً في السن).
2- ممارسة التمارين اليومية لـ 10 دقائق على الأقل تُحسّن نتائج اختبار القدرات الإدراكية.
أظهرت دراسة حديثة أخرى إن الأشخاص الذين يمارسون تمارين يومية معتدلة أو شديدة ل 10 دقائق على الأقل كان أداؤهم أفضل في الاختبارات المعرفية مقارنةً بأولئك الذين لم يمارسوا النشاط البدني.
3- اللياقة البدنية ترتبط بتذكّر الكلمات بشكلٍ أفضل.
كم مرّة أردت قول شيء ما، وكانت الكلمات تجول في خاطرك وعلى طرف لسانك، لكنّك لم تتذكر ذلك؟ أشارت دراسة بريطانية نُشرت في عام 2018 إلى أن اللياقة البدنية دورًا مهمًّا في مثل هذه المواقف.
4- المركبات الكيميائية التي ينتجها الجسم أثناء التمرين لاستخدامها كعلاج للمشاكل المعرفية أم لا
تُحفز التمارين الرياضية إنتاج هرمون الإيريسين، الذي يُعتقد أنه يلعب دورًا في الحفاظ على صحة الدماغ وتحسين الذاكرة، بناءً على ذلك، فكّر العلماء فيما إذا كان من الممكن استخدام هذا المركّب كعلاج للمشاكل المعرفية أم لا.
أشارت العديد من الدراسات التي أُجريت على الفئران إلى وجود صلة بين مستويات الإيريسين في الدم وتحسين الذاكرة، أحدها أشارت إلى أنّ زيادة مستويات الإيريسين في الدم أدت إلى تحسينات في الذاكرة والإدراك. وعلى العكس، في إحدى الدراسات الأخرى، أدى منع إنتاج الإيريسين في الفئران إلى تدهور الإدراك لديهم.
فوائد إضافية للتمارين الرياضية
لا تقتصر أهمية ممارسة التمارين الرياضية على تحسين الذاكرة فقط، بل ترتبط بعدة فوائد أخرى، مثل:
خفض ضغط الدم.
تحكم أفضل في مستوى السكر في الدم.
تحسين المزاج.
تقوية العظام.
المساعدة على الحفاظ على وزن صحي.
اجعل التمارين الرياضية جزءًا من روتينك اليومي واستمتع بفوائدها العديدة لعقلك وجسمك.
……………………………..
