د. علي أبو الخير
قلنا وما زلنا نقول إن المفكر عبد الله أوجلان، يتميز بالروح المشرقة والضمير الواعي والرؤية الثاقبة؛ فلم تمنع جدران السجن من انطلاق عقله وقلبه من التفاعل الحي مع الأحداث الجارية في سوريا في هذه الأيام منذ الثامن من كانون الأول ٢٠٢٤؛ من خلال حبه للسلام في كردستان وتركيا وباقي المنطقة والعالم.
وكثيراً ما طرح مبادرات للسلام ويرفضها قادة الأتراك قبل أردوغان وبعده؛ ومن خلال رؤيته السلمية؛ فله وجهة نظر تتفق مع نظريته الأمة الديمقراطية؛ طرح فكرته، حتى وهو يرى هجمات مرتزقة الرئيس التركي أردوغان ضد الكرد في سوريا.
يرى المفكر عبد الله أوجلان إنه يمكن حل المشكلات الحالية، وقد لخصها في سبع نقاط (حسب تقرير جريدة الشرق الأوسط 29 كانون الأول 2024) وضّح فيه المهام التي يتعين على الشعب الكردي وكل أحرار العالم القيام بها، لأنه يريد أن نستقبل العام المقبل ٢٠٢٥ بمزيد من الأمل والتفاؤل؛ والتي هي بمثابة مانفيستو الأيام الأخيرة من عام 2024.
وهذا الطرح قدمه المفكر عبد الله أوجلان إلى وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في لقائهم معه يوم 28 كانون الأول 2024 في سجنه في جزيرة إمرالي؛ وهي الزيارة الأولى منذ عشر سنوات؛ حيث جاء هذا اللقاء نتيجة موقف القائد عبد الله أوجلان؛ وقد أظهر القائد مرةً أخرى آراءه وحلوله ووجهات نظره الإيجابية الواسعة الأفق بمسؤولية تاريخية في مواجهة اليأس.
حل مشكلة سوريا وتغيير الموقف التركي
إلى جانب حل القضية الكردية، وإرساء الديمقراطية في تركيا، وحل المشكلات في الشرق الأوسط، أظهر القائد عبد الله أوجلان بإيمان وتصميم كبيرين أن السلام العادل في العالم أجمع، هو مهمة مُلحّة، وخلق آفاق جديدة للحرية والأمل والإيمان للشعب الكردي.
وتطرقت رؤيته الي التغيير الذي حدث في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد؛ وموقف القائد عبد الله أوجلان تجاه كيانات وهويات المواطنين السوريين عرب وكرد وأرمن وغيرهم؛ وأبدى القائد المفكر عبد الله أوجلان استعداده للمساهمة في عملية السلام مع تركيا؛ إذا أبدى أردوغان رغبته وتخلى عن غروره؛ وبعد أن يوقف هجمات المرتزقة على الكُرد، خاصةً في شمال وشرق سوريا؛ ،ووقف التوغل في شمال سوريا؛ وقال القائد أوجلان إن “تعزيز الأخوّة الكردية التركية هو مسؤولية تاريخية”؛ ورأى القائد عبد الله أوجلان أن الجهود المبذولة للتغيير السلمي، ستأخذ البلاد إلى المستوى الذي تستحقه وستصبح “دليلاً قيّماً للغاية للتحول الديمقراطي”، وأكد بأنه حان الوقت لتركيا والمنطقة لتنعم بالسلام؛ حيث يريد القائد حل المشكلات في سوريا وتركيا ومن ثم فلسطين لأنها القضية المركزية؛ وهي ضد الصهيونية والاستعمار العالمي، لابد أولاً من حل مشكلة سوريا وتغيير الموقف التركي؛ فلا تكون لأردوغان فكرة التوسع الجغرافي على حساب الأرض السوريّة؛ أيضاً وقف الاعتداءات المتكررة على الكرد في سوريا وحل مشكلة الكرد داخل تركيا أيضاً، أي إلى جانب حل القضية الكردية، وإرساء الديمقراطية في تركيا وحل المشكلات في الشرق الأوسط، أظهر بإيمان وتصميم كبيرين أن السلام العادل في العالم أجمع هو مهمة ملحة، وذلك لخلق آفاق جديدة للحرية، والأمل والإيمان.
لقد أبدى المفكر عبد الله أوجلان استعداده للمساهمة في عملية السلام مع تركيا إذا أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغبته؛ بعد أن يوقف هجمات المرتزقة على الكرد (كما ذكرنا) خاصةً في شمال وشرق سوريا.
أمنية مُشرقة 2025
الخلاصة نرى أن العام الجديد 2025 سينال القائد عبدالله أوجلان حريته الجسدية، وسيتم حل القضية الكردية، وينال الكرد في سوريا وتركيا بعض حقوقهم إن لم يحصلوا عليها كلها، كما سيعمُّ السلام والاستقرار في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم.
فلكل قضية ثمن، وقد دفع القائد عبد الله أوجلان ودفع الشعب الكردي معه الثمن كاملاً.