الدرباسية/ نيرودا كرد – أشار الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، إلى أن الحزب ناقش المستجدات الأخيرة على الساحة السورية في اجتماع الاشتراكية الدولية في الرباط، ولفت إلى أنهم ركزوا خلال لقاءاتهم على أهمية اعتماد مبدأ الأمة الديمقراطية كحل أمثل للأزمة السورية.
هذا ونُظم في العاصمة المغربية، الرباط، اجتماع للاشتراكية الدولية بين يومي 21-22 كانون الأول 2024، بحضور ممثلين من أكثر من200 دولة، حيث شاركت وفود من الأحزاب الاشتراكية العالمية في هذا الاجتماع الذي ناقش مجمل التطورات على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وجاء المؤتمر عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ما استدعى أن تأخذ المستجدات السورية حيزا كبيرا من نقاشات المؤتمر، والذي حضره من سوريا وفد من حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي ركز خلال كلمته على ضرورة تقديم الدعم الكافي للشعب السوري كي يستطيع أن يقرر مصيره بنفسه.
وفد الاتحاد الديمقراطي تناول في كلمته الأوضاع السورية بشكل عام، وأوضاع إقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص، ولا سيما الهجمات المتواصلة لدولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
نقلنا معاناة السوريين خلال سنوات الأزمة
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو: “بناء على دعوة وجهت لحزبنا، شارك وفد من حزبنا في مؤتمر الاشتراكية الدولية، الذي عُقد في الرباط، وقد كنا الحزب الوحيد على مستوى سوريا المدعو للمشاركة في هذا الاجتماع، حيث ناقشنا الأوضاع في سوريا، وسبل الخروج من الأزمة التي لا تزال تعيشها، ولكوننا الحزب السوري الوحيد الذي حضر هذا الاجتماع، فقد كان لنا حيز كافٍ للحديث عن آخر المستجدات في سوريا”.
وأضاف: “خلال كلمتنا، أشرنا إلى المآسي التي تعرض لها الشعب السوري على مدار 14عاما، جراء الأزمة التي عاشتها سوريا خلال هذه الفترة، وكذلك سلطنا الضوء على الأوضاع الحالية التي تلت سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في سوريا، وكذلك سلطنا الضوء على المقاومة التي تبديها شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، في وجه هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها”.
وتابع: “شددنا على أهمية اعتماد مبدأ الأمة الديمقراطية، كحل جذري للأزمة السورية، لا سيما بعد النجاح الذي حققه هذا المبدأ في تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، وما نتج عنها من إدارة الشعب نفسه بنفسه، بعيدا عن الذهنية السلطوية القائمة على الإقصاء والتهميش، كما كان يفعل بشار الأسد ونظامه”.
أكدنا في باشور على دعم الإدارة الذاتية
وأشار: إلى أنهم “عادوا إلى إقليم شمال وشرق سوريا، عن طريق باشور كردستان، حيث عقدوا عدة لقاءات مع الأطراف الكردستانية قبل عودتهم إلى الوطن، ونحن في إقليم شمال وشرق سوريا ننظر إلى باشور كردستان كجزء هام من كردستان، وله أهمية خاصة بالنسبة لروج آفا، لذلك أجرينا عدة لقاءات مع المؤسسات الداعمة لإقليم شمال وشرق سوريا، وقد شملت لقاءاتنا عددا من المفكرين والفنانين، الذين أطلقوا مبادرة دعم روج آفا، كما زار ممثليتنا في باشور كردستان عدة وفود من الأحزاب السياسية، وكان الهدف من كل هذه اللقاءات هو حشد الدعم لثورة التاسع عشر من تموز في إقليم شمال وشرق سوريا، خاصة، وإن عدداً من الأحزاب التي التقينا بها لها تأثير على باشور كردستان، وعلى المستوى العراقي بشكل عام، هذه اللقاءات جاءت انطلاقا من الحاجة التي فرضتها التطورات على الساحة السورية، ومن ضمنها إقليم شمال وشرق سوريا”.
وأوضح: “أجرينا لقاءً مع قادة المؤتمر القومي الكردستاني، حيث ركزنا في اللقاء على جهود المؤتمر والقوى الكردستانية في إطار وحدة الموقف الكردي، للتعامل مع التطورات التي تطرأ على ساحة الشرق الأوسط، والتي لا شك بأنها تؤثر على الساحة الكردستانية أيضا، وبالدرجة الأولى دعم روج آفا، وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك انطلاقا من المسؤولية الكردستانية حيال المحافظة على المكتسبات التي حققتها شعوب إقليم شمال وشرق سوريا”.
وأردف: “من جملة اللقاءات، عقدنا لقاءات مع أهالي إقليم شمال وشرق سوريا المتواجدين في باشور كردستان، حيث أطلعنا شعبنا على حساسية المرحلة التي نعيشها اليوم، وضرورة تكاتف شعوب المنطقة للوقوف في وجه المخططات والهجمات الاستعمارية، وكذلك الالتفاف حول الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، وحول قوات سوريا الديمقراطية، وأيضا ضرورة وحدة الصف الكردي، ومشاركة الكرد في بناء سوريا المستقبل، كي نستطيع التعامل مع المرحلة الجديدة التي تعيشها سوريا، وكان هناك شعور متبادل حول ضرورة وحدة الشعب الكردي، وقواه السياسية، والتي من المفترض أن نبحث عن سبل جديدة لهذا الهدف، حيث أن العقلية القديمة في التعامل تخلق صعوبات أمامنا جميعاً، ما يفرض علينا التعامل بعقلية جديدة تتلاءم مع متطلبات المرحلة الحالية”.
الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، أنهى حديثه: “أكدنا على أن سوريا عانت على مدى عقود طويلة من النظام المركزي المستبد، وكان هذا النظام سببا فيما آلت إليه الأوضاع في سوريا، لذلك نرى أن الحل الأمثل لبناء سوريا الجديدة، هي سوريا الديمقراطية اللامركزية، التي تضمن حقوق السوريين على أسس الحرية والعدالة، بعيدا عن عقلية الإقصاء والتهميش”.