كوباني/ سلافا أحمد – على مدار سبعة أيام متواصلة، تشهد مقاطعتي الفرات ومنبج، حرمان تام من التيار الكهربائي ومياه الشرب، نتيجة لخروج سد تشرين عن الخدمة جراء هجمات المحتل التركي ومرتزقته “الجيش الوطني السوري”.
بدأ الاحتلال التركي ومرتزقته في الثامن من كانون الأول الحالي، هجوما شاسعاً على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وتركزت على مقاطعة منبج وسد تشرين وجسر قرقوزاق.
ونتيجة للهجمات العنيفة التي شهدها محيط سد تشرين من مرتزقة “الجيش الوطني السوري” التابع لجيش الاحتلال التركي ورد مجلس منبج العسكري، شن جيش الاحتلال التركي ضربات جوية مكثفة على السد، ألحقت أضرار كبيرة بالسد وأدت إلى خروجه عن الخدمة بشكلٍ تام، مما حرم آلاف سكان مقاطعة الفرات من التيار الكهربائي ومياه الشرب.
أضرار جسيمة…
وبحسب مصادر خاصة لصحيفتنا “روناهي” من داخل السد، فإن فرق اللجنة الدولية الصليب الأحمر الدولي دخلت إلى السد، وعملت على مدار يومين في صيانة السد، لكن نتيجة الأضرار الجسيمة بسبب هجمات الاحتلال التركي الجوية، بعض المعدات قد تدمّرت بشكلٍ كامل، وعليه لم تتمكن الفرقة من تصليح الأضرار بشكلٍ إسعافي، مما أجبرها للخروج من السد لتأمين المُعدات المدمرة للسد.
وأكدت المصادر بأنه لاتزال مساعي الفرق بالتنسيق مع فريق سد تشرين مستمرة، وخلال الأيام القادمة سيُغذي السد مقاطعتي منبج والفرات بالتيار الكهربائي.
استهداف أهم سدود المنطقة
وبدرها نددت الرئيسة المشتركة لهيئة الطاقة في مقاطعة الفرات “عائشة ناصر” هجمات المحتل التركي ومرتزقته، ووصفتها بهجمات إرهابية.
وقالت: “تسعى دولة الاحتلال التركي عبر هذه الهجمات الفاشية النيل من إرادة شعوب المنطقة، عبر حرمانهم من سُبل الحياة، والقضاء على إرادتهم المفعمة بالنضال والمقاومة”.
مؤكدةً بأن المنطقة تشهد حالة انعدام تام من مياه الشرب والتيار الكهربائي منذ أكثر من سبعة أيام، نتيجة الهجمات التركيّة الهمجية التي استهدفت أهم السدود في المنطقة، والتي تغذي المنطقة بأكملها بمياه الشرب والطاقة الكهربائية.
التدخّل الدولي ضروري
وتطرقت عائشة إلى أن: “تركيا ترتكب أفظع أنواع جرائم الحرب في المنطقة، وسط صمت دولي مُخزي، هناك ضرورة لتحرك المجتمع الدولي حيال جرائم وانتهاكات الدولة التركية الإرهابية، ووضع حد لها بأسرع وقت ممكن”.
وأعربت عن قلقهم من حدوث كارثة حقيقة في حال انهيار سد تشرين إثر التضرر الكبير من الهجمات التركية الجوية والبرية.
ونوهت إلى: ” إننا نناشد الجهات المعنية بإنقاذ السد من هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، فإن السد مُهدد بالانهيار نتيجة للهجمات التركية العنيفة عليها”.
ويعتبر سد تشرين من أهم السدود الاستراتيجية في سوريا، والذي يقع على نهر الفرات على بُعد 30 كم من مدينة منبج، ويبعد عن مدينة حلب 115 كم، الذي تم بناؤه عام 1980، وبدأ العمل به عام 1999 بسعة تخزينية بلغت 1.9 مليار متر مكعب، وبقدرة إنتاجية تصل إلى 630 ميغا واط من الكهرباء، مما جعله مصدراً أساسياً للطاقة الكهربائية والمياه في المنطقة.