No Result
View All Result
المشاهدات 21
قامشلو/ علي خضير –
بيَّن الرئيس المشترك لهيئة الطاقة بإقليم شمال وشرق سوريا إنَّ غياب الطاقة الكهربائية في الإقليم سببه القصف التركي واستهداف سد تشرين، منوهاً لاحتمال حدوث كارثة في حال لم تتدخل جهات دولية لصيانة السد وتشغيله لتخفيف ضغط المياه، وأوضح أنَّه سيتم تزويد مناطق من مقاطعة الجزيرة بالكهرباء، ولكن بساعات قليلة.
تعرَّضت المنشآت الخدمية وبشكلٍ خاص منشآت توليد الكهرباء للاعتداء والقصف في الأعوام السابقة وهذا العام عدة مرات من قبل الاحتلال التركي، وعقب أعمال الصيانة المتواصلة والتي لم تنقطع من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية، يعاود الاحتلال التركي القصف وتخريب ما يتم إصلاحه بشكلٍ لا إنساني، منها منشآت غاز السويدية وسد الفرات والكثير من محطات توليد الطاقة الكهربائية سابقاً، وسد تشرين في الوقت الحالي.
القصف التركي تسبّب بغرق مُعدات سد تشرين
وللحديث أكثر عن واقع الطاقة الكهربائية وما طرأ على سد تشرين، التقينا الرئيس المشترك لهيئة الطاقة بإقليم شمال وشرق سوريا “زياد رستم”، وأوضح بدايةً أنَّ الاستهدافات التركية التي حصلت في منبج أدت لخروج محطة
منبج عن الخدمة وانقطاع المياه عن المحطة التي تُغذي ريف حلب ومنبج كمرحلة أولى لنتائج الهجمات الاحتلالية، ومع تطور الأحداث ووصول الاشتباكات إلى قُرب سد تشرين، أصبح هناك أعطال خارجية من قطع لكابلات نقل القدرة (230)، وبالتالي عزل سد تشرين عن سد الفرات وباقي الشبكات الكهربائية السورية التي تغذي بعضها البعض.
وكشف رستم أن فرق الصيانة دخلت في اليوم الأول بعد حدوث الأعطال وعزلت الكابلات المعطلة وتم تشغيل كهرباء سد تشرين الذي يغذي منبج وكوباني وصرين، وبعد تشغيلها ليلاً تم قصف المحطات من قبل الاحتلال التركي في الصباح، ما أدى لخروج المحطات عن الخدمة، حيث تعرضت العنفة الثالثة في السد للقصف، وزاد تصريف المياه عبر السد، كما كان للعنفة السادسة نصيب من القصف التركي.
وأضاف مبيناً أنه “بعد تصدي قواتنا “قوات سوريا الديمقراطية” لمرتزقة تركيا أدى ذلك لعزلها عن الكهرباء بشكلٍ كامل بسبب قطع الكابلات وتلفها، كما أن تسريب المياه من السد أدى لوصول المياه إلى البناء الذي يحوي المعدات الكهربائية، التي بدورها تتحكم بتشغيل العنفات وإطفائها ورفع البوابات وتنزيلها، ما أدى لغرقها وتلفها وخروجها عن الخدمة، أيضاً امتلأت مساند العنفات بالمياه وأصبح من الصعب رفعها وإعادتها للعمل.
منع تدخّل المنظمات الدولية لوقف حصول كارثة
وبشكلٍ إسعافي وإنقاذاً للموقف ولو بإمكانيات بسيطة؛ أوضح رستم أنَّه تم التنسيق بين الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري وبموافقة قوات سوريا الديمقراطية، واستطاعوا الدخول إلى السد وتأمين مادة المازوت لتشغيل المولدة وتأمين مصدر التوليد لتشغيل بعض المضخات الاحتياطية، من أجل إفراغ البناء المخصص للسد ومعداته من المياه.
مضيفاً أنه كان من الممكن أن يتم إصلاح أضرار السد وإعادته إلى طبيعته بمساعدة الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي، ولكن في اليوم التالي من العمل منعت مرتزقة تركيا دخول هاتين المنظمتين وفرق الصيانة من الدخول إلى موقع السد وإيقاف العمل، مع استمرار إمكانية حدوث انهيار للسد.
أدت هذه الأعطال لفقدان الكهرباء في كوباني وصرين وجميع المناطق التي تغذيها كهرباء سد تشرين، وبذات الوقت قلَّة مياه الشرب عن هذه المناطق ومياه الري بسبب توقف السد عن الخدمة، كما أن وقوف السد عن العمل يهدد بخطر امتلاء السد بالمياه وزيادة الضغط عليه ووضعه في حالة خطر، قد تؤدي لانفجار السد وبالتالي حدوث كارثة إنسانية كما أوضح ذلك رستم.
وتطرّق إلى: “أما مناطق الطبقة والرقة فهي محافظة على ذات عدد الساعات من التغذية الكهربائية من سد الفرات، أما بالنسبة لمقاطعة الجزيرة فيتم الآن منح 10 % من احتياج السد وذلك لعدم وجود محطات لتوليد الكهرباء بسبب القصف التركي، بحيث يتم تأمين الأمور الحياتية اليومية كالمطاحن ومحطات مياه الشرب”.
تزويد كامل المناطق المحرومة من الكهرباء وبساعات قليلة
بالنسبة للمناطق التي فقدت الكهرباء هي صرين وكوباني والجرنية وذلك بسبب خروج سد تشرين عن الخدمة، وليس بالإمكان تغذيتها من سد الفرات لعدم توفر شبكات للتوتر العالي والمتواجدة فقط في سد تشرين.
أمّا المناطق والمدن التي لم تكن مزوّدة بالكهرباء مثل قامشلو فقد تم العمل على منح 60 – 70 ميغا واط عن طريق شبكة مدينة الحسكة وصولاً لقامشلو، لتغذية محطات الآبار والمشافي والصوامع، وفي الوقت الحالي يتم العمل على تزويد المدينة كاملةً بالطاقة الكهربائية من خلال تركيب محولة، وهي قيد التركيب والتشغيل وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم تشغيلها، ولكن بطبيعة الحال الكمية التي تم منحها من السد غير كافية، ولن تتجاوز ساعات التشغيل الساعتين في اليوم، وكذلك بقية المناطق بمقاطعة الجزيرة تبلغ ساعات التشغيل بين 2-6 ساعات كحدٍ أقصى.
وذلك لأنَّ المحطة الشمالية لمدينة قامشلو تتوفر فيها محولة مُسبقاً منذ القصف التركي في العامين الماضي والحالي، “وقمنا بإعطائهم محولة منذ فترة العشرين يوماً، لأن لاتساع المدينة واحتوائها عدد سكاني كبير ويوجد فيها محطتين تحتويان على 38 خط باستطاعة 20 كيلو فولط، وتحتاج لكميات كبيرة لتأمين احتياجات المواطنين للكهرباء”.
مناشدة الجهات الدوليّة للتدخّل
ونوّه زياد رستم إلى أنَّ “سد تشرين يحتوي على ثمانية مليار متر مكعب من المياه، منذراً أنَّه في حال حدوث انفجار للسد ستملأ مياه سد الفرات بكميات كبيرة بفترات قصيرة، والذي يحتوي الآخر على 18 مليار متر مكعب من المياه، وسيؤدي بالتالي لحدوث أمور لا يُحمَد عقباها، ما أجبرنا على المناشدة للتدخّل السريع لإنقاذ السدود”.
لذلك ناشد رستم جميع المنظمات ذات العلاقة للتدخّل وإنقاذ هذا السد من الانهيار، في ظل منع تركيا ومرتزقتها المنظمات المعنية من الوصول إلى السد وإصلاحه، وذلك تجنباً لحدوث كارثة إنسانية قد تودي بحياة الأهالي في المنطقة الواقعة بين سد تشرين وسد الفرات والتي تبلغ مسافتها 80 كم، كما يؤدي ذلك بدوره لانهيار سد الفرات أيضاً، مما يتسبب بغمر آلاف العوائل مروراً بمدينة الرقة ووصولاً للحدود العراقية.
No Result
View All Result