No Result
View All Result
المشاهدات 41
محمد القادري
أكد الله سبحانه وتعالى على وجود الشعوب في القرآن الكريم، فقال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، فلكل شعب الحق في العيش على أرضه التي توارث آباؤه وأجداده العيش عليها، وتعارف على من حوله من الشعوب والقبائل والأمم، لأننا إذا راجعنا الحقيقة، فإن الناس كلهم كانوا أمة واحدة، يقول الله سبحانه وتعالى: “كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ”، وهذا الاختلاف دفعهم إلى الهجران، وابتعادهم عن بعضهم، ووضع حدود جغرافية ومناطق سيطرة بدائية، وكانت تسمى تخوم الأرض، لذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثًا، ولعن الله من غير منار الأرض”، وقد أصبح وجود الشعوب في الواقع حالة حقيقة وتمايزت عن بعضها بلغاتها وألوانها وأديانها وعاداتها وأثبت الله سبحانه وتعالى لكل شعب أن يتواجد في أرضه ويعمرها ويستصلحها ويحافظ عليها، حيث جعل الذي يدافع عن أرضه ووطنه وشعبه ويقتل في سبيل ذلك شهيداً حياً، وجعل لغات الشعوب من آيات الله، وجعل العادات والعرف لكل شعب من ضمن مصادر تشريعهم، لأن العرف ضمن المجتمعات والشعوب تأتي ضمن الأحكام، التي يتم التعامل بها مع تلك الشعوب وفي وثيقة المدينة المنورة التي تعدُّ رمزاً للديمقراطية وحق تقرير مصير الشعوب نفسها بنفسها، أثبت النبي محمد صلى الله عليه وسلم قومية ودين وعادات كل شعب، وإنهم أمة على ربعتهم ولهم الحقوق كافة، لذلك من حق أي شعب وفي أي مكان وأي زمان أن يقرر مصيره بنفسه، ويطالب بأن يكون له كيان ووجود وحق وواجب، وأن يدير حياته الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية، دون تدخل أي قوى ظالمة مستعمرة محتلة تصادر رأيه، أو تقرر عنه، ونرى في التاريخ الإسلامي مظاهره من العدالة وإتاحة الفرصة للشعوب بتقرير مصيرهم وعيشهم على أرضهم بحرية، وإلى جانب ذلك هناك أيضاً جوانب مظلمة كان يتم فيها تهميش الشعوب ونبذها وعدم قبول تواجدها، وهذا ما كان يتم عبر مئات السنين على شعبنا الكردي العريق، الذي له مقومات الوجود والاستقلال والحرية كافة، من حيث العرق واللغة والدين والثقافة والموروث الشعبي، فنقول الأيام القادمة إن شاء الله سوف تحتفل الشعوب بحصولها على حقوقها، وما تستحق من التقدير والاحترام والاعتراف بها كشعوب أصيلة وعريقة وصامدة.
No Result
View All Result